الجزء الجديد من The Batman
الجزء الجديد من The Batman


‏الجزء الجديد من « باتمان The Batman» .. فارس الظلام يعود للحياة

أخبار النجوم

السبت، 16 أبريل 2022 - 02:50 م

 

إنچي ماجد 

“الماضي حاضر دائما.. كامنا في الظل مثل بطل خارق غامض”.. هذه الجملة توضح تفاصيل الجزء الجديد من سلسلة “الرجل الوطواط”،  فارس مدينة “جوثام” المحبوب، “باتمان”، في النسخة التي تحمل أسم “The Batman”، والتي يقوم بإخراجها مات ريفز، في عمل شجاع يهدف إلى اعادة الحياة بقوة لأحد أهم الأبطال الخارقين في تاريخ السينما، والتي تحمل رؤية للشخصية الخارقة لم يتم الإلتفات لها في أي من الأجزاء السابقة، لذلك يمكن وصف تلك النسخة بأنها الأفضل منذ فيلم “The Dark Knight”.

الفيلم يبدو للوهلة الأولى قديم الطراز، والمثير أن هذا ما جعله عملا فريدا من نوعه، فأثناء مشاهدة الفيلم ستشعر أنه مشترك في عوامل كثيرة مع أفلام الجريمة المثيرة، مثل “L.A. Confidential” و”Se7en”، ورغم أن مدة الفيلم اقتربت من الـ3 ساعات - وهي بالفعل فترة طويلة قد لا يتحملها البعض - إلا أن الأحداث المثيرة المتعاقبة نجحت في استيعاب تلك المدة.

 

بتميز شديد يلعب شخصية “باتمان” النجم البريطاني روبرت باتينسون، الذي لا يعتمد في هذا الجزء على قواه الخارقة الخاصة - وهو نفس الأمر بالنسبه لخصومه - وبدلا من ذلك يظهر “باتمان” وكأنه محققا ذو قناع، لا ينال ثقة غالبية رجال شرطة “جوثام”، ومع ذلك فهو يسعى لحل غموض القضايا الشائكة التي المدينة.

 

يأتي الظلام كأهم الملامح البصرية في الفيلم، والذي يبدأ بجريمة قتل مخادعة - وأقول مخادعة لأننا لا نرى الكثير بسبب الظلام - لكن المخرج مات ريفز بارع للغاية في تصعيد التوتر على يد القاتل الشرير “ريدلر” الذى نفذ جريمة القتل، ويتلقى بعدها “باتمان” رسالة جعلت المحقق “جيمس جوردون” يدعو “باتمان” إلى مسرح الجريمة لإلقاء نظرة حول ملابسات الجريمة، لنجد “ريدلر” يقوم بقتل مسئولي المدينة، تاركا وراءهم أدلة حول سبب إستهداف هؤلاء المسئولين، ومن قد يكون التالي في قائمته.

 

“باتمان” في هذا الجزء هو البطل الأوحد للعمل، عكس أفلام “باتمان” السابقة التي كانت تعتمد بشكل متساو على نجم كبير يلعب دور الشرير في مواجهة “الفارس الأسود”، لدرجة أن الشرير طغى على دور “باتمان” نفسه في فيلم “The Dark Knight” وهو الدور الذي فاز عنه النجم الراحل هيث ليدجر بجائزة “الأوسكار” أفضل ممثل مساعد.

 

فى هذا الفيلم لا نتعرض مجددا لموت “توماس” و”مارثا واين” - والدي “بروس” - كما لا نشاهد محاكمة الخفافيش التي هاجمت “بروس” الصغير، نحن فقط مع الحياة المعاصرة لـ”باتمان” الشاب، وعلاقاته الجديدة مع أشخاص مثل المحقق “جوردون”، ومن البداية إلى النهاية لدينا “باتمان” وحسب، لكنه يبدأ هذا الفيلم مختلف تماما عن نهايته، ففي البداية يعرف “باتمان” نفسه على أنه بمثابة  ثأر أو انتقام، وهو ما يعلمه شيئا فشيئا على مدار أحداث الفيلم، ليأتي “بروس واين” بتوقيع روبرت باتينسون بطلا خارقا لم نشهده حقا من قبل في الأفلام، فهو ليس الرجل شديد الثقة في نفسه، لكنه شخصية منعزلة تماما، بعيدة بشكل كامل عن “باتمان” الذي عشقناه في أفلامه السابقة. 

 

ومن الصعب حتى تحديد من هو الخصم الرئيسي لـ”باتمان” في هذا الفيلم، فرغم أن “ريدلر” هو الأقرب لهذا، لكنه يعمل غالبا في الخلفية، قبل أن يختفي في وقت ما لمدة ساعة من الفيلم، لكن هناك العديد من الأعداء في هذا الفيلم، تم نسج قصصهم بسلاسة تامة، بحيث تبدو كل مواجهة من جانبهم مع “باتمان” وكأنها شيء طبيعي، لأنه يحاول حل هذه الجرائم المرتبطة بهم.

لا استطيع اخفاء إعجابي الشديد بالفيلم، كما أعتقد أن مات ريفز هو مخرج رائع بعدما نجح في إثبات قدراته كصانع أفلام في ذلك العالم المليء بالأبطال الخارقين الراغبين في السيطرة على المشهد، فقد استطاع مع “The Batman” أن يعيدنا إلى الأساسيات، وإلى التيمة التي عشقناها ونحن صغار في الأبطال الخارقين، ليبدو الأمر وكأنه فيلم “باتمان” على مستوى المشاهد البسيط، حيث يحاول البطل الشجاع اكتشاف جرائم قتل غامضة دون اللجوء إلى المؤثرات البصرية الفجة، والتي صارت ملمحا لا غنى عنه في سينما الأبطال الخارقين.

لا يمكن إنكار إستمتاع الجمهور بأفلام الأبطال الخارقين الأخيرة، والتي أصبحت أكثر كونية تعتمد على اللعب بجداول زمنية بديلة، لكن مجيء”The Batman”  بذلك الشكل الثوري الغريب – مقارنة بباقي شخصيات عالم “DC” – هو بمثابة استراحة منعشة صغيرة لطيفة وسط تلك الفوضى، وفي نفس الوقت إثبات جديد أن القصة الجيدة بشخصيات جيدة لابد وأن تحقق النجاح الذي تستحقه.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة