جلال عارف
جلال عارف


في الصميم

استقيموا.. يرحمكم الله

جلال عارف

الإثنين، 18 أبريل 2022 - 04:52 م

مع تصاعد العدوان العنصرى الاسرائيلى، وتكرار اقتحام المسجد الاقصى والسعى لاستكمال تهويد القدس.. يجد حزب القائمة العربية الموحدة المشارك فى حكومة اسرائيل نفسه فى ورطة.

فالحزب الذى يمثل أحد أجنحة جماعة الإخوان داخل اسرائيل كان هو (الرافعة) التى جعلت تشكيل حكومة بينيت ممكناً بأصواتها الأربعة التى حصلت عليها فى الانتخابات الأخيرة.. ورغم اعتراض غالبية الفلسطينيين داخل الأرض المحتلة فى 48 فقد كان رفع شعار اسقاط نتنياهو مبرراً للخطوة التى أقدمت عليها القائمة الموحدة عند أنصارها الآن ومع تطور الأحداث فى القدس، ووضوح سيطرة اليمين العنصرى المتطرف على الحكومة الاسرائيلية، تضطر القائمة الموحدة إلى الاستماع للصوت الفلسطينى الغاضب، لكنها  فى نفس الوقت  تحاول إمساك العصا من المنتصف وتعلن الحركة تجميد عضويتها فى الائتلاف الحكومى حتى نهاية العطلة الحالية للبرلمان الإسرائيلى الكنيست والتى تستمر حتى الثامن من مايو القادم، مع تصريحات تهدد بأن يتحول التجميد إلى انسحاب كامل إذا استمرت الحكومة فى سياساتها فى الاقصى كما نقل عن رئيس القائمة الموحدة منصور عباس (!!) وفى نفس الوقت تقول مصادر حكومة بينيت إن منصور عباس نقل رسالة طمأنة بأن القرار بتجميد العضوية يهدف فقط إلى ترضية الشارع العربى داخل أراضى 48 وإيقاف موجة الانتقادات لحزبه!!

الموقف فى النهاية سوف يحسمه الفلسطينيون فى الداخل، والتطورات التى ستحدث مع تصعيد اليمين الصهيونى لمواقفه العنصرية وقد تبقى حكومة بينيت أو تسقط بعيداً عن موقف منصور عباس وحركته.. لكن سؤالاً يثور فى هذه الظروف التى تمر بها القضية الفلسطينية: هل من المنطقى أن يجد فصيل إخوانى السبيل للتحالف مع أقصى اليمين الصهيونى فى حكومة أسرائيل، بينما مازالت حماس تواصل عداءها للسلطة الوطنية الفلسطينية ومازالت كل الجهود لتحقيق المصالحة الفلسطينية بلا نتيجة؟

كل تأخير فى التوصل للاجابة الصحيحة عن سؤال المصير، لا يعنى إلا المزيد من المعاناة للشعب الفلسطينى، ومزيداً من أطواق النجاة التى يقدمها البعض لليمين العنصرى الاسرائيلى لكى يمضى فى جرائمه.
استقيموا.. يرحمكم الله، ويغفر لكم الوطن، وتسامحكم القدس التى ستظل  رغم كل شئ  عربية!!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة