عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب


شىء من الأمل

اقتصادنا والشائعات!

‬عبدالقادر شهيب

الخميس، 21 أبريل 2022 - 10:37 م

أكثر الأوقات التى يتعين على المسئولين أن يحافظوا على التواصل المستمر مع الناس هى الأوقات الصعبة، حتى لا يُترك هؤلاء الناس نهبا للشائعات والأكاذيب التى تنذرهم بالكوارث والمصائب وسوء الأحوال ..

ونحن الآن لأسباب شتى آخرها الحرب الأوكرانية نمر بوقت اقتصادى صعب بعد أن ساهمت هذه الحرب فى التهاب أسعار النفط وأسعار الغذاء، خاصة القمح الذى نعتمد على روسيا وأوكرانيا فى تدبير ثلث احتياجاتنا منه.. ولا يكفى أن يصارحنا المسئولون عن إدارة اقتصادنا بتلك الحقيقة التى يلمسها ويعيشها عموم الناس بعد أن اتجه معدل التضخم للزيادة..

 وإنما يحتاج الناس الآن لمن يتحدث إليهم ويشرح لهم تطورات الأوضاع الاقتصادية بشكل يومى، وما يتخذ من إجرءات لنتخطى هذا الوضع الاقتصادى الصعب، خاصة أن بعض ما اتخذ من إجراءات فى هذا الصدد لاقى معارضة ومقاومة من أصحاب المصالح المختلفة،،

مثل قرارات البنك المركزى التى أعلنها من قبل لتنظيم تمويل الاستيراد من الخارج، وقرارات وزارة الصناعة التى أوقفت استيراد منتجات عدد من الشركات الأجنبية غيرالمصرية، وأيضاً قرار الحكومة اللجوء مجددا لصندوق النقد الدولى لتنفيذ برنامج جديد للإصلاح الاقتصادى والحصول على قرض جديد منه، بالإضافة إلى قروض أخرى خارجية فى شكل أذون خزانة وسندات  بالعملات الأجنبية. 


لقد استغل البعض، سواء عن جهل أو عمد هذا الوضع الاقتصادى الصعب الذى تشاركنا فيه دول كثيرة، لكى يصوروا الأمر وكأننا على حافة كارثة اقتصادية، وساعدهم على ذلك اتجاه بعض الدول لإعلان إفلاسها  بعد أن عجزت عن سداد ديونها الخارجية.. ولعل ما حدث مع تصريحات مديرة صندوق النقد الدولى حول أوضاع الاقتصاد المصرى الحالية تجسد ذلك  بوضوح ..

حيث تم اجتزاء هذه التصريحات والتركيز على الجزء الخاص بالمصاعب الاقتصادية بل وترجمتها بشكل خاطئ غير أمين ..

لذلك يجب توفير حماية للناس من الشائعات والأكاذيب التى تستهدفهم ويروجها بشكل ممنهج ومخطط  بعض من لا يريدون خيرا لهذا البلد..

ولن تتوفر هذه الحماية إلا بتواصل من يديرون اقتصادنا مع عموم الناس بشكل دائم ومستمر ولا يتوقف، وأن يعتمدوا فى تواصلهم هذا على الحقيقة وحدها ليكسبوا ثقة الناس وتصديقهم لما يقولونه، مع الاستعداد للإنصات  لما يقوله الناس أيضا وما يطرحه بعض المتخصصين من أفكار ومقترحات لتجاوز هذا الوضع الاقتصادى الصعب ومن أجل تهيئة الظروف المناسبة لتحقيق انطلاقة اقتصادية مستدامة.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة