يوسف القعيد
يوسف القعيد


يوميات الأخبار

إفطار مكتبة الإسكندرية بالسيدة زينب

يوسف القعيد

الإثنين، 18 أبريل 2022 - 04:45 م

 

ولرمضان إيقاع خاص فى الأحياء الشعبية، وبهجة تصعد بالروح والفؤاد إلى سماء الله السابعة. وهذا نجده فى السيدة زينب والحسين.

دعانى صديقى وبلدياتى المفكر الكبير الدكتور مصطفى الفقى مدير مكتبة الإسكندرية، وصاحب المؤلفات المهمة والكتابات الموضوعية التى تُنشر فى الصحف المصرية والعربية والعالمية، وله العديد من الكتب المهمة. لحضور إفطار يقام فى بيت السنارى بالسيدة زينب. والسيدة زينب بالنسبة لى مثل قريتى الضهرية التى ولدت بها. ففيها دار الهلال التى أمضيت أهم سنوات العمر فيها. وبها أيضاً مسجد السيدة زينب الذى لا أنسى أننى اصطحبت ذات يوم يحيى حقى لزيارة مقامها.
فهو صاحب الرواية القصيرة البديعة التى تعد من عيون الأدب العربى: قنديل أم هاشم. وقضينا يوماً بالحى. وكان من أجمل أيام العمر. حيث اصطحبته من بيته بمصر الجديدة للسيدة زينب، ثم عُدنا لبيته.

المهم عندى الآن إفطار مكتبة الإسكندرية فى بيت السنارى. وبيت السنارى مكان أثرى جميل، بل شديد الروعة، ينطق بعراقة الماضى. أصبح تابعاً لمكتبة الإسكندرية منذ سنوات. وتقام فيه أنشطة ثقافية وأدبية وسياسية وفكرية مهمة. وكان قرار الدكتور مصطفى إقامة الإفطار فى بيت السنارى صائباً وموفقاً. وقد أعطى الإفطار بُعداً روحانياً كنت فى أمس الحاجة إليه. بعد أن ضقنا ذرعاً بالمبانى العالية والشوارع المزدحمة والتقاطعات المرورية التى يخشى الإنسان على حياته منها.

الإفطار حضره عدد كبير من النخبة المصرية، تم اختيارهم بعناية بالغة وتدقيق جيد. وأخشى إن دوَّنت أى أسماء أن أسهو عن إسم أو أنسى إسما فأضع نفسى فى حرج لا أقدر على رده. ولا حتى الدفاع عنى تجاه صاحب الإسم، فضلاً عن أنه حرج فى مواجهة نفسى قبل أن يشعرنى به الآخرون.

ليست المرة الأولى التى أزور فيها بيت السنارى. فقد ذهبت إلى هناك أكثر من مرة. وهو جزء من ميدان السيدة زينب، ويُذكر فى كتب التاريخ أنه كان مقراً للبعثة العلمية التى اصطحبها نابليون بونابرت عندما جاء إلى مصر. ولا تتصور أنه بعيد عن السيدة أم هاشم. فهو على بعد خطوات من المسجد، علاوة على قيمته المعمارية والفنية والأثرية فهو يجسد تاريخ القاهرة فى فترة تحول جوهرية من تاريخ مصرنا الحبيبة، ألا وهى نهاية العصر العثمانى ومجيئ الحملة الفرنسية إلى مصر.

كما أن هذا البيت يُجسد أحد أروع أمثلة العمائر السكنية من دور وقصور الأمراء ورجال الدولة الكبار فى العصر العثمانى. وقد أوقف صاحب البيت ومنشئه بموجب حجة مسجلة فى المحكمة الشرعية ومحفوظة الآن بأرشيف وزارة الأوقاف المصرية. ومن المدهش أن الوصف المعمارى الدقيق للمنزل الذى أوردته الوثيقة يكاد يتطابق مع الوضع الحالى له.
واتسم البيت فضلاً عن قيمته الفنية والمعمارية الكبيرة بأهمية تاريخية خاصة. حيث كان جزءاً من وقائع الحملة الفرنسية على مصر: «1798 - 1801» فقد أقام فيه عدد من أعضاء لجنة العلوم والفنون التى كانت مرافقة للحملة. وكان غالبيتهم من الرسامين والمهندسين والكُتَّاب والمترجمين والعلماء.

إن تاريخ وعمارة بيت السنارى يأثران كل من يعرفهما فيتلهف لإدراك المزيد عنهما. وأدعو كل من يقرأ هذا الكلام لاكتشاف هذا الأثر الرائع بزيارته. والتعرف على تاريخه وعمارته. بل إنه جزء من منظومة الآثار الجميلة التى تميز مصر عن أى مكان آخر فى العالم بما فى ذلك فرنسا نفسها التى جاءت منها الحملة الشهيرة لمصر.

بعد الإفطار عُقِدت ندوة كان عنوانها: تحديات وآمال بناء الإنسان المصرى الآن، أدارها وقدم لها الدكتور مصطفى الفقى. شارك فيها جميع الحضور وهم نخبة مصر الفكرية الآن. تم اختيارهم بعناية شديدة وبعد تدقيق غير عادى. وأعتقد أن نشر نص ما قيل فى هذه الندوة أمرٌ شديد الأهمية للمصريين جميعاً. وهو ما يجب أن تفعله مكتبة الإسكندرية، فهى قادرة على هذا بإمكاناتها وقدراتها. لأن تسجيل ما قيل لمصر الراهنة وللتاريخ مسألة مهمة.
ولرمضان إيقاع خاص فى الأحياء الشعبية، وبهجة تصعد بالروح والفؤاد إلى سماء الله السابعة. وهذا نجده فى السيدة زينب والحسين. ولذلك كان ذهابى إلى فرع مكتبة الإسكندرية فى بيت السنارى ليس من أجل تناول الإفطار فقط، ولكن من أجل أن أكون مع الأصدقاء والزملاء ورفاق الطريق وزملاء الرحلة والأحبة كمحاولة لغسيل الروح. كان الإحتفال جميلاً وأنيقاً، وقد لعب الدكتور سامح فوزى الكاتب المعروف والمسئول بمكتبة الإسكندرية دوراً مهماً فى ترتيب كثير من تفاصيله. إنه يوم رمضانى جميل يُعيد لفؤادى حالة من الشجن غير العادى وتسعده سعادة لا يمكن وصفها.

الفنان أحمد فلوكس
يُعد ظهور الفنان أحمد فلوكس فى برنامج: حبر سرى، على إحدى الفضائيات المصرية وتحديداً قناة: القاهرة والناس، حدثاً مهماً. وما قاله تابعته الجماهير بشغف. فهو فنان حقيقى وموهوب. ولكنه لا يظهر بالكثافة التى تستحقها موهبته الفيَّاضة.
ومن الأمور التى أزعجتنى جداً أنه لن يمثل مستقبلاً. هكذا أعلن بنفسه. رغم أنه شاب فى مقتبل حياته الفنية، صاحب موهبة عريضة، ينتظره مستقبل واسع، ولابد أن يعيد النظر فيما قاله. وعلى من يحبونه - وانا واحدٌ منهم وأعترف أننى سعيد بهذا الحب - الضغط المستمر والمتواصل عليه حتى يعيد النظر فى مثل هذا القرار الخطير.

ورغم أنه فى عز شبابه إلا أن له تراثاً مهماً سواء فى الأفلام السينمائية أو المسلسلات التليفزيونية أو الإذاعية، من الأفلام 12 فيلما منها:
- الممر - أعز أصحاب - 30 يوم فى العز - ساعة ونص - علاقات خاصة - 53 دقيقة.
ومن المسلسلات التليفزيونية حوالى 29 عملاً من بينها: بدل الحدوتة ثلاثة - الأب الروحى - العرَّاف - الوالدة باشا - باب الخلق - أنا قلبى دليلى - الباطنية - قضية رأى عام-العندليب. علاوة على عمل فى الإذاعة بعنوان: أنا والحبيب.

إتصال من عبد المجيد محمود
أسعدنى كثيراً جداً إتصال تليفونى من المستشار عبد المجيد محمود النائب العام الأسبق. والذى عاصر أياماً عصيبة فى تاريخ مصر، خاصة زمن الجماعة الإرهابية التى إغتصبت سنة من حكم البلاد. وكنت قد كتبت عنه بالمصور سعيداً بظهوره فى مسلسل الإختيار الذى حظى بمشاهدة غير مسبوقة.

فيما جرى بيننا من حوار طالبته بتدوين مذكراته وكتابة شهادته. فهى ستكون وثيقة مهمة لمن سيؤرخون لأيامنا هذه ولهزيمة جماعة الشر والدور الذى لعبوه ومحاولتهم إقصاءه من مكانه وفشلهم فى ذلك. حيث عاد إلى موقعه رغم أنوفهم.
وهو يعمل الآن فى الإمارات العربية المتحدة، ويعيش فى «أبو ظبى»، عُدتُ للإلحاح عليه أن يدون مذكراته فهى شهادة مهمة عن مرحلة حرجة فى تاريخ مصر، ووعدنى بالتفكير فى الموضوع. وأن يأخذه مأخذ الجد. وحمَّلنى السلام والتحيات لصديقنا المشترك الذى كثيراً ما تقابلنا فى صالونه الثقافى الدكتور أحمد العزبى، الصيدلى المصرى المعروف.

فلسطـــــين
أندهش كثيراً من عدم اهتمامنا بما يجرى فى فلسطين المحتلة. ويبدو أن العدو الإسرائيلى قرر استغلال إنشغال العالم بما يجرى فى أوكرانيا لحظة بلحظة وساعة بساعة. وقرر أن يُجْهز على شباب فلسطين وثورة الفلسطينيين المشروعة من أجل دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. وبدأ يستبيح دماء شباب أصحاب الحق الفلسطينى بصورة وحشية وغير إنسانية.
يذهلنى حالة الصمت التى يقابل بها ما يقوم به العدو الإسرائيلى فى فلسطين المحتلة. فأهل فلسطين أصحاب قضية عادلة. صحيح أن العالم كله يجرى الآن ويلهث وراء أخبار أوكرانيا وما يجرى فيها. ويقدم لها كل ما تحتاجه. ولكن تبقى فلسطين هى جُرح عمرنا الغائر وقضيتنا التى يجب أن تصل إلى حل. يرضى عنه الفلسطينيون. وزعيمهم محمود عباس «أبو مازن».

فاتن أمل حربى
حرصت على متابعة هذا المسلسل بصورة تالية للهاثى وراء مسلسل الإختيار 3 عمل العام الرمضانى. فاتن أمل حربى من كتابة صديقنا وأخونا إبراهيم عيسى، الروائى والأديب والكاتب الصحفى والإعلامى. وأنا أحسده، والحسد مشروع-وقد ورد فى القرآن الكريم - لقدرته المذهلة والفريدة على تنظيم وقته بين كل هذه الإهتمامات الكثيرة والمتنوعة التى يقوم بها ويُتقنها ويقدم فيها كل ما هو جديد. والمسلسل من إخراج: محمد جمال العدل.

ذكَّرنى مسلسل: فاتن أمل حربى، بفيلم العزيزة الغالية فاتن حمامة: أريد حلاً. الذى تناول ملف الأحوال الشخصية وضرورة تطويره. ورغم أن الفيلم قديم، ومرت على تنفيذه سنوات وسنوات. إلا أن قضايا الأحوال الشخصية فى مصر مازالت فى حاجة إلى حلول جديدة ومبتكرة. وقد قرأت فى بعض الصحف أن هناك مشروع قانون جديد فى مجلس النواب. وأرجو من النواب الذين سيقومون بهذا العمل الحرص على متابعة المسلسل. فهو يقدم الكثير عن هذه القضية.

برامج وإعلانات
كانت هناك حالة من السباق بين البرامج الرمضانية الجديدة التى قُدِمتْ. حتى الأعمال التى سبق أن شاهدناها فى السنوات السابقة، ونواصل متابعتها. نكتشف أن فيها جديداً هذا العام. وأقصد بذلك مسلسل: الكبير قوى، لأحمد مكى. الذى حاول أن يضُخ فيه دماء جديدة هذا العام. واستمراره أكثر من ست سنوات مسألة مهمة تعكس إقبالاً جماهيرياً عليها. فالناس فى أمس الحاجة لأن تضحك.. لكن هذا الإستمرار ذكرنى بمسلسل قديم لم أكن أشعر أننى فى رمضان إلا بعد أن أسمعه فى الراديو، ألا وهو: ألف ليلة وليلة. وصوت شهرزاد تحكى لشهريار حكاياتها العجيبة والغريبة. قد يقول لى قائل ربما كان لا يناسب الأجيال الجديدة. ولكنى أعتقد أن فى مصر الآن أجيالاً قديمة أنا واحد منهم وسعيد بهذا أحِن لمظاهر رمضان القديمة التى كانت تميزه وتقول لى أننى فى رمضان. وتشعرنى بوجودى فيه. وتحمل إلىَّ عطره وروائحه الجميلة.

لاحظت هذا العام تطوراً فى الإعلانات. سواء طريقة تقديمها وقيام فنانين بأدائها، مع تدوين أنهم متبرعون بهذا الأداء ولم يحصلوا على أجر. وهذا أمرٌ جيد فى حد ذاته. لأن القناعة كما يقولون كنزٌ لا يفنى. أيضاً فإن اعتماد الإعلانات هذا العام على الغناء، وعدم الإكتفاء بالكلام عن الأمر المعلن عنه مسألة جديدة. خاصة أن هناك فقرة ليست قصيرة عن «حياة كريمة». تعتمد على الغناء أساساً. وقدمت ما هو جديد هذا العام.
كل رمضان ونحن بخير وسعادة.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة