صالح الصالحي
صالح الصالحي


يوميات الأخبار

النصر من العاشر من رمضان للاختيار

صالح الصالحي

الإثنين، 11 أبريل 2022 - 05:00 م

«ملحمة مسلسل الاختيار تعيد فرحة النصر فى نفوس المصريين فى معركة العاشر من رمضان للنصر على العدو الإخوان.. وأن عقيدة المصرى الراسخة تؤكد أنه لا مسامحة ولا مصافحة لعدو»

 الشعب المصرى لا يعرف سوى العزة والكرامة.. دائما ما يتمرد على الهزيمة.. لا يهدأ له بال حتى يأخذ حقه كاملا.. قضية الأرض عنده قضية عرض وشرف.. لا يسامح عدوه ولا يضع يده فى يده حتى لو انتصر عليه.. فيظل عدوه الذى دنس أو حاول أن يدنس أرضه ويغتصب  حقوقه.. لا ينسى الإهانة.. ويعتز دائما بنصره وبطولاته التى ضحى من أجلها بأغلى ما يملك، دمه وولده.

تحل هذه الأيام على المصريين احتفالات عيد نصر العاشر من رمضان.. اليوم الذى هزم فيه عدوه الإسرائيلى ورفع رأسه عاليا.. ليتواكب هذا مع احتفال المصريين بنصرهم على عدوهم الإخوان.. والذى أشعل ذكرى هذا النصر فى النفوس مسلسل الاختيار «الجزء الثالث».. ليكمل هذه الملحمة الدرامية للجزءين الأول والثانى. والتى لا ينسى معها معظم المشاهدين أنهم عاصروها.. وأنهم شهود عيان على أحداثها.. مما دفعهم للاهتمام الكبير بمتابعة أحداثه.. خاصة وأن المسلسل كتب بحرفية شديدة وأداء رائع لكل أطراف العمل.. وعلى أعلى درجة من الإبداع والرؤية الصادقة.. التى تواكبت مع أحداث تمت فى الأمس القريب.

فى تصورى أن متعة المشاهد هى نتيجة فرحه لانتصار إرادة شعب رغم قوة ما لقيه من جرائم الإخوان.. وأن الوطن استرد كرامته من حفنة إرهابية متقزمة لا تليق بحكم دولة عظيمة مثل مصر وشعبها الذى يرفض الأخونة والراديكالية.

يوثق المسلسل جرائم الإخوان ويكشف أخطر مخططاتهم قبل وخلال العام الذى حكموا فيه البلاد قبل أن يلفظهم المصريون.. ويؤكد على حقيقة أن المصريين لم يصبروا لمدة عام على حكم الدكتاتور الإخوانى.. بل كان عاما مليئا بالوقفات الاحتجاجية الرافضة لمشروع الأخونة الذى سرعان ما كشفه المصريون.. عام شهد ثورات مناهضة لكل سياسات الإخوان.. فهو عام لم يعرف فيه المصريون الهوادة ولا المهادنة مع جماعة سرعان على ما كشفت عن طبيعتها الإرهابية.

من أسباب نجاح المسلسل أنه وثق الحوارات واللقاءات وكواليس ما دار فى خلفية الأحداث التى شهدتها مصر خلال تلك المرحلة العصيبة والحرجة.. وأهمها تلك التى جمعت بين الرئيس عبد الفتاح السيسى وقادة تنظيم الإخوان ومن بينهم محمد مرسى.
 لقاءات موثقة ونادرة عاشها المصريون بأنفسهم.. ويحلو لهم أن يعيشوها مرة أخرى ومرات عديدة.. وفى تصورى أن هذا من أسرار وعوامل نجاح المسلسل.. خاصة أن تلك اللقاءات تشرح كيف ناضل الرئيس عبد الفتاح السيسى مع شعبه ضد فساد الجماعة واستبدادها.. وكيف واجه بشموخ وتحدٍ مخططات ومؤامرات الجماعة الإرهابية وأعوانها..

كشفت أحداث المسلسل كيف أن الرئيس عبد الفتاح السيسى كان حريصا على التأكيد دائما ـ فى تلك اللقاءات ـ أن ولاء الجيش المصرى لله وللوطن مع تقديم النصح والتوجيه وطرح الحلول من منطلق حكمته ورؤيته الثاقبة للأحداث وكل ذلك من أجل صالح الوطن.. هذا فى الوقت الذى أكدت أحداث المسلسل على إصرار تنظيم الإخوان على النظر لمصالح الجماعة فقط والعمل على أخونة الدولة.. وهو ما كان واضحا ورفضه المواطنون منذ اللحظة الأولى.. فالمصرى فطن بالفطرة ولا يستطيع أحد أن يبتزه أو يساومه على وطنه..

كل هذا وغيره مما سنشاهده فى الحلقات القادمة جعل هذا المسلسل يحصد إجماعا شعبيا.. لأنه مسلسل يعبر عن حياة شعب بطل.
 مسلسل الاختيار عمل مبهر بكل المقاييس.. خارج إطار المألوف.. عمل ناجح من كافة جوانبه.. بطله الحقيقى هو الشعب المصرى والبطل الشعبى هو الرئيس عبد الفتاح السيسى.

وتستمر الحرب لعدم كفاية المكاسب!!
 تتفوق دراما الحرب الروسية الأوكرانية إثارة وتشويقا على دراما رمضان.. فيتابعها الجميع بشغف واهتمام.. الكل فى انتظار نهايتها.. الكل أصبح طرفا متورطا فى هذه الحرب.. اكتشف الجميع فجأة أن روسيا وأوكرانيا تتحكمان فى الاقتصاد العالمى!!
 ماذا حدث بين اليوم والبارحة؟! لماذا هذا الارتفاع الجنونى للأسعار؟.. لماذا التأكيد أن الأسعار فى طريقها لمزيد من الارتفاعات؟.. على ماذا الرهان؟.. ومن سيحسمه لصالحه؟!.. حتى الآن الكل خاسر ما عدا الولايات المتحدة الأمريكية هى الوحيدة الفائزة.. تطعن فى عدوها الروسى من بعيد.. والسؤال ما الفائدة التى تعود على روسيا حتى تواصل حربا لن تحسمها القوة العسكرية؟!

بالفعل غدا العالم قرية صغيرة.. فكانت هذه المقولة عندما تعلمناها فى بداية دراساتنا لعلوم الإعلام تشير إلى انتشار الخبر فى نفس لحظة حدوثه.. لكن الآن ليس المعنى الإعلامى هو الحادث أو السائد.. إنما يتعدى لحالة التشابك فى المصالح العالمية بين جميع الدول فى ظل علاقات اقتصادية وسياسية، ليس الشرط من ورائها أن يكون هذا التشابك قائما على العدالة.. لكن لب الموضوع هو التشابك حتى ولو حكمته رغبات جامحة وأهداف ظالمة تطحن من يقابلها فى سبيل تحقيقها.. رغبات امتلكت فى العقود الماضية عبارات أكثر تهذيبا وتسترا.. من أبرزها نشر الديمقراطية وحماية حقوق الشعوب وتعليمهم كتالوجات الديمقراطية التى ما لبثت أن انكشفت بعدما خربت الدول وشردت الشعوب.. وكان العراق أبرز النماذج.. ثم توالت بعدها العواصف العاتية التى ضربت الدول العربية.. ثم غيرت قناعها وتسلحت بشعار جديد وهو حماية حقوق الإنسان.. واتخذت من هذا الشعار ذريعة للتدخل فى الشئون الداخلية للشعوب.. لتنصب نفسها حامى الحمى وحارسة المستضعفين والمساكين.. ولا تتورع أن تدير حروبا جديدة لتحقيق مكاسب تأخذ فى طريقها الأخضر واليابس..
 وفى رأيى أن الحرب الروسية الأوكرانية الأمريكية هى أبرز هذه النماذج.

فهى حرب يملؤها حب الانتقام وتكسير العظام لدول تهدف سياستها فرض القوة دون الالتفات لحقوق الشعوب فى العيش الكريم أو حتى العيش بحرية.
 حرب روسيا وأوكرانيا وموقف الولايات المتحدة والقوى الفاعلة الأوروبية إنما تعبر عن رغبات جامحة فى صناعة القرار الدولى والتى تؤثر على باقى الشعوب.. ومن قبلها دعم لحركات الفوضى التى اجتاحت دول الشرق الأوسط.. وكان الهدف من ورائها رغبة فى امتلاك إرادة هذه الشعوب وتشتيت هذه الدول.

هذه هى سياسات الدول العظمى أو القوى العظمى التى لا تعدم وسيلة فى زرع الفتن والقلاقل من هذه الدول.
حيث يدفع التسابق على الكعكة بسيناريوهات قد تبدو مختلفة لاستخدامها لأدوات مختلفة.. لكن الأهداف واحدة هى الرغبة فى السيطرة والهيمنة العالمية.
 لا يخفى أى من أطراف الصراع دوره وكأنه حفل لاستعراض القوة حتى إن جو بايدن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية يؤكد أن الهدف الروسى من المعركة لم يتحقق بعد وأن أمامه لا يقل عن ٥ سنوات.. ولا تعلم أى رؤية استراتيجية عسكرية تفسيرا لهذا التوقع!! هل هذا اتفاق مع غريمه الروسى، الذى يسير فى مخططاته التى تتعثر حتى الآن.. فلم تنهر أوكرانيا بفعل المساعدات العسكرية ولم تستطع بالطبع القضاء على روسيا.

فى ظل أجواء غامضة الكل يجتهد فيها أهم ما يجتمع عليه دول العالم هو أحوال الاقتصاد العالمى وحالة الركود والتأثير حسب المدة التى تستغرقها هذه الحرب خاصة على الدول القريبة من أحداث الحرب، كما هو الحال لبولندا وتركيا.. فى الوقت الذى لا تتضرر فيه دول مثل الولايات المتحدة الأمريكية والصين حيث تنخفض نسب المعاملات التجارية مع البلدين صاحبى الصراع.

وفى الوقت نفسه من المتوقع أن تقلص الحرب النمو العالمى بنحو ٠٫٢٪ هذا العام ليستقر عند ٣٫٨٪ بدلا من ٤٪.. إلا أن هذا مشروط بعدم استمرار الصراع لمدة  طويلة.

بالإضافة للتأثير على أسعار النفط الذى سبب فعليا اضطرابات فى الأسواق.. حيث تعد روسيا ثالث أكبر منتج للنفط فى العالم بعد الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية.. حيث تنتج روسيا فى المتوسط ١٠٫٥ مليون برميل نفط يوميا طبقا لتقارير ٢٠٢٠.. وصدرت ما بين ٥ إلى ٦ ملايين برميل وكان نصف صادراتها إلى أوروبا.

ومع قيام الولايات المتحدة الأمريكية بحظر استيراد النفط الروسى فى ٨ مارس ٢٠٢٢ وكذلك انجلترا مع نهاية ٢٠٢٢.. قد يدفع هذا إلى ارتفاع أسعار النفط إلى أكثر من ٢٠٠ دولار للبرميل الواحد.. مما يستتبعه زيادة فى أسعار كل السلع وارتفاع معدلات التضخم على اعتبار أن الوقود والطاقة من التكاليف الأساسية فى التصنيع ونقل البضائع.. مما يؤدى إلى زيادة الركود وزيادة أسعار المواد الغذائية.. لأن روسيا وأوكرانيا من كبار منتجى المواد الغذائية.. حيث تنتج البلدان ١٤٪ من القمح العالمى وتمثلان ٢٩٪ من الصادرات العالمية.. بالإضافة إلى أنهما من كبار منتجى زيت الذرة وزيت عباد الشمس وبالطبع ستؤثر الاضطرابات فى إمدادات الحبوب على المستوردين فى الشرق الأوسط وأفريقيا وتركيا مع توقعات بانخفاض المحاصيل الزراعية بنسبة ٥٠٪ بسبب نقص الأسمدة.

سواء امتلك المحللون توقعات مدروسة أو غيرها.. فإن الأمر حتى الآن يتميز بالغموض الذى يخلق اضطرابا فى كامل المشهد لدى كل الدول المتضررة فى العالم عدا القوتين العظميين الصين والولايات المتحدة الأمريكية.. حيث خرجتا من سباق الخسائر.

ترى هل ستسمح الولايات المتحدة للصين التى تعتبر فعليا أقوى اقتصاد عالمى من حيث الحجم ومعدلات النمو أن تستقر عند هذه النقطة؟! خاصة بعدما سيطرت الصين على وباء كورونا واحتفظت بهذه المكانة.. أم ستستمر الحرب لأجل غير مسمى حتى تحقيق المكاسب غير المعلنة ليكون عنوانها حربا على كل من يقف فى وجه الولايات المتحدة الأمريكية.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة