د . أحمد كريمة  : إحياء سنة القرض  الحسن  تغنى المحتاج  وتحقق التكافل المعيشى
د . أحمد كريمة : إحياء سنة القرض الحسن تغنى المحتاج وتحقق التكافل المعيشى


أحمد كريمة: إحياء سنة القرض الحسن تغني المحتاج وتحقق التكافل المعيشي

سنية عباس

السبت، 09 أبريل 2022 - 07:12 م

يعيش العالم أزمة غلاء أسعار تتأثر بها معظم الدول، فما أحوجنا إلى إحياء سنة القرض الحسن التى من شأنها إغناء المحتاج من العوز والحرمان والبطالة إقتداء بسنة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الذى اهتم بالتكافل المعيشى حتى أطلق عليه «داعية التضامن الاجتماعى الأول فى تاريخ البشرية»، فقد حمل هم الفقراء لتوفير مستوى معيشة لائق لهم وحث كل قادر ماديا بواجبه تجاه المحتاجين دون من أو أذى.


د. أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر الشريف يلقى الضوء على فقه مشروعية القرض الحسن وفضله وآداب التعامل به والفرق بينه وبين القرض الربوى ولماذا القرض الحسن أفضل من الصدقة؟.


 يوضح فى البداية مفهوم القرض الحسن  مشيرا إلى أنه خلق اجتماعى كريم لمسارعة الإنسان لإغاثة ومواساة أخيه المحتاج بغض النظر عن دينه أو معتقده  ، فالشرائع السماوية كلها تتفق على إغاثة المحتاج وإطعام الجائع وإكساء العارى وقضاء حوائج الناس كافة وهو عمل قام به جميع الرسل عليهم السلام.

ولم يتجاهل الإسلام تغير الظروف والأحوال فحث أصحاب رؤوس الأموال على الإقراض الحسن لما فى ذلك  من حل لكثير من المشاكل التى تحل بالمجتمع ومنها توفير سيولة كافية تغنى المحتاج عن العوز والحرمان والبطالة..

ويؤكد أن  القرض الحسن تجارة لن تبور وهى التجارة الأهم فى حياة الناس ولأنها مع رب العالمين فلن تبور ، فالله يعطى الرزق لإنفاقه فى وجوه الخير فيأتى صاحبه العوض من الله أضعافا فى الدارين قال تعالى  (من ذا الذى يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة)  ، كما أكدت السنة النبوية على أهمية التراحم والتكافل فقال الرسول صل الله عليه وآله وسلم  (من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة.

ومن يسر على معسر يسر الله عليه فى الدنيا والآخرة) ، فالقرض الحسن من الصور الأساسية للتكافل المعيشى وخاصة وقت الأزمات.. ويشير إلى أن القرض الحسن من أبواب الإحسان التى لا يضيع أجرها عند الله عز وجل وسماه سبحانه قرضا حسنا لأنه يعنى إعطاء الرجل ماله لغيره بصدق نية ليرد المقترض المال بعد فترة من الزمن فهو فى الأصل إنفاق فى سبيل الله إبتغاء مرضاته فالمال مال الله والبشر مستخلفون فيه.  قال تعالى  (وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه).


وعن مدى مشروعيته يوضح أنه واجب فى حالة الضرورة، ومندوب فى حالة الحاجة  ، ومباح لتحسين المعيشة  ، ومكروه أو محرم إن ترتب عليه مفسدة تقدر بقدرها.

 
وعن الفرق بين القرض الحسن والقرض الربوى يشير إلى أن التشريع الإسلامى يراعى فى أى عقد مصلحة الطرفين، وفى القرض الحسن يبتغى المقرض وجه الله فقط من باب (وافعلوا الخير لعلكم تفلحون) والمقترض يبغى العيش الحلال  ، أما القرض الربوى ففيه نفع المقرض على حساب المقترض وكل قرض جر نفعا فهو ربا ندد به القرآن الكريم وتوعد عليه بالمحق والحرب قال سبحانه ( يمحق الله الربا ويربى الصدقات والله لا يحب كل كفار أثيم).

ويؤكد أن  القرض الحسن أفضل  موضحا أنه عندما هاجر المسلمون إلى المدينة امتنعوا عن قبول الصدقة وقبلوا القرض الحسن ومنهم سعد بن أبى وقاص وقال: دلونى على السوق فذهب وتاجر وكسب،  والشاهد أن سنة القرض الحسن ما أحوجنا إليها بين جميع المصريين دون تفرقة ، فهى سنة تحفظ ماء وجه الإنسان وتصون كرامته وعزته ووسيلة للتواد وتحقيق الاستقرار الاجتماعى والاقتصادى، قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم  (رأيت ليلة أسرى بى على باب الجنة مكتوبا  «الصدقة بعشر أمثالها والقرض الحسن بثمانية عشر  «فقلت: يا جبريل ما بال القرض أفضل من الصدقة ؟ ! قال: لأن السائل يسأل وعنده،  المستقرض لا يستقرض إلا من حاجة).


ويوضح شروط القرض الحسن بأن يكون المال حلالا فإن الله طيب لا يقبل إلا طيبا  ، وألا يتبعه من أو أذى  ، وأن يدفع القرض على نية التقرب إلى الله  ، وألا يجر نفعا من المقترض الذى يجب عليه أن يضعه فى أولوياته  ، ومن آدابه إنظار المعسر والتجاوز عنه.  قال تعالى  (وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة وأن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون) .

اقرأ أيضا | قروض حسنة لـ٢٨٥٠ مشروعا للأسر الأكثر احتياجا


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة