الجمعة، 15 أبريل 2022 - 07:16 م

تسببت الحرب الروسية ـ الأوكرانية فى تداعيات سلبية على الاقتصاد العالمى، وفى مقدمة ذلك ارتفاع أسعار السلع الأساسية والمواد البترولية، وقد أثر ارتفاع أسعار الغذاء على جميع الدول العربية، خاصة المستوردة للحبوب والقمح، مما تسبب  فى ضغوط تضخمية على الدول العربية وعلى بعض العملات فى المنطقة.. وتعتبر مصر أكبر مستورد للقمح فى العالم، وبالتالى فإن مصر من أكثر الدول العربية بل ومن أكثر الدول على مستوى العالم التى تأثرت سلبا  بهذه الأزمة.

ويكفى أن نعرف أن العقود الآجلة للقمح لشهر أقرب استحقاق فى بورصة يورونكست واصلت صعودها يوم الأربعاء الماضى  لتسجل ذروة جديدة فى شهر، بسبب قيام مصر بالإعلان عن مناقصة تقتصر على المناشئ الأوروبية، حيث اشترت الهيئة العامة للسلع التموينية240 ألف طن من القمح الفرنسى، إلى جانب 50 ألف طن من القمح البلغارى و 60 ألف طن من القمح الروسى، وهى أول صفقة لهيئة السلع التموينية منذ بدء الحرب الروسية ـ الأوكرانية، حيث تسببت فى  تعطيل تدفق الحبوب من منطقة البحر الأسود ورفع الأسعار الدولية.
وذكرت وكالات الأنباء أن الكمية الكبيرة من القمح الفرنسى التى اشترتها مصر فاجأت التجار، بعد أن كان من المتوقع أن يخسر الموردون الفرنسيون مشتريات من الجزائر تقدر بنحو 120 ألف طن يوم الثلاثاء الماضى، مع ترجيح الامدادات البلغارية والرومانية الأرخص لتلبية الطلب الجزائرى، كما تعززت معنويات التصدير فى ألمانيا من خلال مناقصة مصر، على الرغم من تخلى هيئة السلع التموينية عن عرض نادر للقمح الألمانى.

وإذا اتجهنا لأكبر دولة فى العالم سنجد أن الرئيس الأمريكى جو بايدن أعلن  أن سبب التضخم فى بلاده خلال شهر مارس يعود إلى العملية العسكرية الروسية فى أوكرانية بنسبة 70%  حيث أدت إلى زيادة أسعار البنزين والمواد الغذائية فى جميع أنحاء العالم، وقال: «أكبر منتجين للحبوب فى العالم أوكرانيا وروسيا لا يفعلان ما يفعلانه عادة، لذلك ارتفعت جميع الأسعار.. لقد رأينا بيانات التضخم اليوم، 70٪ من الزيادة فى الأسعار فى مارس تسبب بها رئيس روسيا فلاديمير بوتين بسبب ارتفاع أسعار البنزين».

ولعل أهم درس يجب أن نستخلصه من التأثيرات السلبية للحرب الروسية ـ الأوكرانية على الاقتصاد العالمى يتمثل فى ضرورة تحقيق التكامل العربى، فالسودان لا توجد لديها الامكانات المادية أو التكنولوجية التى تمكنها من الاستفادة من أراضيها الخصبة  الشاسعة، بالاضافة الى توافر المياه بها،  وفى حال استثمار مصر ومعها بعض الدول العربية فى القطاع الزراعى والحيوانى بالسودان يمكن أن يتحقق الاكتفاء الذاتى من الحبوب واللحوم فى الدول العربية.