د. محمد حسن البنا
د. محمد حسن البنا


يوميات الأخبار

المرأة أيقونة الحياة

محمد حسن البنا

الأربعاء، 20 أبريل 2022 - 05:55 م

«هكذا نشأ المصريون ، لا يعرفون الفتن والصراعات بين الرجل والمرأة..  والدليل أنها تعيش الآن أزهى عصورها»

ليس بيننا مكان لدعاة التطرف . وليس بيننا مكان لمثيرى الفتن . وليس بيننا مكان لمن يشجع على الشذوذ . وليس بيننا وئام مع من يخرج على قيم وتقاليد وأعراف وأخلاقيات الإنسان المصرى . هكذا تعلمنا , وهكذا تأكدنا كما قال أمير الشعراء أحمد شوقى «إنما الأمم الأخلاق مابقيت .. فان هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا» . وكما قال الشاعر الكبير حافظ ابراهيم عن الأم :
الأُمُّ مَدرَسَةٌ إِذا أَعدَدتَها
أَعدَدتَ شَعبا طَيِّبَ الأَعراقِ
الأُمُّ رَوضٌ إِن تَعَهَّدَهُ الحَيا
 بِالرِيِّ أَورَقَ أَيَّما إيراقِ
الأُمُّ أُستاذُ الأَساتِذَةِ الأُلى
شَغَلَت مَآثِرُهُم مَدى الآفاقِ
 هذه الابيات من قصيدة المعرفة , تعتبر من أكثر القصائد التى وصفت دور الأم فى الحياة , فهى ركيزة لاغنى عنها فى رعاية وتربية أبنائها.ولكل هذا يجب الحرص على الاستماع إليها والتعامل بلطف فى الكلام وإسكات الصوت فى حضورها. هى التى حملت أطفالها تسعة اشهر وهى ضعيفة وتحملت الام المخاض والولادة , وما تفتأ تنساها حين ترى طفلها . وهى التى تنسى أن تدعى لنفسها فى صلاتها لانشغالها بالدعاء لهم, وهى التى سئمت الشعور بالراحة والأمان وتوفر لهم ما يحتاجون إليه .

هكذا نشأ المصريون , لا يعرفون الفتن والصراعات بين الرجل والمرأة . والدليل أنها تعيش الآن أزهى عصورها . شغلت أكبر المناصب وتولت القيادة فى وزارات ومحافظات ومؤسسات كانت حكرا على الرجل . واعتلت منصة القضاء . لهذا أتعجب من إثارة الفتنة لدى البعض لخلق صراع وهمى بين بنى آدم وحواء . المرأة وجدت الأمن والأمان مع الاسلام . كانت عبدة وجارية وكانت سبة فى جبين الرجل اذا خلف أنثى , وكان يسارع بوأدها ودفنها حية فى التراب . وكانت للمتعة فقط فى بلاد كثيرة , حتى التنظيمات المتطرفة اخترعت جهاد النكاح بالمخالفة لشرع الله . الاسلام كرمها ووضع لها حقوقا, وحماها من تغول الاخ اوالزوج ووضع لها شروطا أسماها «ميثاق غليظ «. وحدد نصيبها بدقة فى الميراث , وحرم مخالفة ذلك .

اليوم يخرج علينا من يثير الفتن لهدم استقرار الدولة . ولدينا قاعدة شرعية ثابتة , « إسألوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون « . وهم أهل العلم والفقه , وهم الذين تتوافر فيهم شروط تفسير الآيات والاحاديث , وهم فقهاء الدين وعلماء اللغة العربية . « من يرد الله به خيرا يفقهه فى الدين « . لا نأخذ ديننا الا من خلال علماء أزهرنا الشريف , وليس من كل من هب ودب . ولا مانع من الحوار والنقاش بين العلماء لنصل فى النهاية الى من يقول الحق ويهدى السبيل . من هنا يجب ان يعود الأمر فى قضايا الاحوال الشخصية والزواج والطلاق الى أئمة الأزهر الشريف سواء فى تعدد الزوجات او نصوص وثيقة الزواج , او حتى حضانة الاطفال . ولسنا فى حاجة للاستعانة بما يقوم به دول اخرى غربية او شرقية . ومازلت عند رأيى أن الايمان والعقيدة أساس استقرار المجتمع المصرى طوال تاريخه . والعقيدة ليست قيدا على إنسان بعينه بل هى فى الأصل سلوك حميد وعلاقات إنسانية شريفة قائمة على الفطرة.

حقوق المرأة
ليعلم الجميع أن الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى أعطت للمرأة المصرية حقوقا لم تكن لتصل اليها لولا الرئيس . وهى بلا شك حقوق شرعية , لكنها ليست لخلق فتنة بين الرجل والمرأة . لان تماسك المجتمع وسلامته أهم عندنا من الصراعات التافهة التى يسعى اليها بعض الجهلاء . للأسف نحن نعيش مع بعض الجهلاء من أصحاب الصوت العالى , الذين يشوهون صورة العلاقة بين الرجل والمرأة . يتناسون أنها الأم والزوجة والابنة والأخت . وأنها مصدر الحياة . فكيف اذن يغتال الرجل أحلامها وطموحاتها . لقد قدمت الدولة المصرية للمرأة ما يفوق الخيال , وجعلتها الهدف من المبادرات الرئاسية سواء الصحية أو المجتمعية . ومن ذلك تم افتتاح أولى عيادات المرأة الآمنة بمركز طبى أهالينا بمحافظة القاهرة . يتولى تقديم الخدمات الطبية والإرشاد والدعم النفسى للسيدات اللاتى يتعرضن للعنف. وفى الطريق يتم تجهيز 21 عيادة تخصصية لمناهضة العنف ضد المرأة بجميع محافظات الجمهورية. «عيادات المرأة الآمنة» تقدم خدمات الدعم الصحى والنفسى , والإسعافات النفسية الأولية للسيدات اللاتى يتعرضن للعنف بمختلف أشكاله. بالإضافة إلى تقديم التوعية والمشورة الصحية والاجتماعية للسيدات وتعريفهن بأساليب حماية أنفسهن من التعرض للعنف.

للاسف , يسعى البعض الى تخريب العلاقة الانسانية بين الأزواج , لهذا تصل نسبة الطلاق بين الشباب الآن لحوالى 50 بالمائة , وهى نسبة كبيرة جدا تخالف معانى الارتباط بين الرجل والمرأة . كما أن لها تأثيرا سلبيا كبيرا على المجتمع . ويجب ان تنشغل مراكز البحوث للوصول الى نتائج وتوصيات تعرضها على الحكومة بشأن الطلاق الذى أصبح أسهل من الزواج !. الحياة الزوجية أشرف علاقة فى التاريخ , لأنها تنتج الأجيال الصالحة لقيادة المستقبل .

المرأة أيقونة
أتفق مع الصديق العزيز والاعلامى الكبير فايز فرح فيما ذهب اليه فى كتابه الأخير « المرأة أيقونة الانسانية « . هى فعلا الأم والأخت والزوجة والابنة والزميلة . بل أزيد عليه بأنها الحياة , من دونها لاحياة لأحد . كما اتفق معه فى ان حضارة الأمة , أى أمة تقاس بما تتمتع به المرأة من حقوق , وما يدعم كيانها وكينونتها . المرأة الأم منبع الحياة ومفتاح الجنة . كافة العقائد السماوية كرمت المرأة وخلدت أدوارها . أمنا مريم العذراء وهبت البشرية نبى الله عيسى عليه السلام بروح الله وكلمته حاملا كتاب الله الإنجيل , ومبشرا برسول يأتى من بعده اسمه أحمد صلى الله عليه وسلم يحمل كتاب الله القرأن الكريم . ولا أتفق مع أخى فايز فى أن المرأة معذبة , بل هى مصدر الحياة الذى يحمل كل طموحات وأحلام البشرية , ولهذا فانها أيقونة مصونة لها قيمتها ومكانتها .
الكتاب يستحق القراءة لأنه يتناول أفكار كبار المفكرين والأدباء فى المرأة منذ آدم وحواء , وحتى عصر الرئيس السيسى والسيدة حرمه الفاضلة انتصار السيسى .   

الكفر الجديد
قريتى وأفتخر . عشت فيها أجمل أيام حياتى , ولا أزال . فيها الأهل والأقارب , وفيها الأحباب والأصدقاء . تذخر بنخبة من العلماء والمفكرين , ومتشبعة بالفقهاء ورجال الدين . ورغم هذا انفلت عيارها مؤخرا , وغلب شبابها الشيطان فقتلوا واحدا من زينة شبابها , يعول اسرة مكونة من زوجة و3 اطفال صغار . ووالديه المسنين . بالطبع القضاء العادل سيأخذ مجراه , لكننى أتأسف للفكر الاجرامى الذى سيطر على البعض . الحكاية باختصار خناقة قائدى ميكروباص على راكب ب 3 جنيه . تربص للسائق المنكوب السائق الآخر مع شقيقه , وضربوه حتى لفظ انفاسه الاخيرة . وهذه رسالة زوجة الضحية : حادثة مقتل جوزى ما كنتش خناقة هما  كانوا مترصدين لقتله ؛ فالحادثة واضحة تماما ، تمت فى ظرف مشدد فيها تحريض وترصد، قطعوا الطريق إدامه وهجموا عليه بطريقة وحشية بالأزايز وصليبة العربية الحديد فى دماغه كسروا رأسه , وقع على الأرض حصل له نزيف وراح فى غيبوبة. مقتل زوجى تم مع سبق الاصرار والترصد ، كل اللى طالبينه القصاص العادل ، احنا عايزين حق جوزى إللى اتقتل غدر وهو لسه شاب ،وترك أطفال صغار  اتيتموا من بعده ،بطالب كل الشرفاء من البلد يقفوا مع المظلوم علشان دم جوزى ما يرحش هدر ، كل إللى شاهد جريمة مقتل زوجى نايف محمد لطفى الهوارى  يروح يدلى بشهادته . احنا فى دولة قانون ولازم القانون ياخد مجراه .بناشد الرئيس عبد الفتاح السيسى  يجيب لنا حقنا وحق الاطفال اليتامى من القتلة المجرمين علشان دم جوزى ما يرحش هدر.

وبدورى أنشر رسالتها . وفى نفس الوقت اشيد بالموقف النبيل والشهم الذى صدر من عائلة القتلة بأنهم يلفظون من بينهم من يخرج عن قيمها وأخلاقياتها . وكما يقول ربنا ولاتزر وازرة وزر أخرى. «جميع رجال ونساء وأطفال عائلة الجعلى يعلنون انزعاجهم وحزنهم الشديد وإدانتهم للفعل الإجرامى البغيض الذى تسبب فى استشهاد فقيد الشباب الإبن الغالى العزيز المرحوم بإذن الله نايف محمد لطفى الهوارى ويعلنون تضامنهم الكامل مع والده المحترم وعائلته جميعا فى كل ما يرونه ويفعلونه ويأمرون به فى الاحتفاظ بحق إبنهم الشهيد بكل ما يُبرّد نارا اشتعلت فى قلوبنا جميعا قبل قلوبهم وأقسم بالله العلى العظيم هذا ما يشعر به الكبير والصغير تجاه هذه الجريمه المروعه التى تجلب الخزى والعار», لكننى أدعوا كباروحكماء القرية ان يدعموا القصاص العادل , وفوق ذلك يعملوا على اعادة العلاقات المتينة بين عائلاتنا .

حديث الإمام
أنا من هواة سماع حديث الامام احمد الطيب شيخ الازهر الشريف .فهو يتحدث بهدوء ومنطق وحكمة. وأتوقف هنا عند كلماته البليغة : القرآن نزل بأوامر ونواهٍ , تحتاج إلى قانون يلزم الناس بهذه الأخلاق النبيلة الموجودة فى القرآن. ويضرب على أيديهم إذا هم تعدوا حدودهم . فى بلاد كثيرة لا يستطيع أحد فى أى قناة من القنوات أن يسيء إلى شخص وإلا سيمثل أمام القضاء . «للأسف الشديد عندنا من يتصيد ويختلق الأخبار.. كما يقول المثل «إذا رأوا حسنة أخفوها.. وإن رأوا سيئة أذاعوها.. وإن لم يروا سيئة اخترعوها.. هذا الواقع .لكن إن شاء الله هذه الظاهرة تقنن ويوضع لها قانون رادع. الذى يعتدى على سمعة أحد كأنه قتله أو كأنه أصابه , كما أن الله توعد من يتتبع عورات الناس فضلا عمن يذيعها على الهواء أنه سيتتبع الله عورته ويفضحه حتى لو فى قلب بيته. الانسان يسمع عن نفسه أكاذيب ولا يستطيع أن يدافع عن نفسه سواء أمام أولاده وأسرته وزوجته. والله سبحانه وتعالى يأمر بالستر.. و إذا رأى المسلم سيئة عليه أن يسترها.. والنبى نهى عن تتبع عورات الناس .قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «من تتبع عورة أخيه المسلم , تتبع الله عورته , ومن تتبع الله عورته , يفضحه ولو فى جوف بيته».

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة