د. حنان خفاجى خلال حوارها مع «الأخبار»
د. حنان خفاجى خلال حوارها مع «الأخبار»


كنوز مصرية «3»| معهد «تيودور بلهارس» .. كبد المصريين في أمان

أحمد عبيدو

الخميس، 14 أبريل 2022 - 07:53 م

البلهارسيا تراجعت فى مصر آخر 20 عامًا.. والمعهد شارك فى المشروع القومى للقضاء على المرض 
د. حنان خفاجى مديرة المعهد: البلهارسيا عاودت الظهور فى بعض المحافظات أثناء كورونا بسبب إغلاق النوادى واستحمام الأطفال بالترع 
نوفر العلاج المجانى لفيروس c ومتابعة مجانية لمرضى التليف
استخدمنا القواقع فى قياس التلوث البيئى واستخراج مادة الميوسين لعلاج السرطان 
لدينا معهد للتمريض .. والقسم الاقتصادى يخدم مرضى قرارات العلاج على نفقة الدولة 

 

على كورنيش الوراق مباشرة، وتحديدا أمام وزارة الري، يقبع صرح علمى بحثى طبى من الدرجة الأولى، يشع نوره هناك لعلاج أمراض البلهارسيا والكبد وفيروسى سى وبى وأمراض الجهاز الهضمى والكلى والمسالك البولية ..

يقدم خدمات جليلة للمرضى هناك فى صمت ودون أى ضجيج ..

لا يعرفه الكثيرون ولكن المتخصصين والمرضى يدركون جيدا أهميته ..

إنه معهد «تيودور بلهارس» ..

هذا المعهد الطبى البحثى التابع لوزارة التعليم العالى هو أحد الكنوز المصرية التى لا نعرف قيمتها وأدوارها ..

أدوار كثيرة يقوم بها هذا المعهد فى المجال الطبى والبحثى والعلمى حتى يساهم فى ترويض الأمراض المستعصية لدى المصريين وأهمها مرض البلهارسيا وأمراض الكبد المختلفة ..

تفاصيل أكثر عن هذا المعهد نعرفها من خلال السطور القادمة فى الحلقة الثالثة من حملة كنوز مصرية..

فكرة بناء المعهد تعود للدكتور أحمد حافظ موسي، أحد رواد طب الأمراض المتوطنة فى مصر والعالم والذى رأى أهمية إنشاء هذا الصرح لمكافحة منهجية ومنظمة لمرض البلهاريسيا.

وسمى المعهد على اسم تيودور ماكسميليان بلهارس (1825-1862) طبيب ألماني، ومكتشف طفيلى البلهارسيا..

فى أبريل عام 1962 تم وضع أساس المعهد فى مدينة الوراق محافظة الجيزة.

قامت الحكومة المصرية ببناء المعهد بالتعاون مع حكومة جمهورية ألمانيا الاتحادية، والتى قامت بتوفير التجهيزات والمعامل. فى عام 1964 تم إلحاق المعهد بوزارة البحث العلمي. وافتتحت المعامل والعيادات الخارجية عام 1976، وتم افتتاح مبنى المستشفى الملحق عام 1983.

 

معهد تيودور بلهارس هو أحد المعاهد العلمية البحثية فى مصر التى أنشئت عام 1964..

ومنذ ذلك التاريخ قدم المعهد الكثير والكثير لمصر فى مجال تشخيص وعلاج الأمراض المتوطنة التى تصيب الجهاز الهضمى والكبد والكلى والجهاز البولى، فمعهد تيودور بلهارس للأبحاث هو معهد بحثى طبى خدمى يختص بأمراض الجهاز الهضمى والكبد والكلى والمسالك البولية ومضاعفاتها وذلك لتلبية الاحتياجات الصحية والاجتماعية والاقتصادية والتكنولوجية حتى يكون لها المردود الإيجابى على الوطن والمنطقة الإقليمية والقارة الأفريقية.


استراتيجية المعهد

 


وتعتمد استراتيجية المعهد البحثية على إجراء بحوث إكلينيكية ومعملية ونصف حقلية وميدانية من خلال 6 برامج أساسية مع الاعتماد على التكنولوجيا المتقدمة مثل التكنولوجيا الحيوية والهندسة الوراثية والنانوتكنولوجى وتحويل الأنشطة التقليدية فى تخصصات العلوم الأساسية إلى أنشطة تطبيقية أكثر حداثة مع دعم الأبحاث العلمية التى تخدم احتياجات المجتمع وربطها بمراكز الإنتاج والصناعة وتوفير الدعم العلمى والمادى لكل ما يتصل بالبحث العلمى وتطوير التكنولوجيا وذلك بالتعاون مع الجهات العلمية المختصة المحلية والدولية.

 

كما يقدم المعهد خدمات طبية تشخيصية وعلاجية من خلال مستشفى المعهد وهى تشتمل على كل من الأقسام الإكلينيكية وقسم الاقتصادى والذى يخدم مرضى النقدى والتأمين الصحى وقرارات العلاج على نفقة الدولة والأجنحة «عدد عشرة أجنحة» لخدمة المرضى من الأقسام المختلفة وحالات زراعة الأعضاء (من كبد وكلى) والعيادات الخارجية لخدمة المرضى الخارجيين الذين يعانون من أمراض الكبد والجهازالهضمى والمسالك البولية والقلب والصدر والكلى، بالإضافة إلى الجراحة العامة وخدمة التثقيف الصحى..

وعن أهم الأقسام المعملية فى المعهد وأدوارها تقول د. حنان خفاجى مديرة معهد تيودور بلهارس: يضم المعهد 6 شعب علمية بحثية بالإضافة إلى وحدات معملية بحثية متخصصة لخدمة البحوث والخدمة العلاجية ومستشفى سعته 300 سرير، وكذلك مدرسة ومعهد للتمريض. ويوجد بالمعهد 473 من أعضاء هيئة البحوث ومعاونوهم ويمثلون 35% من إجمالى العاملين بالمعهد.

تنقسم الـ 6 شعب العلمية بالمعهد إلى 20 قسما تغطى جميع التخصصات المرتبطة بتخصص المعهد، كما يضم المستشفى عددا من الوحدات الطبية المتخصصة وتشمل:

وحدة مناظير الجهاز الهضمى والكبد «تابعة لقسم أمراض الجهاز الهضمى والكبد».

وحدة الموجات فوق الصوتية.

وحدة رعاية مرضى الغيبوبة الكبدية «تابعة لقسم أمراض الجهاز الهضمى والكبد».

وحدة الغسيل الكلوى «تابعة لقسم أمراض الكلي».

وحدة ديناميكية البول «تابعة لقسم المسالك البولية».

وحدة السجلات الطبية والإحصاء الطبي.

وحدة تحسين جودة الرعاية الطبية.

وحدة التثقيف الصحي.

وتضيف د. حنان خفاجي: يشتمل المستشفى على بنك الدم ويوفر خدمة متصلة على مدى 24 ساعة لمرضى المستشفى وحالات الطوارئ بالإضافة إلى الصيدلية وتقوم بتوفير احتياجات مرضى العيادات الخارجية والأقسام الداخلية بمستشفى المعهد من أدوية ومستلزمات طبية، فضلا عن معهد فنى للتمريض وذلك لسد احتياجات المعهد ووزارة الصحة والهيئات الطبية الأخرى من التمريض.


ومن الأقسام الهامة داخل معهد تيودور بلهارس وفقا لمديرة المعهد هو قسم المناعة ويقوم بالتحاليل الطبية الآتية: «أنتى جينات ومضادات البلهارسيا والفاشيولا والهيداتيد ومضادات فيروس سى الكبدى وأنتى جينات فيروس بى الكبدى ومضادات الأنوية ANA، بالإضافة إلى المجال البحثى فى زراعة الأنسجة والخلايا الجزعية.


القضاء على البلهارسيا


ولكن يبقى السؤال الأهم كيف ساهم المعهد فى القضاء على مرض البلهارسيا فى مصر؟.. تجيب د. حنان خفاجى قائلة إن معهد تيودور بلهارس للأبحاث هو معهد علمى بحثى يوجد فى حى الوراق بمحافظة الجيزة ويتبع لوزارة التعليم العالى والدولة للبحث العلمى بمصر ومتخصص فى مجال مكافحة أمراض الكبد المتوطنة والمزمنة ومضاعفاتها، والتى تمثل مشكلة صحية هائلة فى مصر بسبب مرض البلهارسيا المتوطن وبسبب تفشى الألتهاب الكبدى الوبائى سي.


وقد شارك المعهد فى تصميم وتنفيذ المشروع القومى للقضاء على مشكلة البلهارسيا فى مصر بالكثير من الأبحاث الموجهة وتطبيق الخطط العلمية المتكاملة، مثل مكافحة القواقع الناقلة للمرض، والاستطلاع الوبائى الحقلي، والمساهمة فى التثقيف الصحى والإصحاح البيئى للمواطنين كإجراء وقائي، واستحداث واستخدام التقنيات التشخيصية المتطورة، وتقييم وتحسين العلاج الطبى والجراحي.


ويضم المعهد نخبة ممتازة من العلماء الباحثين، أطباء وبيولوجيين وصيادلة وكميائيين وزراعيين واجتماعيين ويضم مستشفى كبير. كما يوجد الكثير من الأقسام الأكاديمية التى تخدم أهداف المعهد البحثية.


وقد قام الباحثون بالمعهد بتنظيم المؤتمرات والندوات وورش العمل والدورات التدريبية العلمية الإقليمية والدولية بصفة دورية بمقر المعهد.


ويقوم المعهد بمشروعات بحثية متعددة بالاشتراك مع هيئات دولية مختلفة مثل هيئة التعاون الفنى الألمانية، ومنظمة الصحة العالمية، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، والمشروع القومى لبحوث البهارسيا الممول من وزارة الصحة المصرية بالاشتراك مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، والبنك الإسلامى للتنمية، والمفوضية الأوروبية. كما يتعاون المعهد تعاونا وثيقا مع وزارة الصحة المصرية وكذلك مع الجامعات ومراكز البحث العلمي.


كورونا والبلهارسيا


ولكن ما هى فرص عودة مرض البلهارسيا للظهور مرة أخرى فى ظل جائحة كورونا؟..

تقول مديرة المعهد إنه عندما تم تعطيل الأنشطة الرياضية وإغلاق مراكز الشباب والنوادى الرياضية لمواجهة انتشار فيروس كورونا، أسفر ذلك عن تنامى ظاهرة استحمام الأطفال فى الترع، لأنه ببساطة لم يعد لديهم متنفس للترفيه والتريض، سوى بهذا الشكل الخاطئ مما أدى إلى زيادة عدد حالات البلهارسيا.

ومرضى البلهارسيا يعانون من ضعف المناعة مما يجعلهم عرضة للإصابة بفيروس كورونا، وبالتالى فإن قدرة المقاومة ستكون فى ذلك الوقت ضعيفة ما ينذر بسرعة الوفاة. فلابد من تدشين حملات التوعية بهدف زيادة وعى المواطنين بخطورة أمراض البلهارسيا والتحذير من عواقب السباحة والاستحمام فى الترع.


وطبقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن عدد المصابين بمرض البلهارسيا فى العالم يقدر بـ207 ملايين شخص، وأكثر المناطق انتشاراً بالمرض قارة أفريقيا، حيث لا تزال كل من الصومال والسودان وجنوب السودان أكثر البلدان الموبوءة به، بينما تمكنت إيران ولبنان والمغرب وتونس من القضاء عليه بشكل كامل، وانخفض توطنه خلال الـ20 عاماً الأخيرة فى كل من مصر والعراق والأردن وليبيا وعمان وسوريا.


وسألنا د. حنان عن مجهودات المعهد خلال جائحة كورونا؟... فقالت

منذ بدء ظهور كوفيد-19 عالميا «أولت الدولة اهتماما» واسعا «لمواجهة هذا الوباء وأن معهد تيودور بلهارس كمؤسسة بحثية تتبع وزارة التعليم العالى والبحث العلمى قام بدوره تجاه هذا الأمر من خلال أربعة محاور: بحثى - تدريبى-تثقيفى - مكافحة.

تم إنشاء عيادة بالمعهد منذ شهر يوليو 2020 لتقديم خدمة طبية متميزة للعاملين بالمعهد الذين تعرضوا للإصابة بفيروس كورونا أو المشتبه فيهم، بالإضافة إلى إتاحة خط ساخن مع السادة الاستشاريين بالمعهد، لتوجيه النصح والإرشاد لكل من يعانى من أى أعراض من العاملين بالمعهد، حيث يتم الكشف الطبى على المرضى وعمل الفحوصات اللازمة طبقاً لتوصيات الاستشارى وصرف العلاج المناسب مجانا، كما يتم تنظيم دورات تدريبية لجميع العاملين بالمعهد لزيادة توعيتهم حول فيروس كورونا.

بدء تلقى السادة العاملين بالمعهد للقاح فيروس كورونا المستجد «أسترازنيكا»؛ فقد تم تطعيم الجرعة الأولى والثانية والثالثة من السادة أعضاء هيئة البحوث والعاملين فى المجال الطبى بالمعهد وأيضا المركز القومى للبحوث، وفقاً لإجراءات استخدام اللقاح التى أعلنتها وزارة الصحة والسكان، مع اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية اللازمة.

وقد تم إجراء اختبار سريع (rapid Test) للسادة المتقدمين للتطعيم؛ لمعرفة الوضع الحالى للأجسام المضادة على أن يتم متابعة وجود الأجسام المضادة للمتلقى بعد ثلاثة أشهر، وبعد مرور ستة أشهر من الحصول على الجرعة الثانية من التطعيم، وذلك لمعرفة مدة الحماية المناعية التى حققها التطعيم ومدى الاحتياج للجرعة المنشطة من عدمه، وكذلك متابعة دلالات التجلط فى الدم لتفادى أى مضاعفات يحتمل حدوثها.

نجاح فريق بحثى بمعهد تيودور بلهارس للأبحاث فى عزل وتحديد تسلسل الجينوم الكامل لـفيروس «سارس- كوف ٢».

وعن دور المعهد فى علاج أمراض الجهاز الهضمى الناتجة عن كورونا تقول د. حنان خفاجى إنه بعد ظهور جائحة كوفيد-19، أشارت عدة تقارير إلى إصابة حوالى 50% من المرضى بأعراض منها المغص المعوى أو الإسهال وفقدان الشهية والقيء، حتى قبل ظهور أعراض التهاب الجهاز التنفسي. وكان يتم علاج هؤلاء المرضى فى العيادات الخارجية بواسطة استشاريين متخصصين.


لغز كورونا!


هل جائحة كورونا لازالت لغزا يصعب تفسيره؟..

سؤال طرحناه على د . حنان فأجابت قائلة: إنه منذ بداية انتشار الوباء الذى يسببه فيروس كورونا، جرى تداول العديد من الفرضيات حول أصول كوفيد، ولكن ما زال هناك العديد من الأمور المجهولة التى لا تخلو من التعقيد بسبب الرهانات الجيوسياسية الكبيرة ويستغلها مروجو نظريات المؤامرة والمعلومات المضللة ومنذ البداية، ظهرت فرضيات تقول إن الفيروس لم ينتقل إلى البشر بشكل طبيعى وإنما تم تركيبه فى مختبر فى ووهان أو أنه تسرب منه، وهو ما تنفيه بكين تمامًا ولا يوجد دليل حتى الآن على التلاعب بالفيروس أو بأنه فيروس مُركَّب.


وتحدثنا مديرة المعهد عن الإنتاج العلمى للمعهد خلال السنوات الأخيرة قائلة: إنه بالرغم من ظهور جائحة كورونا خلال الثلاث سنوات الماضية ولكن زادت إنتاجية المعهد خلال الخمس سنوات السابقة حتى أصبح النشر العلمى خلال عام 2021 وصل إلى 145 بحثا طبقا للإحصائيات العالمية لقاعدة بيانات إسكوبس . ولقد حصل المعهد على المركز 56 على مستوى المراكز والمعاهد البحثية بالشرق الأوسط من 400 مركز ومعهد بحثى طبقا للتصنيف العالمى Scimago وأيضا تم منح العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه. كما حصل المعهد على جائزة برنامج القاهرة تبتكر فى سبتمبر 2019. ولقد حصل المعهد على العديد من براءات الاختراع فى مجال التخدير والعناية المركزة والطوارئ والبيولوجيا الجزيئية والعقاقير والبيئة.


القواقع والتلوث


وعن كيفية نجاح المعهد فى استخدام القواقع البحرية فى قياس التلوث البيئى قالت إن البيئة المائية خصوصا بيئة المياه العذبة مهمة فى حياة الإنسان حيث تستخدم فى العديد من الأغراض الصناعية وتوليد الطاقة، والزراعة، والأغراض المنزلية ، تخضع البيئة المائية للتلوث بمختلف الملوثات العضوية وغير العضوية التى تؤثر على جودة المياه والرواسب والحيوانات المائية وصحة الإنسان ومن أشد الملوثات المائية فاعلية هى المواد الكيميائية المسببة لاضطرابات الغدد الصماء (endocrine disrupting chemicals).


تعد الرخويات مكونًا مهمًا لجميع البيئات المائية فى جميع أنحاء العالم ومن أهم خصائصها أنها تعتبر مؤشرًا جيدًا للتلوث للعديد من الأسباب، منها سهولة تجميعها والتعرف عليها وتربيتها معمليا وحساسيتها للملوثات البيئية وطول دورة حياتها وبطء حركتها ووفرتها وتنوعها مما يجعلها مؤشرًا حيويًا جيدًا للتغيرات البيئية وتمثل الرخويات بما فى ذلك القواقع 80٪ من أنواع اللافقاريات المائية وتعتبر القواقع هى أكثر مجموعات الرخويات وفرة فى النظم المائية ويتيح استخدام الرخويات التقليل من استخدام الفقاريات العليا فى التجارب وتقليل المساحة اللازمة للاختبار وتقليل تكلفة اقتناء الحيوانات ورعايتها.


قام الباحثون بالمعهد بالتعاون مع جامعة المنوفية باستخدام القواقع المائية المنتشرة فى البيئة المصرية كمعلمات لتقييم المخاطر البيئية للتلوث بمادة البيسفينول Bisphenol A التى تدخل فى العديد من مواد التعبئة والتغليف والمنتجات البلاستيكية ودارسة أضرارها المحتملة وخلصت النتائج إلى خطورة تسرب هذه المادة إلى البيئة لما لها من تأثيرات سلبية على التكاثر ومضادات الأكسدة والناقلات العصبية وضرورة الالتزام بالمواصفات القياسية المصرية، كما أشارت الى نجاح استخدام القواقع كنماذج حيوية لقياس معدلات التلوث البيئى بصورة فائقة.


الميوسين والسرطان


ولكن ماذا عن مادة الميوسين التى نجح أساتذة المعهد فى استخراجها من مخاط القواقع كمضاد للسرطان وعلاج الكبد؟


تقول د. حنان إن الرخويات (mollusca) هى ثانى أكبر فئة من اللافقاريات التى لها توزيع عالمى حيث تتواجد فى المياه العذبة والبحار والبرية وتحتوى أعضاء الرخويات على مركبات نشطة بيولوجيًا لها أنشطة مضادة للأورام ومضادة للبكتيريا ومضادة للفيروسات .

تستخدم القواقع الأرضية على نطاق واسع فى الطب التقليدى وكمصادر غذائية بسبب محتواها العالى من البروتين وهناك اهتمام كبير من الباحثين باستخدام مخاط القواقع ومشتقاته مثل الميوسين فى التئام الجروح وعلاج التهابات الجلد والسرطان نظرا إلى خصائصه المضادة للالتهابات ومضادات الأكسدة.


قام الباحثون بأقسام الرخويات الطبية والمناعة بمعهد تيودور بلهارس بدراسة الأنشطة المضادة للأكسدة والمضادة للأورام للميوسين المستخرج من قواقع Ereminia desertorum ضد نوعين من الخلايا السرطانية، خلايا سرطان القولون البشرى (CACO-2) وخلايا الورم الكبدى البشرى (HepG-2) حيث تم قياس العلامات المؤكسدة فى الخلايا المعالجة بالميوسين عن طريق تحليل التعبير البيوكيميائى والجينى باستخدام RT-PCR وتم أيضًا تقييم التعبير الجينى لقمع الورم باستخدام RT-PCR وتستنتج الدراسة أن ميوسين قواقع أرمينا ديزرتورم مادة فعالة فى علاج الأورام السرطانية لما يحتويه من glycoproteins and mucopolysaccharides والتى يمكن أن تجذب الانتباه إلى مثل هذا المنتج الطبيعى كمصدر محتمل للمركبات العلاجية ضد سرطان الكبد والقولون.


وفى دراسة أخرى قام الباحثون بأقسام الرخويات الطبية والباثولوجى والكيمياء العلاجية بتقييم الأنشطة الوقائية للكبد وأنشطة مضادات الأكسدة للموسين المستخرج من قوقع Eremina desertorum فى فئران التجارب وأظهرت التحليلات الكيميائية تحديد عشرة مركبات يعزى إليها نشاط الميوسين الوقائى ضد تليف الكبد.


المعهد وفيروس سي


ننتقل إلى نقطة أخرى وهى دور المعهد فى القضاء على فيروس سي؟..


يوجد بالمعهد وحدة فيروسات متخصصة وقد بدأ العمل بالوحدة منذ شهر يونيو 2020، وهى تابعة للجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، وتقوم بتوفير العلاج المجانى لفيروس بى وسي..

كما توفر متابعة مجانية لمرضى التليف الكبدي. ولقد تحملت الوحدة عبء المرضى الذين تم تحويلهم من الوحدات الأخرى بالمستشفيات التى تحولت للحجر الصحى خلال أزمة كورونا.


وشارك المعهد فى الحملة الرئاسية 100 مليون وحدة لاكتشاف مرضى الكبد المصابين بفيروس سي، ولقد تم عمل الفحوصات والأشعات والمناظير اللازمة لتشخيص المرض وعلاجهم.

وإذا تم اكتشاف تليف أو مضاعفات، يتم عمل فحوصات بصفة دورية لتحديد حاله الكبد وتوجيه المريض بالعلاج المناسب.


ويضم المعهد نخبة ممتازة من العلماء الباحثين فى مجال الكبد والكلى والأمراض المتوطنة، فضلاً عما يحتويه من أقسام وشعب بحثية ومستشفى مجهز وعيادات خارجية .

تم استقبال عدد 47611 مترددا على العيادات الخارجية للمعهد وعدد 5179 مريضا تم حجزهم بالأقسام الداخلية المختلفة خلال عام 2021.

إقرأ أيضاً|محافظ أسوان: سنخاطب وزير الرى لخفض غرامات الرى بالغمر على مزارعى النوبة

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة