الخميس، 21 أبريل 2022 - 09:08 م

لشهر رمضان الكريم مكانة كبيرة فى وجدان أديب نوبل نجيب محفوظ، فقد ارتبط بطقوس الشهر الفضيل التى رصدها فى رواياته، ووصف لنا حياة المصريين وكيفية استقبالهم وحياتهم فيه فى أكثر من عمل، فقد تناول فى «الثلاثية» عادات بعض أبناء الطبقة الأرستقراطية فى الاحتفال الظاهرى بالشهر الفضيل دون الالتزام بتقاليده ولا عباداته، وتناول فى «المرايا» عادات الأطفال فى اللعب واللهو فى رمضان، تبقى رواية «خان الخليلى» العلامة الكبرى فى أدب نجيب محفوظ التى تصلح بالفعل لأن تكون مرجعا للحياة الاجتماعية الشعبية فى رمضان، فقد حرص على نقل أدق تفاصيل حياة الأسرة المصرية فى هذا الشهر الكريم. 

ويرتبط أديبنا العالمى بعلاقة خاصة بشهر رمضان منذ الصغر، عندما كانت أسرته تتركه ينزل إلى الشارع ليلهو ويمرح مع أصدقائه الذين كانوا يصطحبونه إلى منطقة الجمالية حاملين الفوانيس ذات الألوان الزاهية مرددين أغانى رمضان، وتنتهى جولتهم فى أحد المنازل التى تحتضن بين جدرانها المنشدين لتبدأ حلقات الذكر والمديح، وكان أديب نوبل يقف مشدوها نحو المنشدين، منتشيا بأصواتهم، والدفء الذى يعم المكان حسبما قال فى حديث إذاعى أكد فيه أن علاقته بالجمالية لم تنقطع بعد انتقال أسرته إلى العباسية.

وقال إنه كان يزورالجمالية باستمرار فى شهر رمضان مع والدته لزيارة «الحسين» وأولياء الله الصالحين، وكان يقطع مع أصدقائه المسافة من العباسية إلى «الحسين» سيرا على الأقدام، وحينما يتذمر أحدهم يقنعه محفوظ قائلًا : «رمضان له مذاق خاص فى الحسين»، وعرف عن نجيب محفوظ الجلوس بالمقاهى التى أثرت فيه روحيا فى رمضان فى «الفيشاوى» أو «قشتمر»، أو «عرابى»، وغيرها، وقد تعمقت علاقته الروحية بالشهر الفضيل حينما نصحه صديقه «سيد الشماع» فى إحدى جولاتهم بالجمالية بعد الإفطار.

بأن يجلسا على إحدى المقاهى ليستريحا قليلا، قبل أن يعلمه تدخين الشيشة التى ارتبطت فى ذهنه برمضان عقب الإفطار، ويقول فى حديثه الإذاعى إنه لم يكتب أى رواية فى شهر رمضان، لأنه كان يستمتع بروحانية الشهر الفضيل، والانغماس فى القراءات الدينية والسير والتراجم عن الدولة الإسلامية، والفلسفة والشعر الصوفى الذى شكل له حالة فريدة أثناء الصيام. 

من «حديث إذاعى»

اقرأ أيضاً|برنامج التوعية المجتمعية يناقش مخاطر العنف الأسري بجامعة الأقصر