محمد قناوي
محمد قناوي


إعادة الاعتبار للمؤلف

محمد قناوي

الجمعة، 22 أبريل 2022 - 05:38 م

النص هو أساس العمل الدرامي، فبدون سيناريو قوى ومتماسك لا يوجود لدراما حقيقية، ومصر حققت ريادتها الفنية وفرضت أعمالها الدرامية بفضل اسماء « اسامة أنور عكاشة، ومحفوظ عبد الرحمن ووحيد حامد ومحمد صفاء عامر ويسرى الجندى وكرم النجار ومصطفى محرم «رحمهم الله « ومحمد جلال عبد القوى ومحمد السيد عيد ومجدى صابر وعبد الحميد أبوزيد وعاطف بشاى «متعهم الله بالصحة والعطاء»، ورغم ذلك فإن هؤلاء المؤلفين الكبار صاروا فى آخر اهتمامات منتجى الدراما الذين روج أغلبهم لنجومية الممثلين ذوى الحضور الجمالى الشكلى خاصة، وهمشوا كتّاب السيناريو، معتمدين على ورش كتابة تقدم فى كثير من الاحيان مسخا دراميا دون فكرة أو مضمون، فكانت النتيجة تراجعا فى مستوى كثير من الاعمال الدرامية التى تم تقديمها هذا العام، والاعمال التى حققت نجاحات كبيرة اعتمدت على نصوص لمؤلفيها بعيدا عن تقاليع الورش، أولهم النص البديع الذى كتبه عبد الرحيم كمال «الوريث الشرعى لكبار كُتاب الدراما المصرية» وهومسلسل «جزيرة غمام» الذى احتل المركز الأول بين الدراما التى جرى تقديمها هذا العام جميعا، ومرورا بالسيناريو الذى كتبه محمود حجاج بعنوان» ملف سري» والذى قدم سيناريو متماسكا ومتصاعد البناء الدرامى يُجبر المشاهد على متابعته حلقة بحلقة، وهناك سيناريو «أحلام سعيدة» الذى كتبته هالة خليل بأسلوب كوميدى ساخر تعالج من خلاله قضايا نسائية ومجتمعية، ومسلسل»فاتن أمل حربي» للكاتب ابراهيم عيسي، وهو العمل الذى أثار جدلا منذ حلقاته الأولى بسبب أهمية القضية التى يناقشها، ووصولا الى مسلسل»بطلوع الروح» للسينارسيت محمد هشام عبية والذى بدأ عرضه مع بداية النصف الثانى من رمضان ويناقش قضية مهمة وهى تنظيم داعش الارهابي.

نجحت هذه الاعمال الدرامية وجذبت المشاهد اليها لان كتابها يمتلكون حرفية الكتابة ويؤمنون بما يكتبون ولا يتعاملون مع مهنتهم باعتبارها «أكل عيش» بل هى صناعة وتقويم وتهذيب فكر ووجدان الجمهور وذلك لما للكلمة من تأثير على متلقيها، ويؤمنون أن الفن والإبداع هما عنوان تحضّر الدول وعنوانها الثقافى والقوة الناعمة التى تؤثر فى محيطها الخارجى
أرجو أن تستوعب الجهات الانتاجية الدرس جيدا، وان يعملوا على أن تعود الكتابة لكٌتابها الحقيقيين، فهؤلاء هم من يحتاجهم الوطن .

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة