صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


التسول في رمضان.. موسم رواج النصابين

شيماء مصطفى كمال

الجمعة، 22 أبريل 2022 - 02:09 م

- استشاري علاج أسري: يستغلون مواسم الأعياد وشهر رمضان.. والأكثرية من الأطفال وكبار السن

التسول أصبح مهنة من لا عمل له، والجديد هو عمل لمن له عمل أيضا، حيث أصبح التسول مختلف عن ما كنا نراه من قبل، فلم نعد نرى المتسولون فى الشوارع بالملابس المهترئة، وأصحاب عاهات مستديمة، وغيرها من الحيل التى تساعدهم على استعطاف المواطنين، لتقديم المساعدات المادية لهم، أعدادهم فى ازدياد ملحوظ، يرتدون ملابس عادية، يستعطفوا الجمهور بسيناريو درامى يجذب انتباه كل شخص حوله، أيضا يقوم بعض العاملين بعد انتهاء ساعات العمل الرسمية بالجلوس فى أحد الشوارع لاستعطاف الجمهور، وإعطاءه "اللي فى النصيب"، تعددت القصص والسبب واحدُ..

يجلس رجل فى العقد الأربعينى من عمره أمام حديقة الميرلاند أمامه صندوق خشبى ملئ بأكياس طعام ومشروبات، وملابس، وأشياء أخرى، لا يتحدث بكلمة لأحد، ولا يطلب أى شئ، ولكن طريقة جلوسه توحى للمارة بأنه يطلب المساعدة، فكل شخص يعطيه "اللى فى النصيب".

بدأ جلوس هذا الرجل الأربعينى منذ بداية شهر رمضان، واكتشف بعض المارة أن هذا الرجل موظف بأحد الشركات وبعد انتهاء ساعات العمل الرسمية يتجه لهذا المكان الذى اختاره لنفسه، ليجمع حصاد يومه من المواطنين.

من أشكال التسول المستحدثة التى زادت الفترة الماضية، الأشخاص الذين يستقلون المواصلات العامة، ويستجدوا الركاب بسيناريو درامى محبوك، والكثير يصدقونهم، ولكنهم يكررون كلامهم فى نفس المواصلات، ونفس خطوط الأتوبيسات والمينى باصات، وبالتالى الجمهور حفظ وجوههم، ويرفضون إعطاءهم أى مساعدة، وحتى سائقى الأتوبيسات حفظوهم، ولكن يتركوهم.

رجل أربعينى اعتاد على ركوب مينى باصات وأتوبيسات خط مصر الجديدة ومدينة نصر، يقوم بسرد سيناريو يستعطف به الركاب، وهو أن لديه ابنه تحتاج لنقل دم، ويحتاج أى مساعدة، ويستعطف السيدات الذين يحملون أطفالهم، ولكنه فى كامل صحته.

قال أحد الركاب له فى مرة من مرات صعوده لنفس الأتوبيس: "أنت بصحتك روح اشتغل أحسن من انك تشحت، وكمان هو انت كل يوم تطلع نفس الأتوبيس تشحت بنفس الطريقة؟".

وقف شاب فى العقد الثلاثينى من عمره أمام الركاب، يرتدى ملابس عادية، وعندما يصعد للأتوبيس يقوم بمسك الحديد ويتحرك بالقفز بين كل خطوة والأخرى، بدأ حكايته قائلا: "أنا رجلى فيها عجز وعندى بنت 3 شهور محتاجة علاج شهرى، وأنا مش قادر أوفره لها، ومش عارف أكل ولادى فى شهر رمضان، فياريت تساعدونى يا أهل الخير بأى مساعدة بسيطة".

يكرر صعوده بهذه الطريقة فى الأتوبيسات العامة وبنفس السيناريو فى شهر رمضان، وغير هذا الشهر يكون طلبه لعلاج ابنته، وهو عاجز لا يقدر على العمل.

قالت الدكتورة إيمان عبد الله أستاذ علم النفس والعلاج الأسرى إن التسول مهارة وفن، فالمتسولون يقومون بسرد حكايات مأساوية وسيناريوهات درامية تستعطف من حولهم، فضلا عن أن العدد الأكبر ممن يتسولون يحملوا صفة التسول فى المواسم، من أعياد وشهر رمضان وغيرها، والعدد الأكبر فى الأطفال وكبار السن، فالأطفال يتم استأجرهم أو خطفهم، فهم الأكثر فئة استعطافا.

وأضافت أن المتسولون زادوا بشكل ملحوظ فى الشارع المصرى، ولكن شكلهم اختلف عن الشكل التقليدى المتعارف عليه، من ارتداء ملابس قديمة وانتشار عاهات مستديمة فى أنحاء الجسم، مضيفة أن ظاهرة التسول موجودة فى كافة المجتمعات، ولا تتعلق بالفقر أو من عدمه بالدرجة الأولى، فحتى المجتمعات الغنية يوجد لديها متسولون.

وأوضحت أن المتسولون أصبح لديهم جرأة وماء وجههم مكشوف، ولديهم مهارة وحيل عديدة وذكاء كيفية استعطاف الناس والحصول على مبالغ مالية، ويستغلوا الأطفال فى تسولهم، والجمهور أصبح لديه وعى عن "الشحاتين التقليديين"، لذلك لجأوا المتسولون لأساليب جديدة مبتكرة، وأصبح تسولهم يتناسب مع عصر العولمة والتكنولوجيا، وطرقهم الجديدة بها إخفاء تام لذاتهم وكبريائهم، وهذه الطريقة لا تلفت الأنظار عليهم وحماية أنفسهم من المسئولية القانونية.

وأكدت استشارى العلاج الأسرى أن هناك أسباب نفسية لا تنطبق عليهم جميعا، ولكن هناك فئة منهم تعانى من اضطرابات نفسية، وآخرون يلجأون للتسول لضيق العيش.

وهناك أسباب نفسية تدفعهم للتسول منها مشاكل الأسرة سواء فقر أبويهم أو المعاملة السيئة منهم، أيضا هناك أمراض نفسية وعقلية  تجعلهم يتجهوا للتسول منها الاكتئاب المزمن والفصام والخلل العقلى، بالإضافة إلى ممارسة أفعال منافية مثل الاتجار بالمخدرات والادمان والدعارة وغيرها، فالتنشئة المجتمعية والاضطرابات النفسية تساعدهم فى ممارسة الأخطاء، هذا ما أوضحته عبد الله عن المتسولين.

وأضافت قائلة: "فى ناس مهددة فى حياتهم ولا يشعرون بالأمان، لذلك يجدوا فى اقتناء الأشياء التى لا قيمة لها أمان حتى إذا كانوا يحصلون عليها من القمامة فى الشوارع، وتعتبرها حيلة نفسية تعطى لها جزء من الأمان، وهناك من يقتنى الأشياء القيمة". 

وتابعت: "المتسولون يعتبروا من الفئات المهمشة، وعلى الدولة توجيه النظر لهذه الفئة، فأغلبهم سيكوباتين عدوانين على مجتمعهم ولكن بشكل راقِ، ويحصلون على الأموال التى ترضى نفسيتهم عن طريق تسولهم، فالمتسولون لديهم صراعات نفسية عديدة".

اقرأ أيضا| أمن القليوبية يضبط عاطلين لاستغلالهم الأطفال في التسول بشبرا الخيمة

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة