تمثال كاهن من عصر  الدولة الوسطى
تمثال كاهن من عصر  الدولة الوسطى


«باحث أثري» يكشف مغامرة تمثال كاهن من عصر الدولة الوسطى في بلجيكا 

محمد طاهر

الجمعة، 15 أبريل 2022 - 05:18 م

يكشف الباحث الأثرى منصور بريك حكاية تحرك تمثال لكاهن من عصر الدولة الوسطى يدعى "نى كا ست حتحور " وهى حكاية أشبه  بفيلم  من افلام  هوليود المثيرة، فالتمثال اكتشف فى منطقة آثار ميت رهينة بسقارة بالجيزة وتم إيداعه مخزز آثار ميت رهينة ثم فوجئ أحد المتخصصين بأن التمثال ذاته يعرض فى بروكسيل للبيع.

يقول منصور بريك تبدأ الحكاية  فى أحد أيام  شهر أغسطس  ٢٠١٤م وكنت عائدا  من قريتى للقاهرة  وتلقيت  اتصالا  هاتفيا  من الأثرية أنا تفارس Anna Tavares من البعثة الأمريكية العاملة فى الجيزة وكنت وقتها أعمل رئيسا  للإدارة المركزية لآثار القاهرة والجيزة، وتقول فى اتصالها أن مفتشة أثار الهرم نجوان فايز كانت تلقى محاضرة فى المتحف البريطانى فى لندن عن فترة عملها سنة ٢٠١١م  مع البعثة فى مدرسة الحفائر لتدريب الأثريين فى تل الفخرانى بمنطقة ميت رهينه وعرضت فى هذه المحاضرة  أهم اكتشافات البعثة ومنها  تمثال  لكاهن جالس مع زوجته  من عصر الدولة الوسطى من تاريخ مصر القديم يدعى "نى كا وزوجته تدعى سات حتحور" وبعد المحاضرة  قام  الأثري البريطانى ستيفن كويرك Steven Qurik وهو من المتخصصين فى عصر الدولة الوسطى وأخبرها بأن التمثال الذي عرضته فى المحاضرة شاهده فى محل عاديات  فى بروكسل  ببلجيكا معروض للبيع، وكانت بالنسبة لي مفاجأة غريبة وقلت ربما أن ستيفن غير متأكد  وطلبت من أنا تفارس  ان تعاود  الاتصال بنجوان مرة أخري للتأكد منها عن هذه القصة والتى أكدت لها ماقاله ستيفن.. وهنا طلبت من المرحوم  الزميل كمال وحيد  بصفته  مدير عام آثار الجيزة  أن يتصل  بمنطقة سقارة وكذلك بمنطقة ميت رهينه للسؤال عما اذا كانت هناك بلاغات او محاضر شرطه عن  محاولات لسرقة مخازن ميت رهبنة أم لا.

 

 وبعد ساعة اتصل بي كمال وحيد رحمة ألله عليه  مؤكدا  انه لاتوجد أي محاضر شرطية عن سرقات أو محاولة سرقة فى منطقة ميت رهينة وطلبت منه أن نتقابل  بعد ساعه  مع  أنا تفارس  ضروري  وحكيت له  ماقالته  فى اتصالها  الهاتف معى ولم يصدق كمال القصة وقال ربنا ان هذا الاثري البريطاني غلطان وقلت له لابد ان تقابلنى وحدث بالفعل. 

 

وفى طريقى لمقابلة انا تفارس اتصلت باللواء  أحمد  عبدالظاهر  رئيس  مباحث  الآثار  وحكيت له ماحدث  وقلت له اننى أريد  إجراء قانونى لفتح مخزن ميت رهية وجرده  للتأكد من وجود التمثال من عدمه مع شرطة الآثار  وبأمر من النيابة.. وهنا طلب اللواء عبد الظاهر أن تكتب  مفتشة الآثار نجوان إيميل لأنا تفارس  تحكى فيه ماحدث وان تجعل ستيفن يكتب رسالة  يؤكد فيها  انه شاهد التمثال فى بروكسل.

 

 وفعلا جاءت  الرسائل  وطلبت من انا تفارس  ان تكتب مذكرة تخطر فيها كمال وحيد رحمة الله عليه  بالواقعه ومرفق بها تلك  الايميلات  وقمت بالتأشير  على مذكرتها  بتكليف كمال وحيد  لاصطحابها للذهاب  لمبنى شرطة الآثار  فى الفسطاط  لتقديم بلاغ رسمى يالواقعة  وفعلا  بعد سؤالها  فى محضر رسمى  تم تشكيل لجنة برئاسة  كمال وحيد  وضابط  شرطة من مباحث الآثار و اثري ومدير منطقة اثار  ميت رهينة وعضوة البعثة فى ذلك الوقت وكنت اتابعهم  تليفونيا وقامت اللجنة  بالتوجهه  الى منطقة ميت رهينه وعند توجههم  للمخزن  وجدوا ان الاختام  سليمة  على الباب  الخارجي  وداخله وجدوا كذلك  الاختام  على صندوق البعثة سليمة ولا توجد أية شواهد لسرقة أو كسر سواء فى المخزن أو الصندوق وعند فتح  صندوق البعثة كانت الكارثة الكبري.

 

عثرت اللجنة  على تمثال مقلد نسخة للتمثال الأصلى  داخل الصندوق وقامت  الشرطة بتحريز  التمثال  وقام المرحوم  كمال وحيد بكتابة التقرير  مؤكدا على أن التمثال المكتشف بمعرفة  البعثة غير موجود والتمثال داخل الصندوق مزيف ومقلد.. وبدأت مباحث شرطة الآثار فى جمع التحريات حول الواقعة وكيفية حدوثها  وطبعا  كان المتهم  الرئيسي  هو مدير منطقة ميت رهينه  وصاحب الاختام  على المخزن وكذلك  الصندوق المرحوم  الزميل شعبان  رحمة ألله  عليه  وبعد سؤال  المرحوم  شعبان  فى محضر  رسمى عن متى قام بإدخال الصندوق  للمخزن ومن كان معه ومن هم أعضاء  اللجنة  التى كانت معه فى ذلك  الوقت.

 

 وللأسف  الشديد  تيقن  المرحوم شعبان  انه سيكون كبش الفدا  لهذه القضية  والتى خانه  فيها أحد أعضاء  اللجنة فى ٢٠١١م وقام باستبدال التمثال الاصلى بالمقلد وبعد أن أدلى بأقواله ورجع إلى بيته أصيب بجلطة فى القلب وتوفى الى رحمة الله.

وبدأت الشرطة فى جمع التحريات عن كيفية حدوث تلك الواقعة ومن قام بتهريب التمثال ومن قام بنحت التمثال الحديث والتجهيز  للسفر الى بلجيكا لارجاع خاصة ان كل الوثائق  موجودة سواء عند كشفة او رقم  تسجيله  وبالتالي لايجوز  بيعه طبقا للقانون  الدولى وكانت المفاجأة  الثانيه  ان ضابط مباحث  الآثار فى ميت رهينة  تلقى اتصالا هاتفيا  من مجهول  فى منتصف  الليل  ان التمثال  الاصلى ملقى فى كيس بلاستيك  بحوار تمثال رمسيس  الثانى فى الحديقة المتحفية بميت رهينة  وعندما توجه  الضابط ومعه مفتش اثار وحارس المنطقة  وجدوا التمثال فعلآ وفى الصباح  عرض على اللواء  أحمد  عبدالظاهر  صور للتمثال  الذي أبلغ  عنه هذا المجهول واكدت له انه التمثال الاصلى.

وعلى الفور صدر قرار بجرد محتويات  المخزن ونقلها  الى مخازن سقارة، وبعدها تم القبض على التشكيل العصابى الذي ارتكب هذه الواقعة  وكذلك على الشخص الذي قام بنحت التمثال المقلد وتم الحكم  عليهم بالحبس، تلك كانت قصة تمثال الكاهن الذي سافر الى بلجيكا  بلليل  وعاد منها فجرا  وكما قال انينى  على جدران مقبرة فى الاقصر عندما تحدث عن تشييد لمقبرة امتحوتب الأول  وقال: "لقد أشرفت على بناء مقبرة لجلالته ولا من شاف ولا من دري"، كذلك هو تمثال نى كا وزوجته سات حتحور سافر الى بروكسل وعاد منها  ولا من شاف ولا من دري.

اقرأ أيضا

عشماوي: «المتحف المفتوح» يعرض تمثال «الملك سيتي الثاني» راكعا

 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة