هدى محمد عبيد الشاذلي
هدى محمد عبيد الشاذلي


بقلم واعظة

أسرار عبادة السرّ

الأخبار

الإثنين، 11 أبريل 2022 - 04:36 م

بقلم: هدى محمد عبيد الشاذلي - منطقة وعظ الغربية

إذا ما تأملنا أركان الإسلام الخمس نجدها كلها تكون بالفعل أو بالقول إلا الصوم فإنه يكون بالكف عن أفعال مخصوصة فى وقت مخصوص والكف وعدم الفعل هنا هو جوهر هذه العبادة.. نجد كل العبادات ظاهرة مرئية محسوسة إلا الصوم فليس بمرئى ولا محسوس للغير.

بعض العبادات يُبذل فيها المال وبعضها يُبذل فيها الجهد والصوم لا نستطيع تصنيفه مع هذه ولا تلك، وما فيه من جهد ومشقة لا تُرى بل لا يشعر بها إلا العبد وربه لذا كانت الرخص فى جواز إفطار الذين يُتوقع أن يبلغ بهم الجهد مبلغه كالمسافر والمريض.. وحدث ولا حرج عن سرّ خلوف فم الصائم الكريه لدى نفسه والناس من حوله لكنه يفوق ريح المسك عند ربه: ﴿وَالَّذِى نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ﴾ الصوم عبادة السرّ الخالصة من الرياء، هو السر بين العبد وربه فنية العبد بأنه يصوم لله إيمانًا واحتسابًا لايعلمها إلا الله ، وصبر العبد وتنفيذه للصوم حقيقة لا يعلمها إلا الله فلما كان سرًا فى النية، والأداء، والشعور والجهد، استحق أن يكون سرًا فى الأجر يقول اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿الصَّوْم لِى وَأَنَا أَجْزِى بِهِ﴾ قال المناوى: «أجزى به صاحبه جزاءً كثيرًا، وأتولى الجزاء عليه بنفسى فلا أكله إلى ملك مقرب ولا غيره لأنه سرّ بينى وبين عبدى، لأنه لما كف نفسه عن شهواتها جوزى بتولى الله سبحانه إحسانه»..

إن هذه العبادة المحاطة بالسرية والتى بها أسرار وخبايا تعلمنا وتربى نفوسنا على المعنى الحقيقى للإخلاص والبعد عن الرياء والذى بدوره يوصلنا لمعنى الإحسان وهو أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك وبذلك يتحقق عندنا التقوى التى نتخرج بها من مدرسة الصيام (( لَعَلّكُم تَتَقُون ))، والتى من أول معانيها الخوف من الجليل فإذا ما تربينا على ذلك فى مدرسة الصيام فسوف نُطبق ذلك فى جميع مناحى حياتنا؛ ولذا نستطيع أن نقول إن عبادة السر ذات سر وهو الجمع بين المعانى الروحانية والأساليب التطبيقية وهما ضلعا ديننا الحنيف وشريعتنا السمحاء.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة