فاتن أمل حربي
فاتن أمل حربي


فاتن أمل حربي .. أريد حلاً

أخبار النجوم

السبت، 16 أبريل 2022 - 02:47 م

هاجر زيدان

فاتن أمل حربي”، مسلسل يسلط الضوء على قانون الأحوال الشخصية، حيث يناقش قضايا متعددة معقدة، وينقل صورة مصغرة من داخل محاكم الأسرة، وما يحدث فيها، كما استطاع العمل أن يكون آراء جريئة لدى كثير من المشاهدين والنقاد الذين تبنوا مطالب هذا العمل الذي حرك المياه الراكدة وفتح ملف قانون الأحوال الشخصية، وما تعانيه الأسرة بسببه.. في هذا التحقيق نستعرض آراء ليست من الجانب الفني فقط، وإنما من الجانب القانوني والنفسي أيضا.

 

قانون الأحوال الشخصية يمتلك كثير من المواد التي لا تتماشي مع عصرنا هذا ولابد من وجود قانون يواكب العصر الذهبي للمرأة وهذا هو العصر الذي نعيشه, هكذا بدأت رانيا يحيى عضو المجلس القومي للمرأة حديثها عن مناقشة قضايا الأحوال الشخصية من خلال مسلسل “فاتن امل حربي” قائلة: من أعظم الأشياء التي تحدث، مناقشة مثل هذه القضايا من خلال الدراما، فالعمل يناقش قضايا الأحوال الشخصية بشكل مباشر وصريح، كما أنه يبين المعاناة التي تعيشها المرأة في هذه النوعية من القضايا، علي جانب آخر فإن هذا العمل قد سلط الضوء علي ترسيخ فكرة الثقافة الذكورية في مجتمعنا العربي وأن الرجل يستطيع أن ينتهك حقوق المرأة الشرعية والقانونية، ويستطيع أيضاً أن يطلقها أو يعيدها لعصمته كما شاء.

 

تواصل رانيا: “الزوجة تمتلك حقوق كثيرة بعد الطلاق منها حضانة الأطفال وحق في الولاية التعليمة وغيرها من الحقوق لأنها هي التي تكون حريصة علي تعليم أولادها، ومن أخطر الأشياء التي تحدث هي أن يستغل الرجل السلطات التي أعطاها له القانون للانتقام من الزوجة أو إجبارها علي العيش معه دون إرادتها، ولكن من المفترض أن يتم تعديل قانون الأحوال الشخصية بأن لا تزيد مدة الحكم في هذه النوعية من القضايا عن شهرين، لأنه توجد سيدات ليس لديها ذمة مالية خاصة بها لكي تنفق علي أطفالها”.

 

وتطالب رانيا أن يكون للزوجة حق في الولاية التعليمة تماماً مثل الزوج أثناء إقامة الزواج، ومن المفترض أن يكون للزوجة حقوق كثيرة خاصة بها و بأولادها ويتم الاعتراف بهذه الحقوق وتقنينها من خلال أوراق ولوائح رسمية من الدولة.

عدل مع إيقاف التنفيذ

ويشير المستشار عبدالله الباجا رئيس محكمة استئناف القاهرة، إلى المعاناة التي تواجهها الزوجة في محاكم الأسرة فور إعلان الطلاق، وفيما يخص الولاية التعليمة، يقول: “من حق الحاضن وليس من حق القاضي أن يقوم بسحب حق الولاية التعليمة من الحاضن، هكذا ينص القانون في “المادة ٥٤ لقانون ١٢٦ لسنة ٢٠٠٨ بأن الولاية التعليمة للحاضن، وما يقصده القانون بالحاضن ليس الأم فقط وإنما من هو مسئول عن الأولاد وحقوقهم، ولكن الجزء المسموح للقاضي أن يحكم فيه هو التخفيض المادي الخاص بالجانب التعليمي لما هو مناسب لدخل الأب ولا يحق للأب التصرف في الولاية التعليمة لأولاده بعد ان تم الانفصال ويكون لديه الحق فقط في رؤية الأولاد لكن غير ذلك لا يمتلك أي حقوق”.

 

ويتابع “الباجا” أنه لابد من إعادة النظر في قانون الأحوال الشخصية لأنه قانون فاشل، ومدمر للأسرة المصرية، ومن المفترض أن تشكل لجنة متخصصة للنظر في قانون الأحوال الشخصية مرة أخرى، لكن من الصعب أن يتغير القانون، وهذا بسبب استقرار المراكز القانونية، وبالتالي أعتقد أنه لا يتم تعديل قانون او تحريك الرأي العام لصالح الرجل لأن في الغالب المرأة هي التي تستحوذ علي تعاطفنا، لأنها الجانب الضعيف في المشكلة علي عكس الرجل، لذلك فإن القانون ناصف إلى حدا كبير للمرأة، وهذا وفقا للشريعة الإسلامية.

سيناريو ضعيف

ويعتبر الناقد أندرو محسن، أن مسلسل “فاتن أمل حربي” يكشف كواليس للجمهور لم يكن يعلم عنها شئ، وهذا من خلال تسليط الضوء على محاكم الأسرة وما يحدث فيها من مشاكل بين الطرفين.

 

ويكمل حديثه قائلاً: “لكن حتي الآن أرى أـن المسلسل ضعيف من حيث الجانب الدرامي، كما أن الجزء الذي يعرض قبل تتر البداية يتكرر على مدار الحلقات، وهذا كان على عكس أولى حلقات المسلسل و هي التي خلقت فضولا لدى المشاهد لمعرفة سبب وصول الزوجين إلى هذه الحالة، كل هذا جعلني أشعر انني في دائرة مغلقة من الاحداث المتكررة، وأعتقد ان هذه عيوب في كتابة السيناريو”.

 

ويرى محسن أن المعالجة الدرامية ضعيفة بشكل ملحوظ، وكانت تحتاج إلى التركيز على شخصيات أكثر في العمل، بجانب وجود مشاهد كثيرة مكتوبة بشكل تقليدي لكي يتعاطف الجمهور أكثر مع الشخصية ، و لكن ما غفل عنه الكاتب ان الجمهور تعاطف مع الشخصية منذ البداية.

“بطء التقاضي في قضايا الأحوال الشخصية يعتبر أخطر أنواع العنف التي تتعرض له المرأة لأنه يرسخ بداخلها شعور افتقاد الأمن النفسي”، بهذه الكلمات بدأ الطبيب النفسي وليد هندي تحليل الجانب المظلم بداخل النساء التي تتردد علي محاكم الأسرة وما تتعرض له من ضغوطات، ويوضح أن بعد حدوث الطلاق و دخولها في عالم قضايا الأحوال الشخصية هذا يجعلها معرضة دائماً لنوبات اكتئاب، وأيضا نظرات المجتمع السلبية لها دائماً ما يجعلها تشعر بالإحباط وأنها السبب في فشل هذه العلاقة لاختيارها هذا الرجل كزوج لها منذ البداية، ثم أن ذهابهما المتكرر للمحاكم يهدر من عمرها وطاقتها و هذا ما يجعل اغلب النساء لا تستطيع اكمال حياتها بعد الطلاق”.

 

ويوضح هندي أن كل هذا ينعكس علي الصحة النفسية لدي الأطفال فيكون أقل استقرار مما يؤدي في بعض الأحيان لإصابتهم بأمراض نفسية يجعلهم يميلون إلي العزلة، وكل هذا ينعكس على المجتمع بشكل سلبي من حيث تعاملات هذه الأطفال مع مجتمعهم عندما يبلغون الرشد، وفي كثير من الاحيان تختار بعض البنات أن تعيش بمفردها تخوفا من ما شاهدته يحدث بين والديها”.

 

وكان  فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، قال في حديث صحفي قبل 5 سنوات، إنه لا يوجد نص قرآني أو حديث صريح يحدد سن نزع الحضانة من الأم، وأن الشرائع كلها أعطت الأم حضانة الطفل، والرسول قال لمطلقة: «أنت أحق بابنك»، : «لا يمكن أن أسحب حكم متغير من ألف سنة وأطبقه الآن لأنزع الحضانة، هناك أقوال قديمة ترى أن حضانة البنت تنتهي بالزواج، وليس بسن معين، وهذا يراعي مصلحة البنت حتى بعد أن تكبر، والولد حتى يصل لسن البلوغ».  

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة