علي جمعة
علي جمعة


لماذا أمر الله بقراءة القرآن والقيام به في الليل..«علي جمعة» يوضح | فيديو

أحمد عبدالرحيم

الإثنين، 11 أبريل 2022 - 09:39 ص

قال الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق،وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف إن أعظم مظاهر شرف الليل‏،‏ أن الله أنزل فيه القرآن‏,‏ فالقرآن يحب الليل‏، وحبه لليالي رمضان وعشره الأواخر أشد (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ القُرْآَنُ) ‏[ البقرة:185]،‏ ويبلغ الحب أشده وذروته في ليلة القدر‏،‏ وهي ذلك الوقت الشريف الذي اختاره الله لنزول القرآن‏,‏ حيث بلغت الطاقات النورانية أعلى درجاتها‏، قال تعالى‏: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ) [القدر:1]. ‏

واضاف جمعة عبر «الفيسبوك»: كانت ليلة الأربعاء الرابع والعشرين من رمضان‏،‏ كما قال النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-‏:‏ "أنزلت صحف إبراهيم عليه السلام في أول ليلة من رمضان‏،‏ وأنزلت التوراة لست مضين من رمضان‏،‏ والإنجيل لثلاث عشرة خلت من رمضان‏,‏ وأنزل الفرقان لأربع وعشرين خلت من رمضان" ‏(رواه الإمام أحمد‏),‏ وهي ليلة القدر الكبرى‏،‏ ومن أجل ذلك كانت أعظم التجليات الإلهية من الله على عباده في الليالي الرمضانية‏,‏ وهذا سر اختيار النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- هذه الليالي لتهجده قبل البعثة، حيث ألهمه الله أن يكون تعبده شهرا في السنة هو شهر رمضان‏, كما رواه ابن إسحاق في ‏(السيرة‏).‏

وتابع: من أجل ذلك‏,‏ أمر الله بقراءة القرآن والقيام به في الليل‏,‏ وأخبر أن طبيعة الليل أنسب بالقرآن لألفاظه وفهما لمعانيه وتحملا لتكاليفه‏,‏ فقال تعالى‏: (يَا أَيُّهَا المُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا * نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ القُرْآَنَ تَرْتِيلًا * إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا * إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا) [المزمل:1-6],.

و‏أوضح جمعة، أن ناشئة الليل‏  هي تلك النفوس التي يربيها الليل وينشئها على قرآنه‏,‏ وهي أيضا تلك الواردات الروحانية والخواطر النورانية التي تنكشف في ظلمة الليل -كما يقول الإمام الرازي في تفسيره- فتلك النفوس الصادقة التي أنشأتها وهذبتها وربتها أنوار القرآن الليلية‏ (هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا),‏ أي أعظم ثباتا وتأثيرا‏,‏ فهي أكثر إدراكا في وعيها وأكبر نجاحا في سعيها‏, (وَأَقْوَمُ قِيلًا) ‏ قد رزقت الإخلاص في القصد والسداد في القول والإجابة في الدعاء‏,‏ كما جاء في الحديث‏:‏ "أشراف أمتي‏ حملة القرآن وأصحاب الليل" ‏(الطبراني والبيهقي‏).

وفي القراءة الصحيحة الأخرى ‏(هي أشد وطاء‏)‏ أي مواطأة واتساقا وتواؤما وانسجاما‏،‏ وهذا الانسجام كما يحصل بين القلب واللسان والجوارح عند القراءة‏، فإنه يحصل أيضا من التوافق بين الأمر الشرعي بالقراءة ليلا وبين الأمر الكوني في نزول القرآن ليلا‏، فكلما كانت قراءة المسلم للقرآن بالليل‏،‏ زاد اتساقه مع الكون‏،‏ ويزداد الاتساق بقراءته في ليل رمضان‏،‏ حتى يصل إلى ليلة القدر التي هي أعظم من ألف شهر‏.‏‏

اقرأ أيضا:على جمعة: الصلاة مفتاح عظيم والاستهانة بها مؤذية في الحياة الدنيا | فيديو

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة