صورة ارشيفية
صورة ارشيفية


بعثة من الطاقة الذرية تزور محطة تشرنوبل النووية في أوكرانيا 

محمد محمود

الجمعة، 22 أبريل 2022 - 08:20 م

 

أعلنت  الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن زيارة بعثة خبراء من الوكالة لمحطة تشرنوبل للقوى النووية في أوكرانيا الاسبوع المقبل  لتكثيف الجهود من أجل المساعدة في منع خطر وقوع حادث نووي خلال الصراع الحالي بين روسيا وأوكرانيا .

وأوضحت الوكالة في بيان لها اليوم الجمعة أن  فريق موظفي الوكالة المعني بالأمان النووي والأمن النووي والضمانات موجوداً في تشرنوبل اعتباراً من 26 أبريل لتسليم المعدات الحيوية وإجراء التقييمات الإشعاعية وغيرها من التقييمات في الموقع الذي كان تحت سيطرة القوات الروسية لمدة خمسة أسابيع قبل انسحابها في 31 مارس الماضي. 

ومن جانبه قال مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل ماريانو جروسي: "سيكون وجود الوكالة في تشرنوبل ذا أهمية قصوى للأنشطة التي نبذلها لدعم أوكرانيا في سعيها لاستعادة التحكم الرقابي في المحطة ولضمان تشغيلها على نحو مأمون وآمن". وأضاف "وسيتبع هذه البعثة المزيد من بعثات الوكالة إلى هذا المرفق النووي وغيره من المرافق النووية في أوكرانيا في الأسابيع المقبلة."

ويذكر ان المدير العام للوكالة سافر الشهر الماضي إلى موقع نووي رئيسي آخر في أوكرانيا - محطة القوى النووية في جنوب أوكرانيا - لبدء تنفيذ مبادرة المساعدة التي وضعتها الوكالة بهدف الحد من خطر وقوع حادث نووي كبير يمكن أن تكون له عواقب وخيمة على الصحة البشرية والبيئة، في أوكرانيا وخارجها.

ومنذ بداية الصراع في أواخر فبراير، أعرب المدير العام جروسي عن قلقه البالغ إزاء أمان وأمن المرافق النووية الأوكرانية. وشدَّد أيضاً على التزام الوكالة واستعدادها للمساعدة في ضمان التقيُّد بالركائز السبع التي لا غنى عنها للحفاظ على الأمان والأمن.

وعلى مدى الشهرين الماضيين، تعرَّض عدد من هذه الركائز لمخاطر بالغة، بما يشمل السلامة المادية للمرافق، وقدرة موظفي التشغيل على العمل دون التعرُّض لضغوط لا لزوم لها، وإمكانية الحصول على الكهرباء من خارج الموقع. ففي مارس، على سبيل المثال، فقدت محطة تشرنوبل للقوى النووية الاتصالات الخارجية والكهرباء الواردة من خارج الموقع، مما أجبرها على الاعتماد على مولدات الديزل التي تُستخَدم في حالات الطوارئ لعدة أيام.

وستزوِّد الوكالة، خلال أول بعثة من نوعها ستوفدها إلى تشرنوبل، المشغِّل بأنواع مختلفة من معدات رصد الإشعاعات، بما في ذلك أجهزة تحديد النويدات المشِعَّة وأجهزة قياس معدل جرعات أشعة غاما. كما ستزوَّد المحطة بمعدات الوقاية الشخصية.

وقال جروسي: "استناداً إلى قياساتنا العلمية وتقييماتنا التقنية، سنتمكن من فهم الوضع الإشعاعي هناك بشكل أفضل".

وبالإضافة إلى ذلك، سيضطلع خبراء الضمانات بالوكالة بإصلاح النُظُم المركَّبة في الموقع لرصد الضمانات عن بُعد، والتي توقفت في بداية الصراع عن إرسال البيانات إلى مقر الوكالة في فيينا.

ومنذ انسحاب الجيش الروسي من محطة تشرنوبل للقوى النووية، اتخذت أوكرانيا خطوات هامة من أجل التشغيل المأمون والآمن لموقع حادث عام 1986، حيث توجد الآن مرافق مختلفة للتصرف في النفايات المشِعَّة. وقد نفَّذت أوكرانيا أول تناوب للموظفين منذ ثلاثة أسابيع، وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أعادت إقامة الاتصالات المباشرة بين محطة القوى النووية وهيئة الرقابة النووية التي انقطعت لأكثر من شهر.

وحسبما أبلغت أوكرانيا الوكالةَ هذا الأسبوع، فإنَّ الوضع العام في المنطقة المحيطة بالموقع المعروفة باسم المنطقة المحظورة لا يزال صعباً، ويرجع ذلك جزئيًّا إلى الجسور المدمَّرة وأنشطة إزالة الألغام.

وكما فعل المدير العام جروسي في محطة القوى النووية في جنوب أوكرانيا، فإنَّه سيجتمع مع الموظفين في تشرنوبل ليشكرهم شخصيًّا على شجاعتهم وصمودهم وتصميمهم على أداء واجبات عملهم المهمَّة خلال ظروف صعبة للغاية. ونظراً لأنهم لم يكونوا قادرين على العودة إلى منازلهم والاستراحة لعدة أسابيع، عمِل العديد منهم بشكل متواصل في الموقع عندما كانت تسيطر عليه القوات الروسية.

وقال جروسي: "أتطلع إلى أن أكون قادراً على التحدث إلى الموظفين والتعبير عن امتناني العميق لكل ما حققوه خلال هذه الظروف المجهدة والمليئة بالتحديات. لقد مروا بأكثر مما نتخيل، وهم يستحقون احترامنا وإعجابنا الكاملين للحفاظ على أمان وأمن الموقع على الرغم من الوضع المزري".

ووضعت الوكالة، بالتنسيق الوثيق مع أوكرانيا، خططاً مُفصَّلة لمساعدتها في مجال أمان وأمن المواقع النووية في البلد، والتي تشمل خمسة عشر مفاعلاً في أربع محطات، فضلاً عن محطة تشرنوبل للقوى النووية، حيث وقع أسوأ حادث نووي في العالم قبل 36 عاماً، بالضبط في 26 نيسان/أبريل.

وأضاف : "على مدى الشهرين الماضيين، تعرَّض الأمان النووي في أوكرانيا للخطر الشديد في عدة مناسبات. وحتى الآن، تفادينا السيناريو الأسوأ. ولكننا بحاجة إلى تكثيف جهودنا لضمان بقاء الأمر كذلك. وستبذل الوكالة كل ما في وسعها للمساعدة في الحيلولة دون أن يؤدي الصراع أيضاً إلى وقوع حادث نووي، بالإضافة إلى المعاناة الإنسانية الهائلة والدمار الكبير الذي تسبب فيه بالفعل".

وعلى مدى العقود العديدة الماضية، قدَّمت الوكالة الدعم لإخراج محطة تشرنوبل من الخدمة والتصرف في النفايات المشِعَّة والوقود النووي المستهلك في المحطة.

وأضاف جروسي: "تعرف الوكالةُ محطةَ تشرنوبل للقوى النووية معرفة جيدة. وهذه المعرفة المحلية - إلى جانب خبرتنا في مجال الأمان النووي والأمن النووي والضمانات - تعني أنه يمكننا أن نحدِّد بسرعة ما يجب القيام به بالضبط، وكيف وأين".

ومن المتوقع أن يعقد المدير العام مؤتمراً صحفيًّا لدى عودته إلى فيينا يوم الخميس المقبل.
اقرأ أيضا:«الطاقة الذرية»: لا يوجد قرار بشأن اجتماع يضم روسيا وأوكرانيا والوكالة


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة