الثلاثاء، 12 أبريل 2022 - 11:29 م

كما هو متوقع رحل مدرب المنتخب «كيروش» وبدأت الرحلة المعتادة للبحث عن مدرب جديد، ومعها الأسئلة التى لا نمل من تكرارها فى هذه المناسبات: مدرب أجنبى أم محلى؟

وهل تم تحديده بالفعل أم سنبدأ رحلة البحث عنه؟ وهل سيكون مؤقتاً أم سيكون المدرب الذى نعتمد عليه حتى كأس العالم بعد أربع سنوات؟.

ووسط هذه «الهوجة» المعتادة، والضجيج الحقيقى أو المفتعل، وأحاديث الترشيحات والتربيطات.. يضيع الكثير من الحقائق، ويختفى السؤال الوحيد الذى ينبغى طرحه وانتظار الاجابة عليه وهو: هل من بداية جديدة يرحمكم الله ويرحمنا؟!

إحدى الحقائق التى نتغافل عنها هى أن التدريب (مثل كل عناصر كرة القدم عندنا) يعانى من أزمة..

ومع التقدير الكامل لجهود بعض مدربينا لتطوير أنفسهم، فإن غياب أى سياسة علمية لإعداد المدرب الوطنى هى احد الأسباب الرئيسية لأزمة كرة القدم، ولأزمة الرياضة عموماَ.

آخر مرة شهدنا فيها خطة حقيقية بهذا الشأن كانت قبل أكثر من نصف قرن، حين استقدمنا مدربين أجانب لكل فرق الدورى، ثم  - وهذا هو الأهم - أرسلنا دفعات من المدربين الشبان إلى ألمانيا ليتلقوا دراسات علمية متخصصة وكان الأمر مبشراً لكن البرنامج لم يستمر، لنفتقد - بعد ذلك - أى تخطيط لإعداد المدربين علماًً بأن أى اصلاح حقيقى يستلزم الآلاف من المدربين المؤهلين علميا خاصة مع الناشئين الذين يحتاجون أكثر من غيرهم للتدريب العلمى الذى يرعى مواهبهم ولايبددها !!

نتمنى التوفيق - بالطبع - لاتحاد الكرة فى اختيار المدرب الجديد، لكننا  نعرف أن ذلك لن يكون الحل مادمنا نعيش فى نفس المنظومة، ونفتقد إلى خطة علمية لإصلاح الكرة إصلاحاً شاملاَ.

خطة يكون إعداد المدرب الوطنى الكفء بنداً اساسياً فيها، إلى جانب رعاية المواهب واعداد الملاعب الكافية، وإدارة كل شئون الكرة بالعلم وليس بالفهلوة أو التربيطات، ووضع حد للمال «السايب» الذى أفسد الكرة وخنق الأندية الجماهيرية التى ستظل دائماً هى روح الكرة وخزان المواهب الذى لا ينضب رغم كل ما تعرضت له فى ظل المال السايب.. أو المشبوه!!

المطلوب أن يكون اختيار مدرب جديد للمنتخب جزءاً من خطة الاصلاح الشامل للكرة المصرية، وليس إرضاء للجمهور أو امتصاصاً لغضبه..

الاختيار الحقيقى هو بين بداية جديدة أو تكرار للفشل!