تهانى رمضان.. لوحات تشكيلية
تهانى رمضان.. لوحات تشكيلية


ذكريات رمضان .. بعيون الفنانيين التشكيليين.. صور وتفاصيل

أخبار الأدب

السبت، 23 أبريل 2022 - 12:51 م

كتبت : منى عبد الكريم 

«رأيتُ الهلالَ ووجهَ الحبيب .. فكانا هلالَينِ عند النَّظرْ/ فلم أدرِ من حيرتى فيهما.. هلالَ الدجى مِن هلال البشرْ/ ولولا التورُّدُ فى الوجنتين وما راعنى من سواد الشَّعَرْ/ لكُنتُ أظن الهلالَ الحبيبَ..وكنتُ أظن الحبيب القمرْ...»


بهذه الأبيات الرقيقة لشاعر الغزل نصر بن أحمد بن نصر بن مأمون البصرى أبو القاسم المعروف «بالخبز أرزى»، وبرفقة إحدى لوحاتها التى صورت من خلالها فتاة جميلة تنظر إلى الهلال، وجهت الفنانة التشكيلية سالى الزينى التهنئة بحلول شهر رمضان الكريم على صفحتها على الفيس بوك.


فلطالما ارتبط شهر رمضان برؤية الهلال، وتعد ليلة رؤية هلال شهر رمضان من الليالى المميزة التى كثيرا ما احتفل بها المصريون، ولذا وجدت الزينى فى لوحتها التى تنتمى لمجموعة «زهرات .. شمس وقمر» ما يتماشى مع الاحتفال بهلال رمضان، وكانت الفنانة قد نفذتها خلال السمبوزيوم الدولى آرتامارسانا فى أغسطس ٢٠٢١ .


وربما كان ارتباط الفنانة سالى الزينى بتوظيف الأهلة والأقمار ممتد فى مشروعها الفنى، إذ تقول: إن توظيف الأقمار والشموس والعصافير ظهر فى أعمالى الفنية منذ فترة مبكرة، ربما منذ أكثر من عشر سنوات، وذلك عندما كنت أعد لأطروحة الدكتوراه تحت عنوان «تصميم الكتاب بين التاريخ والموروث الشعبى.. رؤية معاصرة لخطط المقريزي».

وقد نفذت وقتها أكثر من 15 عملا مستوحى من 30 نص من نصوص المقريزى التى يصف فيها القاهرة الفاطمية، ومن بينها نصوص معنية بالأعياد، والمناسبات ومن بينها رؤية هلال رمضان وهلال العيد.


ويعتمد مشروع الزينى الفنى فى مجمله على الاستلهام من التراث بوجه عام، والموروث الشعبى بشكل خاص لاسيما ذلك النابع من الحكايات الشعبية، بكل تلك الرموز التى تتضمنها ومن بينها العصافير واليمام والشموس والأقمار بوصفها محورا لحواديت الجدات، إذ تحتوى كثير من لوحاتها على تيمة القمر فى حالاته المختلفة التى تتنوع من كونه هلالا وصولا لاكتماله بدرا، وتضيف الزينى إن جانبا من مشروعها الفنى يرتكز على ما ترسب فى الوجدان من أحاديث الجدة حول القمر، وكيف يختفى فى أوقات الخسوف فتغنى له الجدة «يا بنات الحور سيبوا القمر دا القمر مخنوق مدناش خبر».


لم تكن الفنانة سالى الزينى وحدها من قامت بنشر أحد أعمالها التشكيلية لتقديم التهنئة بحلول شهر رمضان الكريم، ففى ظاهرة ارتبطت بوجود مواقع التواصل الاجتماعى وانتشار التهانى على صفحات الفيس بوك والواتس آب وغيرها من التطبيقات الحديثة، قام عدد من الفنانين التشكيليين بمشاركة أعمالهم الفنية لتقديم التهانى بحلول شهر رمضان الكريم، خاصة تلك التى تعكس أجواء الشهر الفضيل، أو التى تسجل بعض عاداته وطقوسه.


إذ نشر الفنان فتحى إدريس على صفحته أحد أعماله التى وظف فيها كذلك الهلال، ليكتب الآية القرآنية « فمن شهد منكم الشهر فليصمه» على شكل الهلال الذى يحلق فى سماء المدينة المليئة بالمآذن والقباب.


أما الفنانة التشكيلية هالة شافعى فقد وجهت التهنئة على صفحتها على الفيس بوك بحلول شهر رمضان بنشر لوحتها «رمضان فى القاهرة» والتى قدمتها بخامة الباستل على الأكريلك، وقد استهلت تهنئتها قائلة «تتزين السموات بقدوم رمضان …اللهم بلغنا شهرك الكريم ببركته وخيره كله ونسماته العطرة وتقبل منا صالح الأعمال».


الفنان عبد العزيز السماحى أعاد نشر لوحته «حارة المصريين» التى تنتمى لمجموعة «روح مصر» والتى يعود تاريخها لعام 2015، والتى قال عنها: رسمت فى تلك اللوحة جو الحارة المصرية فى رمضان.

وكنت أنوى تسميتها «رمضان» لكنى أطلقت عليها فى النهاية اسم «حارة المصريين» مضيفا من خلال تهنئته على الفيس بوك «أحب أقول لكم كلكم بلا استثناء سواء الأصدقاء فى الصفحة أو من خارجها أو فى أى مكان بالعالم ... سوف نتجاوز كل الأحزان والآلام والعقبات ... وكل سنة وأنتم أجمل وأنجح وأصـح وأرقى وأعلى»، وبخلاف تلك اللوحة فإنه يحرص على تقليد يومى بنشر عمل فنى تحت عنوان «كل يوم لوحة بعد الفطار» .


ومن مجموعة أعمال معرضه «فوق الرأس»، والتى رصد الفنان طه القرنى من خلاله العديد من العادات المصرية والمناسبات، اختار قرنى لوحة كعك العيد ليقدم من خلالها تهنئته بقدوم الشهر الكريم. كما احتفت الفنانة نجاة فاروق بزينة رمضان بألوانها المبهجة فى أكثر من عمل من أعمالها.


وبخلاف تلك المشاهد التى ارتبطت بالشارع المصرى فى رمضان، قدم العديد من الفنانين أبطال أعمالهم من الشخصيات التى ارتبطت فى وجداننا بالشهر الكريم، ومنها شخصية الكنفانى اليدوى، التى قدمها أكثر من فنان ومنهم الفنان حسن الشرق، وأيضا الفنان محسن أبو العزم . 


المسحراتى كذلك كان دائما حاضرا بقوة فى ذكرياتنا عن رمضان، وكان أحد الأبطال فى العديد من الأعمال الفنية، إذ نشر الفنان حلمى التونى على صفحته لوحة تصور إحدى بطلاته النسائية تحمل طبلة ليقدم المسحراتى برؤية مختلفة، أما الفنان مصطفى رحمه فقد قدم تهنئته بلوحة قهوة بعد الإفطار التى جلست فيها بطلته بجوارها قطتها لتحتسى القهوة .


وبخلاف نشر الأعمال على صفحات الفيس بوك، قام عدد من الفنانين بتصميم كروت معايدة باستخدام أعمالهم التشكيلية لإرسالها عبر الواتس آب، إذ تلقيت تهنئة من الفنانة مى حشمت الديب بلوحة من أعمالها لفتاة صغيرة تحمل فانوسا، بينما وظفت لينا أسامة فى عملها الحالات المختلفة للهلال وصولا لاكتماله بدرا.


لا شك أن رمضان بكل ملامحه وطقوسه وروحانياته كان ولا يزال ملهما للعديد من الفنانين التشكيليين من مختلف الأجيال، حتى مع تطور التكنولوجيا وانتشار التهانى على الفيس بوك بديلا عن المعايدات التقليدية، فإننا لا نزال نتلمس تلك البهجة التى ارتبطت بطقوس رمضان والتى بدأت تخبو عاما بعد عام، ولا يزال الفنانون يبحثون عن تلك البهجة الرمضانية فى أعمالهم حتى اليوم، حتى لو فى كارت معايدة إليكترونى للتهنئة بشهر رمضان.

اقرأ أيضا | بقلم مصرية يونانية : عن‭ ‬الصوم‭ 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة