الدكتور أسامة الأزهري، مستشار الرئيس للشؤون الدينية
الدكتور أسامة الأزهري، مستشار الرئيس للشؤون الدينية


أسامة الأزهرى يستشهد بدور «أبوالحسن الشاذلي» في معركة المنصورة القديمة

مصطفى أحمد

الإثنين، 11 أبريل 2022 - 05:41 م

قال الدكتور أسامة الأزهري، مستشار الرئيس للشؤون الدينية، إن يوم العاشر من رمضان يوم لا يُنسى من تاريخ مصر إلى يوم القيامة فهو تاريخ انتصار القوات المسلحة المصرية على العدو الإسرائيلي.

وأضاف خلال حواره ببرنامج "يحب الجمال" مع الإعلامي أحمد الدريني، المذاع على قناة "دي إم سي" مساء اليوم الإثنين: عندما نصل إلى يوم 10 رمضان ونستعرض تاريخ رجال دفاع قواتنا المسلحة الأبطال عن الوطن عبر التاريخ الخالد، ونبحر مرة أخرى إلى ملمح من ملامح الجمال، يظهر من خلاله كيف أن مصر عبر التاريخ كانت تحرز الانتصار بالتضافر والتلاحم بين مختلف شرائح المجتمع وفي القلب منهم علماء الشريعة.

وتابع: في ذلك الوقت في معركة المنصورة القديمة كان الإمام شيخ الإسلام عز الدين بن عبدالسلام، الإمام القطب العارف والولي الكبير الشيخ أبو الحسن الشاذلي، وجملة من علماء الديار المصرية، كانوا صفا واحدا وعلى قلب رجل واحد مع القيادة المصرية في ذلك الحين ومع الجيش المصري من أجل التصدي لجيش الصليبيين في أحد الحملات الصليبية التي حاولت اقتحام مصر عن طريق المنصورة بعد أن نجحت في احتلال دمياط، خاصة مع وجود حرب معنوية شرسة وصدمة هائلة من هزيمة دمياط.

ولفت إلى أن ملمح الجمال الذي يريد أن يرصده في خيمة من خيم المنصورة، هو أنه لما جلس الإمام الكبير عز الدين بن عبدالسلام شيخ الإسلام، والشيخ أبو الحسن الشاذلي، والإمام مجد الدين بن تقي الدين علي بن وهب القشيري والشيخ محيي الدين بن سراقة والشيخ مجد الدين الإخميمي، وحولهم عدد كبير من أهل العلم الفاضل، وكانوا يقرأون كتاب الرسالة القشيرية في التصوف والسلوك والآداب، وذلك من ضمن التعبئة المعنوية لدعم القوات المسلحة في ذلك الحين.

وأوضح أن هؤلاء الأئمة لم يكونوا خبراء عسكريين، ولكن رأوا أنه من الواجب الشرعي والديني والإنساني أن يحتشدوا في ظهر الجند وهم في الثغر، ويستعدون لمعركة محتملة في أي لحظة، ويرتقي منهم شهداء في سبيل الدفاع عن الوطن.

وتابع: كان الأئمة في الخيمة أحد الأوقات يتدارسون ويدلي كل بدلوه ويشرح المعاني التي تلوح له، وكان الشيخ الشاذلي صامت لا يتكلم، إلى أن فرغ كلامهم، وخيم الصمت، فقالوا يا سيدي نريد أن نسمع منك فقال أنتم سادات الوقت وكبراؤهم وقد تكلمتم وحصل الكفاية فلا داعي أن أتكلم، مما يدل على أنه لديه قدر عظيم من نكران الذات وعدم اشتهاء الكلام، والتسليم لأكبار الوقت وعلماؤه وهم الذين يقرون له بالولاية الكبرى، ولكن العلماء قالوا "لا بد أن منك"، فسكت الشيخ ساعة، ثم تكلم بأسرار عجيبة وعلوم جليلة في فهم نفس الكلام الذين كانوا يقرأون، فقام الشيخ عز الدين بن عبدالسلام، وخرج من صدر الخيمة وفارق موضعه بين الناس الحضور ويقول لهم "اسمعوا هذا الكلام القريب عهد بربه" أي هذا كلام فتح وتجلي وكأنه إلهام صادق حصل الآن تجلى الله به على هذا العبد.

وأكد أن من أعظم مشاهد الجمال للإمام الشاذلي أنه رأى في منام له أيضا رؤية للنبي الكريم يبشره فيها بالنصر العظيم في حرب أكتوبر.

 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة