الأحد، 10 أبريل 2022 - 01:06 م

أحمد الجمَّال

تذكر صفحات التاريخ حكاياتٍ طواها غبار الزمن، وباتت محض ذكرى توثقها أوراق قديمة، كتلك التى نشرتها "آخرساعة" عام 1949 عن الإفطار الذى كان يجرى تنظيمه يوميًا فى شهر رمضان لفئات من عموم الشعب داخل قصر الملك فاروق.. تفاصيل الحكاية وبتصرف محدود فى السطور التالية:-

طابور من الناس يتجهون إلى القصر ساعة الغروب وتفتح لهم الأبواب، ويشد الحراس قاماتهم ويتقدم رجال التشريفات يبحثون أمام المدعوين ويقودونهم إلى ذلك الركن من حديقة القصر حيث يدعو الملك ضيوفه من عامة الشعب كل يوم إلى الإفطار.

اليوم رجال الطرق الصوفية، وغدًا الطلبة، وبعد غد غيرهم وغيرهم كثيرون.. ويدق مدفع الإفطار ويدخل رئيس ديوان جلالة الملك نائبًا عن الملك ويجلس إلى مكانه بين الناس ويقول: "إن مولاى صاحب الجلالة يرحب بكم".

ويبدأ المدعوون فى تناول طعام الإفطار على مائدة الملك، ثم يحين الوقت لصلاة العشاء، وبعدها ينتقل الناس إلى فناء القصر الخارجى حيث رُصت المقاعد، ويبدأ موكبٌ آخر ضخم يتدفق ليُسمع القرآن فى فناء قصر الملك.. خمسة آلاف كرسى قد صُفت فى هذا الفناء الذى يمتلئ ويفرغ ثلاث مرات كل ليلة.. إن خمسة عشر ألفًا يدخلون القصر كل ليلة ليسمعوا القرآن فيه.

أزياء من كل نوع.. رجال وشبان وأطفال أيضًا.. مصريون.. وضيوف لمصر.. كلهم الآن فى مكان واحد فى قصر ملك مصر يسمعون آيات الله.
 

(«آخرساعة»30 يوليو 1949)