عبدالحميد‭ ‬بسيونى‭
عبدالحميد‭ ‬بسيونى‭


بسيو.. الهداف الخطير .. والمدرب الشهير

آخر ساعة

الأحد، 17 أبريل 2022 - 12:44 م

شوقى‭ ‬حامد

من‭ ‬الشخصيات‭ ‬الودودة‭ ‬البشوشة‭ ‬التى‭ ‬تنفذ‭ ‬إلى‭ ‬الأعماق‭ ‬وتتسلل‭ ‬إلى‭ ‬الوجدان‭ ‬وتحظى‭ ‬بالتعاطف‭ ‬والحنان‭ ‬وتتمنع‭ ‬على‭ ‬الإعراض‭ ‬والنسيان‭.. ‬معالمه‭ ‬تنضح‭ ‬بالطيبة‭.. ‬تقاطيعه‭ ‬تفصح‭ ‬عن‭ ‬التلقائية‭ ‬والفطرية‭ ‬المحببة‭.. ‬أخلاقياته‭ ‬ريفية‭ ‬تنم‭ ‬عن‭ ‬الأصالة‭ ‬والعراقة‭.. ‬ورغم‭ ‬نزوحه‭ ‬إلى‭ ‬القاهرة‭ ‬من‭ ‬أعماق‭ ‬الريف‭ ‬المصرى‭ ‬بكفر‭ ‬الشيخ‭ ‬غير‭ ‬أنه‭ ‬تمسك‭ ‬بطبيعته‭ ‬البسيطة‭ ‬وأساليبه‭ ‬المتواضعة‭ ‬ولم‭ ‬يغتر‭ ‬بالأضواء‭ ‬ولم‭ ‬تتلفه‭ ‬الشهرة‭.. ‬

 

وُلد‭ ‬عبدالحميد‭ ‬بسيونى‭ ‬"بسيو"‭ ‬فى‭ ‬١٢‭ ‬مارس‭ ‬عام‭ ‬١٩٧٢‭ ‬ومارس‭ ‬الكرة‭ ‬فى‭ ‬الشوارع‭ ‬والطرقات‭ ‬كأقرانه‭ ‬وظهرت‭ ‬عليه‭ ‬ملامح‭ ‬الموهبة‭ ‬وعلامات‭ ‬المهارة‭ ‬المبكرة‭ ‬فانضم‭ ‬إلى‭ ‬نادى‭ ‬كفر‭ ‬الشيخ‭ ‬كرأس‭ ‬حربة‭ ‬وكان‭ ‬الهداف‭ ‬الأول‭ ‬لدورى‭ ‬الدرجة‭ ‬الثانية،‭ ‬ولفت‭ ‬الأنظــــــــار‭ ‬لكشـــــــــافـــى‭ ‬الــــزمـــــــالك‭ ‬فانضـــــم‭ ‬للقلعـــــة‭ ‬البيضـــــــاء‭ ‬مــــوســـــم‭ ‬٩٧‭ ‬واحتـــــل‭ ‬مـــــركــــــزا‭ ‬أساسيا‭ ‬بالتشكيل‭ ‬وأصبح‭ ‬هـــــــداف‭ ‬الفــــــريق‭ ‬والـــدورى‭ ‬برصيد‭ ‬١٥هدفا‭ ‬وأسهم‭ ‬فى‭ ‬تحقيق‭ ‬أربع‭ ‬بطولات‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬دورى‭ ‬ممتاز‭ ‬إلى‭ ‬كأس‭ ‬مصر‭ ‬وأفروآسيوية‭ ‬وأبطال‭ ‬الكئوس‭ ‬الأفريقية‭ ‬وأحرز‭ ‬خمسة‭ ‬أهداف‭ ‬كان‭ ‬أهمها‭ ‬أمام‭ ‬كانون‭ ‬ياوندى‭ ‬الكاميروني‭.

 ‬لم‭ ‬يهنأ‭ ‬بسيو‭ ‬بتواجده‭ ‬فى‭ ‬ميت‭ ‬عقبة‭ ‬رغم‭ ‬تألقه‭ ‬وتعملقه‭ ‬حيث‭ ‬استقدم‭ ‬الزمالك‭ ‬التوأم‭ ‬حسن‭ ‬نكاية‭ ‬فى‭ ‬غريمه‭ ‬التقليدى‭ ‬وأبى‭ ‬أن‭ ‬يجلس‭ ‬بديلا‭ ‬للهداف‭ ‬التاريخى‭ ‬حسام‭ ‬فانتقل‭ ‬للإسماعيلى‭ ‬وزامل‭ ‬بركات‭ ‬والشاطر‭ ‬وأوتاكا‭ ‬وانتزع‭ ‬معهم‭ ‬بطولة‭ ‬الدورى‭ ‬من‭ ‬القطبين‭ ‬الكبيرين‭ ‬موسم‭ ‬٢٠٠1‭/‬٢٠٠2‭ ‬وأحرز‭ ‬مع‭ ‬الدراويش‭ ‬٢١‭ ‬هدفا‭ ‬فى‭ ‬موسمين‭.. ‬وتحمل‭ ‬بسيونى‭ ‬عنتا‭ ‬كبيرا‭ ‬فى‭ ‬آخر‭ ‬مواسمه‭ ‬بالإسماعيلى‭ ‬وقرر‭ ‬مغادرة‭ ‬قلعة‭ ‬الدراويش‭ ‬فالتقطته‭ ‬العيون‭ ‬الخبيرة‭ ‬للكابتن‭ ‬حلمى‭ ‬طولان‭ ‬المدير‭ ‬السابق‭ ‬لحرس‭ ‬الحدود‭ ‬أيامها‭ ‬ويظل‭ ‬فيه‭ ‬منذ‭ ‬موسم‭ ‬٢٠٠٣‭ ‬وحتى‭ ‬اعتزاله‭ ‬البساط‭ ‬الأخضر‭ ‬فى‭ ‬٢٢‭ ‬يناير‭ ‬٢٠١٠،‭ ‬وجاء‭ ‬مهرجان‭ ‬اعتزاله‭ ‬بين‭ ‬الزمالك‭ ‬والحرس‭ ‬وفاز‭ ‬الأول‭ ‬بهدف‭ ‬نظيف‭ ‬وكان‭ ‬المهرجان‭ ‬باستاد‭ ‬السكة‭ ‬الحديد‭.. ‬أسهم‭ ‬بسيونى‭ ‬فى‭ ‬تحقيق‭ ‬4‭ ‬بطولات‭ ‬لكأس‭ ‬العالم‭ ‬العسكرية‭ ‬وبطولتين‭ ‬أفريقيتين‭ ‬وكان‭ ‬هداف‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭ ‬العسكرى‭ ‬٢٠٠١،‭ ‬وتنامى‭ ‬رصيده‭ ‬التهديفى‭ ‬إلى‭ ‬٧١‭ ‬هدفا‭ ‬بالدورى‭ ‬المحلى‭ ‬وكأس‭ ‬مصر‭ ‬و١٣‭ ‬هدفا‭ ‬بمسابقات‭ ‬أفريقيا‭.‬

 

كان‭ ‬ولايزال‭ ‬عبدالحميد‭ ‬بسيونى‭ ‬أحد‭ ‬أقرب‭ ‬الناس‭ ‬إلى‭ ‬قلبى‭ ‬لاعبا‭ ‬ومدربا‭.. ‬وعندما‭ ‬ألقاه‭ ‬أو‭ ‬أهاتفه‭ ‬أشعر‭ ‬وكأنى‭ ‬أتحدث‭ ‬إلى‭ ‬أحد‭ ‬أبنائى‭ ‬وفلذة‭ ‬من‭ ‬فلذات‭ ‬كبدى‭.. ‬ولطالما‭ ‬وطدت‭ ‬الرحلات‭ ‬التى‭ ‬سافرتها‭ ‬معه‭ ‬تلك‭ ‬العلاقة،‭ ‬غير‭ ‬أننى‭ ‬لا‭ ‬أنسى‭ ‬رحلتنا‭ ‬إلى‭ ‬نيجيريا‭ ‬على‭ ‬متن‭ ‬طائرة‭ ‬سى‭ ‬١٣٠‭ ‬حربية،‭ ‬وكان‭ ‬الجهاز‭ ‬الفنى‭ ‬للحرس‭ ‬يتكون‭ ‬من‭ ‬الكابتن‭ ‬حلمى‭ ‬طولان‭ ‬وطارق‭ ‬العشرى‭ ‬وكابتن‭ ‬الفريق‭ ‬عبدالحميد‭ ‬بسيونى‭ .. ‬وكنت‭ ‬أيضا‭ ‬على‭ ‬صلة‭ ‬بقائد‭ ‬سلاح‭ ‬قوات‭ ‬حرس‭ ‬الحدود‭ ‬اللواء‭ ‬أ‭.‬ح‭ ‬عبدالرحيم‭ ‬محمد،‭ ‬ولذلك‭ ‬انقشعت‭ ‬التحفظات‭ ‬تماما‭ ‬بينى‭ ‬وبين‭ ‬أعضاء‭ ‬البعثة‭.. ‬يومها‭ ‬تفتق‭ ‬ذهن‭ ‬الكابتن‭ ‬حلمى‭ ‬طولان‭ ‬لضمان‭ ‬حيادية‭ ‬الحكام‭ ‬الكاميرونيين‭ ‬للمباراة‭ ‬فأرسل‭ ‬لهم‭ ‬الحارس‭ ‬كامينى‭ ‬مارتينى‭ ‬بلدياتهم‭ ‬وعرض‭ ‬عليهم‭ ‬تحمل‭ ‬مصاريفهم‭ ‬كاملة،‭ ‬غير‭ ‬أنهم‭ ‬أخطروه‭ ‬بأن‭ ‬الجانب‭ ‬النيجيرى‭ ‬قام‭ ‬بالواجب‭ ‬وتعرض‭ ‬الحرس‭ ‬لظلم‭ ‬تحكيمى‭ ‬فى‭ ‬المباراة،‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬بسيونى‭ ‬نجح‭ ‬فى‭ ‬إحراز‭ ‬هدف‭ ‬مبكر‭ ‬لكن‭ ‬الحكم‭ ‬رجح‭ ‬كفة‭ ‬أصحاب‭ ‬الأرض‭ ‬ظلما‭ ‬وعدوانا‭ ‬وتعرض‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬للشطب‭ ‬من‭ ‬السجلات‭ ‬التحكيمية‭ ‬الأفريقية‭.. ‬

 

امتهن‭ ‬بسيو‭ ‬التدريب‭ ‬بعد‭ ‬الاعتزال‭ ‬وتولى‭ ‬تدريب‭ ‬الحرس‭ ‬والجيش‭ ‬والمحلة‭ ‬وهو‭ ‬مزيج‭ ‬من‭ ‬الخبرات‭ ‬المتراكمة‭ ‬حيث‭ ‬نهل‭ ‬من‭ ‬دراية‭ ‬الكابتن‭ ‬حلمى‭ ‬والكابتن‭ ‬العشرى‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬المؤهلات‭ ‬القيادية‭ ‬الشخصية‭.. ‬وتم‭ ‬تكريمه‭ ‬من‭ ‬الاتحاد‭ ‬الدولى‭ ‬عام‭ ‬١٩٩٩‭ ‬لتحطيم‭ ‬الرقم‭ ‬القياسى‭ ‬بإحرازه‭ ‬ثلاثة‭ ‬أهداف‭ ‬فى‭ ‬١١٧‭ ‬ثانية‭ ‬مع‭ ‬المنتخب‭ ‬ضد‭ ‬ناميبيا‭ ‬فى‭ ‬تصفيات‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭ ‬٢٠٠٢‭.‬

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة