الخميس، 14 أبريل 2022 - 08:03 م

قبل دخول التليفزيون مصر فى ستينيات القرن الماضى، كانت «أبلة نظيرة» صاحبة أول كتاب فى الطبخ وكانت تقدم برنامجا إذاعيا فى شهر رمضان الكريم، كانت الصحف تنقل عن كتابها الذى كان مقررا على تلاميذ المدارس مثل كتب النشاط فى التطريز والكروشيه، لكن بيرم التونسى لم يعجبه تكلفة الأكلات الباهظة التى تقدمها «أبلة نظيرة» التى لا يقدر عليها المواطن البسيط فنشر قصيدة يسخر فيها من أكلات «أبلة نظيرة» بما ينطبق اليوم على الفضائيات التى تقدم أكلاتها مدعمة بالجوز واللوز والصنوبر والكاجو، فكتب يقول: 

«أنا اللى للطرشى والجبنة القريش محتاج .. توصف لى أبله نظيرة مخ بالعصاج .. ولسان بتللو، يابيه، أو ساندوتش دجاج .. إيش خلا أهل البسيطة كل يوم فى هياج.. ويا محلا أبلة نظيرة، لما توصف ديك.. من الدنادى السمينة ينحشى بفريك..

وعالفريك الصنوبر والزبيب، ويجيك.. جنبه الكبد والكلاوى فى رقاق أدراج.. وعند وصف الروانة والمارون جلاسيه.. تسألنى خالتك مرابى، يعنى ايه جلاسيه .. أقول لها فول مقللى، بس حطى عليه .. بدل الطماطم مربى، واخبزيه فى صاج..

يجر رجلى ساعات ابليس لباب اللوق .. أزور حبايب قلوبنا بعد طول الشوق.. ألقى الطيور فى القفص والسعر طاير فوق.. والأرض فوقها السمك والسعر فى الأبراج..

بتوع كلامك يا أبلة عندهم طباخ ..

حافظ فنون الطعام فى الفرن والأسياخ ..

أما الفقير اللى ع الفول المدمس داخ ..

يجلب كلامك عليه الحسرة والإحراج». 
بيرم التونسى 
« من أعماله الكاملة »