صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


في يوم الأسير.. 2140 معتقلًا في سجون الاحتلال منذ مطلع العام الجاري

أحمد نزيه

الأحد، 17 أبريل 2022 - 10:08 م

في سجون معتمة يسلط السجان المحتل قبضته الفولاذية، كما يسلطها في أرض وطن احتله عنوةً، دون وجه حقٍ، ولا يزال يأسره إلى حين، يقبع فلسطينيون كل ذنبهم أنهم يريدون حرية وطنهم، الذي سرقه محتلون بمساعدة أعوانٍ لهم، لا يزالون يمثلون ظهيرًا وغطاءً لجرائم هذا الاحتلال.

أسرى فلسطين لا يزالون يتعرضون لأبشع أنواع التنكيل، دون أي مراعاة إنسانية من سجانهم، الذين يضربون بكل القوانين عرض الحائط.

ويصادف، اليوم الأحد 17 أبريل، يوم الأسير الفلسطيني، بعد أن أقرّه المجلس الوطني الفلسطيني عام 1974، في السابع عشر من أبريل، يوما وطنيا لتوحيد الجهود والفعاليات لنصرتهم، ودعم حقّهم المشروع بالحرية.

واختير هذا التاريخ، للاحتفال بيوم الأسير، كونه شهد إطلاق سراح أول معتقل فلسطيني محمود بكر حجازي، في أول عملية لتبادل الأسرى بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي.

وأقرت القمة العربية العشرين أواخر مارس من عام 2008، في العاصمة السورية دمشق، اعتماد هذا اليوم من كل عام للاحتفاء به في الدول العربية كافة، تضامنًا مع الأسرى الفلسطينيين والعرب في المعتقلات الإسرائيلية.

وتحل هذه الذكرى مع استمرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي في اعتقال قرابة 4450 معتقلا، بينهم 32 معتقلة بينهم فتاة قاصر، و160 طفلا، كما وصل عدد المعتقلين المرضى إلى أكثر من 600 معتقل، من بينهم 200 حالة مرضية مزمنة، و22 معتقلا مصابون بالسّرطان وأورام بدرجات متفاوتة، أخطر هذه الحالات هي للمعتقل ناصر أبو حميد الذي يواجه وضعًا صحيًا خطيرًا، جراء إصابته بسرطان في الرئة.

2140 معتقلًا

وتشير معطيات نشرتها مؤسسات الأسرى، متمثلة في هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير الفلسطيني، ومؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان، ومركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية "حريات"، ومركز وادي حلوة-القدس، إلى أنه منذ مطلع العام الجاريّ اعتقل الاحتلال أكثر من 2140 فلسطينيًا، وتصاعدت عمليات الاعتقال خلال شهر مارس ومع بداية شهر رمضان، وبلغت ذروتها في الخامس عشر من أبريل، حيث نفّذت قوات الاحتلال عمليات اعتقال واسعة خلال اقتحام المسجد الأقصى ووصلت حالات الاعتقال لأكثر من 450 حالة اعتقال، بينهم أطفال.

وتبين مؤسسات الأسرى أن الاحتلال وكجزء من سياساته الممنهجة، يواصل احتجاز جثامين 8 أسرى، استشهدوا داخل السّجون، وهم: أنيس دولة الذي اُستشهد في سجن عسقلان عام 1980، وعزيز عويسات في العام 2018، وفارس بارود، ونصار طقاطقة، وبسام السّايح، وأربعتهم استشهدوا خلال العام 2019، وسعدي الغرابلي، وكمال أبو وعر اللّذان اُستشهدا عام 2020، وآخرهم سامي العمور خلال 2021.

وتوضح أن عدد النواب المعتقلين في سجون الاحتلال بلغوا 8، من بينهم الأسيران مروان البرغوثي، وأحمد سعدات، فيما بلغ عدد الصحفيين المعتقلين في سجون الاحتلال 11 صحفيًا.

أوضاع صعبة

ومن جهته، يقول عبد الناصر فروانة، مدير وحدة الدراسات والتوثيق بهيئة شؤون الأسرى والمحررين، "تحل ذكرى يوم الأسير الفلسطيني هذا العام، في ظل استمرار احتجاز ما يُقارب 4500 فلسطيني، بينهم 160 طفلًا، و32 فتاة وامرأة، وأكثر من 600 أسير يعانون من أمراض مختلفة، بينهم 22 أسيرًا يعانون مرض السرطان، أخطرهم الأسير ناصر أبو حميد، ومنهم 530 معتقلًا إداريًا، دون تهمة أو محاكمة".

ويضيف فروانة، أن من بين الأسرى 549 أسيرًا يقضون أحكامًا بالسجن المؤبد (مدى الحياة)، وهؤلاء موزعون على قرابة 23 سجنًا ومعتقلًا ومركز توقيف، مؤكدًا أنهم يُعانون قسوة المعاملة وتصاعد الانتهاكات والجرائم كالتعذيب الجسدي والنفسي والعزل الانفرادي والعنف والقمع المنظم والحرمان من الزيارات والتعليم والعلاج، مما تسبب في استشهاد 227 أسيرًا نتيجة التعذيب والاهمال الطبي والقتل العمد.

ويجزم فروانة أن معظم ما تشهده السجون الإسرائيلية اليوم من تصعيد خطير هو نتاج ذاك اليوم، الذي سجل فيه الأسرى الستة انتصارا على دولة الاحتلال ونجحوا في الهروب من سجن جلبوع وانتزاع حريتهم من السجن، الذي تعتبره دولة الاحتلال الأكثر تحصينا والأشد حراسة وتصفه بالخزانة الحديدية.

ويتابع فروانة قائلًا: "لا تزال دولة الاحتلال الإسرائيلي غير مستوعبة ما حدث في جلبوع، ولم تستفق بعد من الصدمة التي كانت أكثر من مجرد هزيمة مُذلة، لذا صعدت من إجراءاتها العقابية والانتقامية، ليس بحق مَن نجحوا في انتزاع حريتهم وانتصروا فحسب، وإنما بحق الأسرى عمومًا، سعيًا منها لاستعادة هيبتها وترميم صورتها، ولتشويه صورة المنتصر التي رسمها أولئك الأبطال الستة".

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة