محمد قناوي
محمد قناوي


محمد قناوي يكتب: سينما الشعب.. المشروع القومي للسينما المصرية

محمد قناوي

الأربعاء، 20 أبريل 2022 - 02:59 م

 

عرفت السينما وشاهدتها لأول مرة وأنا في صغري كان في سينما"الثقافة" بسوهاج، أول فيلم سينمائي شاهدت على الشاشة الكبيرة كان بقصر ثقافة سوهاج وعندما التحقت بالجامعة منتصف الثمانينيات كانت سينما الثقافة اغلقت ابوابها وتحول القصر إلى أشباح، ولم يكن بمدينة سوهاج سوي سينما واحدة هي"سينما أوبرا".

تخيل محافظة وصل عدد سكانها مليوني مواطن ولا يوجد بها سوي دارين للعرض السينمائي أو ثلاثة علي اكثر تقدير، لذلك لم يكن غريبا أن تكون هذه المحافظة واحدة من أكبر محافظات الجنوب الحاضنة للتطرف والإرهاب، فعندما يغيب التنوير عن العقول يسكن فيها التطرف والعنف، أقول هذا بمناسبة المشروع الذي تطلقه الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة تحت اسم"سينما الشعب"الذي يهدف إلى تقديم الأعمال السينمائية المعاصرة والحديثة بأسعار رمزية في متناول كل فئات المجتمع والمواطن المصري البسيط من خلال قصور وبيوت الثقافة المنتشرة في مختلف محافظات مصر ويتم تنفيذه بدور العرض السينمائى التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة اعتبارا من أول أيام عيد الفطر.

فهذا المشروع  يعد أكبر مشروع قومي لمواجهة التطرف والإرهاب والعنف وفي نفس الوقت لدعم صناعة السينما في مصر، فعندما نعلم أن القصور العاملة 500 على مستوى الجمهورية، هذا يعني أن هناك 500 شاشة عرض سينمائي تضاف إلى الشاشات الموجودة، لقد كان بمثابة حلم لصناع السينما لزيادة حجم الإيرادات وأفلامهم حيث يتيح المشروع  الفرصة لعرض أعمال المبدعين الحديثة والهادفة التي تسهم في الارتقاء بالمجتمع ويفتح آفاق وأسواق جديدة للاستثمار الفني أمام الأعمال السينمائية من مختلف دول العالم إلى داخل الوطن، وأمنية لجمهور عريض من الشعب المصري في القري والنجوع المصرية في شمال البلاد وجنوبها  يتمنى أن يشاهد الأفلام السينمائية في وقت نزولها، بسعر بسيط حيث يصل سعر التذكرة ٤٠ جنيها فقط، ويبدأ المشروع بفيلم "واحد تاني "بطولة الفنان احمد حلمي وتأليف هيثم دبور وإخراج محمد شاكر خضير.

ولأن وزيرة الثقافة فنانة في المقام الأول وتعلم ايمان الدولة بدور الفنون والثقافة وتأثير القوى الناعمة فى تشكيل الوعي العام  تحمست للمشروع الذي تقدم به رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة المخرج هشام عطوة ويشرف عليه الفنان تامر عبد المنعم مدير عام الثقافة السينمائية بالهيئة العامة لقصور الثقافة ويأتي ضمن مسارات وزارة الثقافة لدعم صناعة السينما وتعظيم دورها التنويري  فقررت البدء في تنفيذه فورا حرصا منها على جذب جميع شرائح المجتمع لمشاهدة السينما، وتنفيذا لمبدأ العدالة الثقافية التي تعد إحدى محاور عمل وزارة الثقافة كما تأتي أهمية المشروع فى نشر التنوير والثقافة السينمائية ومجابهة الفكر المتطرف من خلال مواد ابداعية جادة وهادفة، كما أن هذا المشروع يأتي ضمن الاستراتيجية الشاملة لوزارة الثقافة  للاستفادة القصوى من منظومة القصور الثقافية وحسن إدارتها بالتعاون مع المؤسسات المعنية في الدولة؛ لتطوير القوة الناعمة المصرية في المجال الثقافي وترسيخ الهوية المصرية، وتطوير المحتوى الثقافي والفني، وتشمل هذه الاستراتيجية عدة محاور، ومنها:  الوصول بالرسالة الثقافية إلى القرى والنجوع والمناطق الحدودية، وإعادة تأهيل قصور الثقافة لنشر الفنون، وتربية النشء بما يتكامل مع العملية التعليمية القائمة، والعمل على تحصين الشباب من الأفكار المتطرفة، في إطار سياسة الدولة لتجفيف منابع الإرهاب.

المشروع يبدأ مع أول أيام عيد الفطر بخمسة دور عرض في أربعة محافظات هي سينما قصر ثقافة قنا ، سينما السادات وشبين الكوم بالمنوفية، قصر ثقافة الأنفوشي بالأسكندرية، مكتبة البحر الأعظم بالجيزة كمرحلة اولى ثم يعمم بمختلف أنحاء الجمهورية ويضم افلام روائية قصير أو تسجيلية قصيرة من إنتاج وزارة الثقافة ممثلة في أكاديمية الفنون والمركز القومي للسينما والإدارة العامة للثقافة السينمائية تعرض قبل بداية الفيلم السينمائى الرئيسي الذي تقدمه شركات التوزيع الكبرى مما يساهم في إلقاء الضوء على الأعمال المتميزة التى تنتجها وزارة الثقافة ويساهم في نشر الوعي المجتمعي وكذلك الأعمال المستقلة المتميزة ، أما المرحلة الثانية تشمل ٤ محافظات اخرى هي قصر ثقافة دسوق وكفر الشيخ بمحافظة كفر الشيخ، سينما قصر ثقافة سيوة بمحافظة مطروح ، سينما هيبس بالوادي الجديد ، سينما قصر ثقافة شرم الشيخ بجنوب سيناء. 

"سينما الشعب" بمثابة عودة للدور الذي تقوم به قصور الثقافة في نشر الوعي وصناعة الإبداع وحائط الصد الأول الدفاع عن هذا الوطن.


 

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة