روزاليوسف تتوسط ابنها إحسان عبدالقدوس وابنتها آمال طليمات
روزاليوسف تتوسط ابنها إحسان عبدالقدوس وابنتها آمال طليمات


كنوز | ذكرى رحيل أقوى امرأة فى بلاط صاحبة الجلالة

عاطف النمر

الخميس، 14 أبريل 2022 - 07:58 م

مرت علينا فى 10 أبريل الجارى 64 عاما على رحيل السيدة روزاليوسف التى غادرتنا عام 1958 عن عمر يناهز 60 عاما، فهى من مواليد 1898 بالعاصمة اللبنانية بيروت، بدأت حياتها نجمة مسرحية لامعة.

ثم اتجهت للصحافة فأسست مجلة «روزاليوسف»، وأصبحت أول سيدة تضيف مطبوعة قوية لبلاط صاحبة الجلالة، وقد عانت الكثير فى سبيل أن تصمد مجلتها فى وجه التعسف الحكومى الذى كانت تلاقيه.

تزوجت من الأديب الممثل محمد عبد القدوس وأنجبت منه ابنها إحسان، ثم تزوجت من زكى طليمات وانجبت منه ابنتها آمال، وعندما خرج ابنها إحسان من السجن عام 1945 أسندت إليه رئاسة تحرير «روزاليوسف» وكتبت مقالا فى المجلة عبارة عن خطاب مفتوح تحدد فيه وصاياها له، تقول فيه: 
«ولدى رئيس التحرير..

عندما اشتغلت بالصحافة وأسست هذه المجلة كان عمرك خمس سنوات، قد لا تذكر أنى حملت العدد الأول ووضعته بين يدك الصغيرتين وقلت «هذا لك»، مر عشرون عاماً قضيتها وأنا أرقب فى صبر وجلد نمو أصابعك حتى تستطيع أن تحمل القلم، ونمو تفكيرك حتى تستطيع أن تقدر هذه الهدية التى كونتها بدمى وأعصابى خلال سنين طويلة لتكون اليوم لك.

والآن وقبل أن أضعك أمامى لأواجه بك الناس، دعنى أهمس فى أذنك بوصية أم إلى ابنها ووصية جيل إلى جيل: مهما كبرت ونالك شهرة، لا تدع الغرور يداخل نفسك، فالغرور قاتل، كلما ازددت علماً وشهرة فتأكد أنك ما زلت فى حاجة إلى علم وشهرة، حافظ على صحتك، فبغير الصحة لن تكون شيئاً.

ومهما تقدمت بك السن فلا تدع الشيخوخة تطغى على تفكيرك، بل كن دائماً شاب الذهن والقلب، وتعلق حتى آخر أيامك بحماسة الشباب، حارب الظلم أينما كان، وكن مع الضعيف على القوى ولا تسأل عن الثمن، كن قنوعاً، ففى القناعة راحة الحسد والغيرة، ثق أنى معك بقلبى وتفكيرى وأعصابى، فالجأ إلى دائماً، وأخيراً دع أمك تستريح قليلاً!».


ويشير حفيدها الكاتب الصحفى محمد عبد القدوس إلى المقال الذى كتبه يوسف إدريس بعنوان «استأذنت من عزرائيل لمدة نصف ساعة» الذى يقول فيه إن السيدة روزاليوسف كانت يوم وفاتها فى سينما «ريفولي» مع إحدى صديقاتها عندما داهمتها أزمة قلبية حادة أثناء عرض الفيلم، وشعرت أنها النهاية، فلم تستسلم، بل قالت لصديقتها: «أنا تعبانة»، وخرجت من المكان.

بحثت عن سيارتها والأسطى إبراهيم دون جدوى وأخذت تاكسى أوصلها إلى بيتها، ودخلت غرفتها وارتدت ملابس النوم، ورقدت على سريرها وماتت، وهذه الفترة من أول الأزمة القلبية وحتى الموت نصف ساعة، لذلك قال يوسف ادريس إنها استأذنت من ملك الموت حتى لا يأخذها وهى فى السينما، وقال إن مشهد موتها تلخيص لحياتها التى اتسمت بالقوة والصلابة والصمود فى مواجهة الشدائد، مؤكدًا


 انها كانت سيدة بألف رجل، ووصفها بالمرأة الحديدية.

إقرأ أيضاً|اليوبيل الماسي| «أخبار اليوم» صاحبة السبق فى قضية الأسلحة الفاسدة

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة