السبت، 16 أبريل 2022 - 09:32 م

صلاح سعد

من الخطـأ صدور رأى أو حكم على عمل فنى قبل نهاية أحداثه.. ولكن مسلسل (الاختيار) الذى مازالت تعرض أحداثه شذ عن القاعدة وخرج عن المألوف حيث جاء التقييم والحكم لصالحه مع بداية الحلقة الأولى من أحداثه.. لماذا لأن كل ما جرى من تفاصيل وما أعقبها من مواقف ونتائج لم تكن خافية على أحد بل الكل يعلم ويدرك حقيقة ما حدث من مآس وأهوال أعقبت ثورة 25 يناير 2011 بعد وصول الإخوان إلى حكم مصر ومحاولاتهم التغلغل والاستيلاء على كل قطاعات الدولة إلى أن جاءت الانتفاضة وثورة 30 يونيو التى أعادت الأمور إلى طبيعتها.. وبالتالى فإن أحداث المسلسل ليست خافية على أحد ولكن الذى زادها إثارة وسخونة هو ما دار خلف الكواليس وأيضا التسريبات المسجلة التى تحمل دليل إدانة لأصحابه.. وهو الجانب الذى يحسب لصالح العمل ويمثل انفرادا ومفاجأة للجماهير العريضة التى تتابع أحداثه.. ولا شك أن المسلسل يعتبر من الأعمال الكبيرة التى تؤرخ لفترة مهمة فى تاريخ مصر وقد تحملت الجهة المنتجة جهودا ضخمة من أجل خروجه إلى النور ليس من حيث الميزانية والتكلفة المادية التى تكلفها العمل ولكن أيضا فى الجهد الإخراجى المبذول فى اختيار عناصر العمل ومحاولة الوصول بها إلى الملامح والشخصيات المطلوبة وهو ما تحقق بنجاح من خلال الأداء المتمكن للأبطال وبمساعدة المكياج الذى رسمه ببراعة الماكيير أحمد مصطفى واستطاع من خلاله أن يحقق معادلة التوافق بين الأصل والصورة وساهم فى ذلك بلا شك الطريقة التى تعاملت بها الشخوص الفنية مع الأدوار الطبيعية على أرض الواقع.