أسامة عجاج
أسامة عجاج


فواصل

تحرك مدروس

أسامة عجاج

الثلاثاء، 12 أبريل 2022 - 10:41 م

فى عدد الأخبار التاسع من الشهر الماضى، كتبت مقالا تحت عنوان (أزمة أوكرانيا.. حقائق كاشفة)، منتقدا غياب موقف عربى مؤثر تجاه الأزمة الأوكرانية، مقارنة بتحركات دول الجوار الجغرافى إسرائيل وتركيا وإيران، وكانت تلك المقالة مثار حوار خاص - ليس للنشر - مع الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، الذى تفضل بدعوتى لمكتبه، لتوضيح الأمر، وأقر هنا وأعترف.

بأن التحرك العربى وإن جاء متأخرا - ولكنه تجاوز سريعا عنصر المباغتة للأزمة، وتحولها إلى غزو روسى، إلى الاتفاق بين المجموعة العربية على آلية التحرك كمجموعة، واتسم بثلاث سمات، الأولى (التدرج) فى إطار زمنى محدد، وبدأ بدعوة مصر إلى اجتماع استثنائى على مستوى المندوبين فى نهاية فبراير الماضى، وأعقبه اجتماع آخر لوزراء الخارجية فى التاسع من مارس.

والتى تم خلالها البحث المعمق للأزمة، والاتفاق على (خارطة طريق) للتعامل مع الأزمة، والمساهمة فى إيجاد حل سياسى لها، يقوم بتنفيذها مجموعة الاتصال العربية، التى تم تشكيلها.  


الثانى (الوضوح) حيث نجحت المجموعة العربية فى تجاوز التباين فى مواقفها، والتى تراوحت ما بين مؤيد أو مندد للغزو، أو متحفظ، وفقا لطبيعة العلاقة بين طرفيها، خاصة موسكو وواشنطن، واتفقت على المبادئ الأساسية لتحركها، ومنها التأكيد على التمسك بمبادئ القانون الدولى وميثاق الأمم المتحدة، القائم على صيانة سيادة الدول ووحدة أراضيها، وضرورة التوصل إلى حل دبلوماسى.


أما الملمح الثالث فهو (الحفاظ على المصالح العربية) من جراء توابع الأزمة - وهو كما قال الأحمد أبو الغيط - «المبدأ الحاكم لمواقفنا وتحركنا الدبلوماسى».
فلم يعد خافيا على أحد، أن الوفد العربى سعى إلى الوساطة، وطرح الأمانة العامة للجامعة، كمكان لاستضافة مباحثات سياسية بين الطرفين، وفى انتظار موافقتهما، كما كشف عن ذلك السفير حسام زكى، ترسيخا لدور الجامعة الدبلوماسى على الصعيد الدولى، ولكنه بحث أيضا كمجموعة عربية، ضمان عدم تأثير تلك الأزمة على إمدادات الدول العربية، من المواد الغذائية خاصة القمح، وكذلك إمدادات الغاز والنفط، وهكذا أجد نفسى مدينا باعتذار، فالمهم ألا يغيب العرب، أو يقوموا بتهميش دورهم بأيديهم.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة