صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


فى ذكرى العاشر من رمضان.. تعرف على الانتصارات العسكرية في مصر القديمة 

محمد طاهر

الإثنين، 11 أبريل 2022 - 12:41 م

فى ذكرى انتصار العاشر من رمضان السادس من أكتوبر، أبرز خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار، الانتصارات العسكرية في مصر القديمة.

قال "ريحان" إن الجيش المصرى القديم حقق إنجازات عسكرية أسطورية سجلت بحروف من نور فى ذاكرة العالم القديم، وأن تاريخ مصر العسكرى وملوكها وقوادها العظام يدّرس فى معظم الأكاديميات العسكرية فى العالم بصفتها أقدم وأعظم إمبراطورية انتشرت شرقًا وغربًا وشمالًا وجنوبًا بفضل حكمة قياداتها وخططهم الحربية التى طبقت فى الحرب العالمية .

ويشير الدكتور ريحان إلى الدور العسكري المصري في تأمين الحدود وطرد الغزاة وتتبعهم والشخصيات العسكرية التى كانت علامات بارزة فى تاريخ مصر القديمة ومنهم الملك سقنن رع تاعا الثاني (1560 ق.م أو 1558 ق.م) وهو أول من بدأ القتال الفعلى لطرد الهكسوس من مصر والذي أنهاه ابنه أحمس الأول وتم العثور على مقبرته في خبيئة دراع أبو النجا عام 1881م، وقد كشفت المومياء لاحقًا في 9 يونيو عام 1886 بواسطة جاستون ماسبيرو.

ولفت إلى الإنجازات العسكرية لتحتمس الأول ( 1506 إلى 1493 ق.م) وهى القضاء على تمرد النوبة، حيث سافر إلى أعلى نهر النيل وقاتل شخصيًا في المعركة، وقتل الملك النوبي وبعد الانتصار قام بتعليق جسد الملك النوبي على مقدمة مركبه قبل أن يعود إلى طيبة وساعد هذا في اندماج النوبة في الإمبراطورية المصرية وسجلت هذه الحملة على نقشين منفصلين من قبل ابنه توري، كما وجه جيوشه على سوريا ولم تقابل الجيوش المصرية أى صعوبات في قادش ووصلت إلى نهارين (دولة ميتاني) بين الفرات والعاصي، وقام بالاحتفال بما حققه من انتصارات فبنى قاعة فسيحة في معبد آمون بعد قيامه بتجديد وتعمير المعبد في طيبة وأقام مسلتين أمام البوابة الرابعة في معبد آمون لا تزال إحدهما قائمة بمعبد الكرنك.

ونوه الدكتور ريحان إلى أعظم القواد فى التاريخ العسكرى للعالم القديم وهو تحتمس الثالث (1457- 1425ق.م.) المحارب الأسطورى الذى قام بستة عشرة حملة عسكرية على آسيا «منطقة سورية وفلسطين» استطاع ان يثبت نفوذه هناك كما ثبت نفوذ مصر حتى بلاد النوبة جنوبًا، حيث بنى القلاع والحصون وقام بتدريب الجنود على أفضل التدريبات وتوسع في استخدام العربات في القتال وفي حملة معركة مجدو قسّم جيشه إلى قلب وجناحين واستخدم تكتيكات عسكرية ومناورات لم تكن معروفة من قبل ثم قام على رأس جيشه من القنطرة إلى غزة ثم إحدى المدن عند سفح جبل الكرمل في فلسطين.

وهناك عقد تحتمس الثالث مجلس حرب مع ضباطه بعد أن علم أن أمير قادش قد جاء إلى مدينة مجدو وجمع حوله 230 أميرًا بجيوشهم وعسكروا في مجدو المحصنة ليوقفوا تقدم تحتمس الثالث وجيشه، وكانت هناك ثلاثة طرق للوصول إلي مجدو، اثنان منهما يدوران حول سفح جبل الكرمل والثالث ممر ضيق ولكنه يوصل مباشرة إلى مجدو وقد استقر رأى تحتمس على أن يمر الجيش من الممر الثالث في مغامرة قلبت موازيين المعركة فيما بعد وتعتبر من أخطر مغامرات الجيوش في العالم القديم، وعاد الجيش المصري وملكه الملك تحتمس الثالث إلى مصر ومعهم من أبناء الأمراء عددًا ليعيشوا في مصر تحت مراقبة المصريين لكي لا يجرؤ الأمراء على التمرد مرة ثانية.

وتابع الدكتور ريحان أن تحتمس الثالث أنشأ أسطولًا بحريًا استطاع أن يبسط سيطرته على الكثير من جزر البحر المتوسط مثل قبرص وأيضا بسط نفوذه على ساحل فينيقيا «سواحل لبنان وفلسطين حاليًا» وبذلك فهو أول من أقام أقدم امبراطورية عرفها التاريخ، امتدت من أعالي الفرات شمالًا حتى الشلال الرابع على نهر النيل جنوبًا وأصبحت مصر أقوى وأغنى امبراطورية في العالم عاش فيها المصريون قمة مجدهم وقوتهم، ويلقب تحتمس الثالث بأبو الامبراطوريات وكذلك باسم نابليون الشرق إذ يعد من العبقريات الفذة في تاريخ العسكرية على مر العصور، وتُدرس خططه العسكرية في العديد من الكليات والمعاهد العسكرية في جميع أنحاء العالم وهو أول من قام بتقسيم الجيش إلى قلب وجناحين، وقد استعانت الإمبراطورية البريطانية بالعديد من خططه في معاركها، خاصة ما قام به اللورد اللنبى في معاركه ضد الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى وكان لهذه السياسة الحكيمة اثرها فى تماسك الأمبراطورية المصرية لمدة قرن من الزمان ونشر الثقافة المصرية هناك.

وكانت وفاته عن عمر 82 سنة بعد أن حكم أربعة وخمسين عامًا وأقيمت مراسم الحداد والدفن الملكية تبعه فيها كل المصريين وهي أضخم جنازة في التاريخ القديم ودفن في مقبرة بوادي الملوك كان قد أعدها لنفسه وهي المقبرة رقم 34.

ويوضح الدكتور ريحان أن  رمسيس الثاني هو ابن الملك سيتي الأول والملكة تويا، وكان يلقب بالحاكم الشريك لوالدِه حيث رافق والده أثناء حملاته العسكرية على النوبة وبلاد الشام وليبيا وهو فى عمر الرابعة عشر  وحكم مصر فى الفترة من 1279 إلى 1213 ق.م لفترة 67 عامًا وشهرين وخلال عهده بلغ عدد أفراد الجيش المصرى حوالي مائة ألف رجل فكانت قوة هائلة استخدمها لتعزيز النفوذ المصرى.

وقاد رمسيس الثاني عدة حملات شمالًا إلى بلاد الشام، وفي معركة قادش الثانية في العام الرابع من حكمه (1274 ق.م.)، قامت القوات المصرية تحت قيادته بالاشتباك مع قوات مُواتالّيس ملك الحيثيين استمرت لمدة خمسة عشر عامًا ولكن لم يتمكن أي من الطرفين هزيمة الطرف الآخر. وبالتالي ففى العام الحادى والعشرين من حكمه (1258 ق.م.)، أبرم رمسيس الثاني معاهدة بين مصر والحيثيين مع خاتوشيلي الثالث، وهي أقدم معاهدة سلام في التاريخ.

كما قاد رمسيس الثاني عدة حملات جنوب الشلال الأول إلى بلاد النوبة، وقد أنشأ رمسيس مدينة (بر رعميسو) في شرق الدلتا ومنها أدار معاركه مع الحيثيين وقد كان رمسيس الثاني متميز في فنون القتال والحروب وقد كان ماهرًا فى ركوب الخيل والقتال بالسيوف والمبارزة ورمى السهام وقد كان طيبًا ذا روح أخلاقية ومحبًا لشعبه.

وحارب رمسيس الثالث ثانى ملوك الأسرة العشرين في مصر القديمة حكم من 1186 إلى 1155 قبل الميلاد، الغزاة على الحدود الليبية وانتصر عليهم وكانت أعداد الأسرى كبيرة.

ويرصد الدكتور ريحان تشكيلات الجيش المصرى التى كانت تتكون حتى نهاية الدولة القديمة من القوات الخاصة  لكل مقاطعة، وفى أوائل الدولة الوسطى كان هناك شبه استقلال لحكام الأقاليم وكانت لهم قوات على غرار جيش الدولة كما كان للملك حرس خاص، وكانت القوات الخاصة بالدولة أو الحكام تقوم بالحروب وأعمال أخرى وقت السلم كحماية البعثات التجارية وبعثات استغلال المناجم والمحاجر فى الصحراء واستمر ذلك حتى عهد سنوسرت الثالث الذى قضى على نفوذ أمراء الأقاليم وأسرع بتكوين جيش ثابت للملك وفى عهد أمنمحات الثالث كان هناك كاتبًا للجيش وقد اتجه من اللشت إلى أبيدوس ليختار المجندين وكان الملك هو القائد الأعلى للجيش .

وفى عهد الدولة الحديثة كان الجيش المصرى يتكون من قسمين رئيسيين المشاة والعربات الحربية وكانت الوحدة الرئيسية فى تشكيلات الجيش هى "السرية" التى تنقسم إلى فصائل والفصائل إلى جماعات وكل جماعة من عشرة أفراد ويتلقى قائدها أوامره من قائد الفصيلة الذى يعرف بقائد الخمسين حيث تتكون الفصيلة من 50 جندى وقائد السرية وحامل اللواء وأركان حرب السرية ثم كاتبها وهناك أيضًا الكتيبة وتتكون من سريتين وكان أفراد المشاه ينقسمون إلى رماه وحملة الرماح، أمَا القوات الخاصة فكانوا يتميزون بصغر السن ويتلقون تدريبات خاصة وكان لهم دورًا كبيرًا فى معركة قادش 1285 قبل الميلاد حين تعرض رمسيس الثانى إلى كمين بواسطة الحيثيون .

وكان الملك هو القائد الأعلى للقوات المسلحة وكان الوزير يقوم بوظيفة وزير الحرب وكانت الرقابة العامة للجيش تقع على عاتق ضباط قادة وأركان حربهم وكان من بين ضباط الجيش المختصون بعمليات التموين والحسابات والسجلات والمواصلات وكافة الشئون الإدارية وكان من بينهم رجال المخابرات وجهاز خاص للتجسس على تحركات العدو.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة