مسجد فاطمة الشقراء
مسجد فاطمة الشقراء


مسجد فاطمة الشقراء بالدرب الأحمر.. تحفة أثرية

محمد طاهر

الخميس، 21 أبريل 2022 - 01:57 م

تزخر مدينة القاهرة بمئات المساجد الأثرية التى تسجل تاريخ فترة من الفترات وهى الشهيرة بمدينة الألف مئذنة ومن أبرز هذه المساجد الأثرية مسجد فاطمة الشقراء.

وعن فاطمة الشقراء يقول الباحث الأثرى د. حسين دقيل أنها إحدى الجاريات الروسيات المُعتقات في عهد العصر العثماني، وهي شركسية الأصل، تم أسرها في إحدى الحروب، واتخذها السلطان قايتباي زوجة له، فأنجبت له ولى العهد السلطان محمد بن قايتباي -(كما تقول بعض الرويات) - فأصبحت الزوجة الرسمية ووالدة ولى العهد.

وكانت تحظى بمكانة اجتماعية عالية، حيث اشتهرت بدورها الاجتماعي مثل بناء الأسبلة والمساجد والكتاتيب.

 

وقد كُتب على جانبي باب هذا المسجد في الوجهة الغربية، ما نصه: "بسم الله الرحمن الرحيم... الست المصونة فاطمة شقرا... بتاريخ شهر جمادى الآخر من سنة ثلاث وسبعين وثمانمائة"، وداخل المسجد مقصورة من الخشب بها قبران مكتوب على أحدهما، "هذا قبر الست فاطمة".

 

وعن مسجد فاطمة الشقراء، أو مسجد المرأة، يقول الباحث الأثرى حسين دقيل أنه مسجد أثري يحمل رقم (195) بسجلات وزارة الآثار المصرية، وهو يقع بشارع أحمد ماهر تحت الربع سابقا بقسم الدرب الأحمر، بالقاهرة.

 

شُيد المسجد في الأصل عام (873 هـ/ 1468م)، في أثناء حكم السلطان المملوكي قايتباي، حيث أسسه شخص يُدعى رشيد الدين البهائي، وتم تجديده في العصر العثماني على يد فاطمة شقراء التي سُمي المسجد باسمها في القرن الثاني عشر من الهجرة الثامن عشر من الميلاد.

 

وكان المسجد يُسمى في البداية بـ مسجد المقشات، وفي منتصف القرن التاسع عشر، أطلق عليه مسجد المرأة، بسبب أن من قامت برعايته سيدة هي السيدة فاطمة الشقراء. ذكر على مبارك المسجد في موسوعته "الخطط التوفيقية الجديدة"، فقال: إن المسجد عرف في النصف الثاني من القرن الـ 19 باسم مسجد المرأة، كما عرف باسم المقشات وشعائره مقامة".

 

والمسجد الذي قامت إدارة حفظ الآثار العربية بإصلاح المسجد وترميمه عام 1907؛ له محراب قديم يُعد من أجمل المحاريب الحجرية، فقد اشتملت طاقيته على مقرنصات وتلبيس بالرخام الأسود، ويعلوه مستطيلان كتب فيهما: "وما النصر إلا من عند الله. إن ينصركم الله فلا غالب لكم".

 

وله مئذنة تعتبر الأثر الوحيد الباقي من العصر العثماني، وهي مئذنة عثمانية الشكل. يقول حسن عبد الوهاب بخصوص المئذنة: "لعلها منشأة في القرن الثاني عشر الهجري (الثامن عشر الميلادي). وقد حليت وجوه قاعدتها بمستطيلات حجرية مزخرفة مخلفة من المئذنة القديمة". وهي مئذنة ذات شرفة واحدة فوق بدن متعدد الأضلاع، ثم بدن أصغر الأضلاع، ينتهي بمخروط عليه علم. وقد تضررت حيث كان بها ميل شديد الخطورة في أواخر السبعينات من القرن العشرين الميلادي.

 

كما تضرر المسجد بالكامل نتيجة الزلزال العنيف الذي ضرب البلاد في عام 1992، وقررت "الآثار المصرية" وقتذاك وقف الزيارات إلى المبنى الأثري، قبل عودة الحياة إليه بعد ثورة 25 يناير، لكن سرعان ما تم الإعلان عن إغلاقه وترميمه، ثم أعيد افتتاحه في مايو 2019.

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة