الجماعة المحظورة
الجماعة المحظورة


تسريبات «الاختيار»: فضحت مخططات الجماعة الإرهابية لمحاولة حرق مصر

أخبار الحوادث

الأحد، 17 أبريل 2022 - 04:08 م

كتب : محمد طلعت 
في حياة الأوطان لحظات حاسمة وقرارات تؤثر على اجيال، قد تظل لسنوات طويلة لايعلم أحد عن أبعادها شيئًا، لكن مع مبدأ المكاشفة وإيضاح الصورة كاملة للرأي العام كان «الاختيار» الذي استطاعت من خلاله الدراما أن تكشف للمصريين ولغيرهم حقيقة ما كان يجري في البلاد خلال السنوات الصعبة التي عشناها قبل وأثناء وبعد حكم الجماعة الإرهابية، والأهم أن الحقيقة ظهرت بالصوت والصورة لقيادات الجماعة الذين كانوا يسلمون بعضهم البعض دون مواربة في اجتماعات الغرف المغلقة.

 

فخيرت الشاطر مهندس الجماعة وقائدها الحقيقي الذي كان يدير مكتب الإرشاد ومن وضعه في قصر الاتحادية خلال العام الأسود الذي حكمت فيه الجماعة ظهر في التسجيلات التي عرضت في مسلسل الاختيار وهو يتحدث عن مقدرته على إنزال مليون عنصر من العناصر المسلحة للجماعة والداعمين لها لمحاصرة مباني جهاز أمن الدولة - الأمن الوطني حاليا - وتدمير كل هذه المباني وعمل محاكمات شعبية أو كما كان يقصد بمحاكم التفتيش سيئة السمعة التي كانت في العصور الوسطى.


ذلك التسريب الذي ظهر في حلقة الاختيار يوضح كيف كانت تعمل هذه الجماعة من خلال مبدأ السمع والطاعة العمياء لدرجة أن يقول حاكمها الفعلي أنه يستطيع أن يحشد كل ذلك العدد للقيام بالتخريب والتدمير والقتل لكي يحقق مكسب سياسي فقط.


فما قاله خيرت الشاطر لم يكن مجرد حديث لشخص في جلسة مغلقة بل هو أمر حدث بالفعل، شاهدناه وعشنا أحداثه خلال اقتحام مقرات أمن الدولة والتي تمت على الهواء مباشرة وبصور وفيديوهات موثقة بقيادة عناصر من الجماعة كان الهدف الأساسي منها هو تدمير كل الأوراق التي تكشف أفعال الجماعة الإرهابية على مدار سنوات طويلة والتي كانت موثقة داخل جهاز المعلومات الرئيسي في وزارة الداخلية لكنهم فشلوا في ذلك، فأمن مصر اقوى ألف مرة من أن يؤثر فيه تدمير مبنى أو مقر، لذلك ما فعله الشاطر وأتباعه خلال العامين من ٢٠١١ وحتى سقوطهم في ثورة يونيو كشفهم أمام ملايين المصريين.


وثائق

الفيديو الثاني المهم الذي عرض في مسلسل الاختيار والذي كشف كيف تكره تلك الجماعة بعضها البعض وتكشف زيف ما كانوا يدعون عن تماسكهم هو تصريح عبد المنعم ابو الفتوح الذي كان يعتبر هو والشاطر اقوى شخصين في جماعة الإخوان فعندما حدث الانشقاق والتلاسن بينهما ظهر في التسجيل الذي عُرض وهو يحذر من تلك الجماعة وخطورة سيطرتها على مقاليد الحكم في البلاد رغم أنه كان عضوا في مكتب الإرشاد التابع للجماعة واحد اقوى شخصياتها.


فيقول ابو الفتوح؛ إن ذلك خطر على مستقبل البلد إذا استطاعت تلك الجماعة السيطرة وأنه سيعطي صوته لأي شخص أيا يكن اسمه إلا مرشح الجماعة والذي كان في ذلك التوقيت هو خيرت الشاطر بسبب خوفه على مستقبل مصر كما قال في التسجيل الذي استمع إليه الملايين من المصريين وهو الذي كان أحد أقطاب تلك الجماعة وبالتالي هو يعرف خطورة سيطرتهم على الحياة في مصر أكثر من أي شخص آخر، فتلك الكلمات رغم أنها لم تكمل الدقيقة إلا أنها تقول الكثير والكثير مما كان يدبر لمصر إذا استطاعت تلك الجماعة أخونة البلاد كما كان مخططا لها من قبل مكتب إرشادها.


يظل فكرنا يبحث عن نموذج قريب الشبه بالجماعة الإخوانية إذا كانوا قد استطاعوا السيطرة على مقاليد الحكم بصورة كاملة ولا اجد إلا نموذج حكم حركة طالبان الأفغانية التي تحكم بالحديد والنار أفغانستان وتعيد تلك البلاد لسنوات مظلمة لا تستطيع فيها المرأة الخروج من منزلها دون محرم وقبل ذلك يجب وإلزام عليها أن ترتدي البرقع على وجهها، ولن تستطيع المرأة أن تدخل المدارس لتتعلم لأن في ذلك عورة وعيب كما تقول طالبان في افغانستان كان ذلك سيكون هو النموذج الاخواني للمرأة المصرية على سبيل المثال لا الحصر، فالمرأة لدى اتباعهم ومريديهم من الجماعات الإرهابية - والذين كشفوا عن وجههم القبيح - يستخدمونها للتزاوج أو كما يقولون لجهاد النكاح، تلك هى المرأة بالنسبة إليهم.


أما بالنسبة للمواطنين العاديين سواء كانوا في وظيفة حكومية أو خاصة كان العضو الإخواني التابع للجماعة سيتسلق السلم الوظيفي من خلال عضويته في الجماعة ليكون مديرا على من هم اقدم وافضل منه وأكثر كفاءة ليكون الانتماء للجماعة أهم من الانتماء للبلد، تلك التسجيلات التي تظهر يوميا في الاختيار تكشف كيف كانوا يفكرون وإلى أين كانوا يريدون أن يأخذوا البلاد إذا استطاعوا أن يسيطروا على مقاليد الحكم ولم تسقطهم الثورة الشعبية في يونيو.


أما أخطر تصريح فكان للمعزول محمد مرسي عندما هدد بحرق البلد إذا جاءت النتيجة بغير مايريده الإخوان وهو نجاحه في الانتخابات الرئاسية زاعمًا أنه إذا حدث ذلك فإنه سيكون هناك موجة إضرام نيران ستحدث في البلد كلها وقال المعزول في التسجيل؛ أنه إذا لم تأتِ النتيجة كما يريدون فإنه ستحدث حالة من الاضطراب لا نعرف إلى أي مدى ستذهب؟


ولم يكتف المعزول بذلك في اللقاء الذي جمعه بالمشير حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري في ذلك الوقت في حضور اللواء عبد الفتاح السيسي رئيس المخابرات الحربية آنذاك بل هدد المشير بأنه إذا لم يعود أيضا مجلس الشعب الذي صدر قرار من المحكمة بحله سيحدث ما لا تحمد عقباه زاعمًا؛ «بس اسمعني علشان متجيش في يوم من الأيام  بعد يومين تلاتة أربعة نقول أنه إحنا ضيعنا فرصة».

 

اقرأ ايضا | أحمد موسى: «تسريب الاختيار» يوثق العلاقة بين الإخوان والإرهاب| فيديو


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة