إنتصار دردير
إنتصار دردير


راجعين يا هوى

إنتصار دردير

الجمعة، 22 أبريل 2022 - 05:27 م

يعيدنا مسلسل «راجعين ياهوى» إلى تلك الأيام الخوالى، إلى الليالى الرمضانية التى كانت دراما أسامة أنور عكاشة تفرض حضورها البهيج علينا، بحكاياتها ونجومها وحواراتها المتفردة، من «الشهد والدموع» و«رحلة أبو العلا البشري» إلى «الرايا البيضا» و«ضمير أبلة حكمت»، وأعمال عديدة مهمة أثارت جدلا وحركت كثيراً من الراكد فى مجتمعنا.

يطل علينا الكاتب الراحل مجددا فى رمضان، رغم سنوات الغياب، من خلال مسلسل» يحمل فكره وروحه، كان قد كتبه خصيصا للإذاعة وبثته عام 2003 محطة «نجوم إف إم»، لكنه يعود بصورة مرئية، بحماس كاتب شاب (محمد سليمان عبد المالك) أحد عشاق كتابات أسامة التى شكلت وعى جيل كامل، وقد أراد أن يقدم تحية الى روح الأستاذ، ومن خلال منتج واع «تامر مرتضي» كان لديه شغف لإعادة أعمال أسامة إلى ساحة المنافسة، ونجم يعيش مرحلة توهج فنى «خالد النبوى»، وقد وجد ضالته فى شخصية «بليغ أبو الهنا» التى تحمل كثير من التناقضات، فهى مثالية أحيانا، فوضوية وبوهيمية أحيانا أخري، لكنها محبة للحياة فى كل الأحوال، وقد أداها النبوى بنضج وثقة تجعله فى مقدمة أفضل ممثلى الشاشة فى رمضان.

كثيرون جذبهم المسلسل منذ البداية لاسم عكاشة الذى طالما أيقظت أعماله فينا روح الثقة والتحدي، ومع توالى حلقاته كنا نلمس روح أسامة التى نجح الكاتب فى الحفاظ عليها، وأضاف المخرج محمد سلامة كثيرا من الحيوية باختياره أجمل مواقع القاهرة الفاطمية، من شارع المعز إلى خان الخليلي، وباب الوزير وبيت السحيمي، وقد جعل ممثليه يتألقون فى ادوارهم بعيدا عن مساحة ظهورهم، فى مقدمتهم الفنان الكبيرأحمد بدير بشخصية العم المثقف، وصراع «السلايف» بين وفاء عامر وأنوشكا يعد مباراة فى الأداء بينهما، حضور جميل لهنا شيحة ونور اللتين تتنافسان على قلب بليغ، الفنان طارق عبد العزيز بأداء مميز وحضور لافت، نور النبوى الذى يجمعه العمل ووالده لأول مرة بعدما أثبت حضوره بمفرده فى أعمال ناجحة وآخرها مسلسل «نقل عام».

تحية لهؤلاء جميعا الذين أعادوا اكتشاف عمل لأسامة أنور عكاشة وأتمنى أن تمتد الفكرة لكتابات الكبيرين وحيد حامد ومحفوظ عبد الرحمن، فلدى كل منهما الكثيرمما يستحق إعادة اكتشافه.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة