خالد الكمار
خالد الكمار


الموسيقار خالد الكمار: «الاختيار» مسئولية.. وموسيقى «فاتن أمل حربى» مصرية خالصة

أخبار النجوم

السبت، 23 أبريل 2022 - 03:14 م

ندى محسن

الموسيقى التصويرية تخطفك معها إلى عالم آخر، وتوحي بمشاعر وأحاسيس قد يعجز اللسان عن وصفها، وبسبب قوتها التعبيرية يُستعان بها في أغلب الأعمال الدرامية والسينمائية، بل في أحيان كثيرة تصبح بطلاً من أبطال العمل، ولا تقل أهميتها عن أي من عناصره .. وفي دراما رمضان هذا العام تتنوع الموسيقى بين الحماسية في “الاختيار ٣”، و “العائدون”، الكلاسيكية في “راجعين يا هوى”، والانسانية في “فاتن أمل حربي”، و”بطلوع الروح” .. في هذا الملف تحدثنا مع عدد من أبرز صُناع الموسيقى التصويرية لدراما رمضان ٢٠٢٢.

 

في البداية.. تضع الموسيقى التصويرية لعملين يحظيان بنسب مشاهدة عالية “الإختيار 3”، و”فاتن أمل حربي” .. كيف لمست ردود الأفعال حول موسيقى العملين؟

سعيد كثيراً بردود الأفعال الإيجابية التي تلقيتها حول العملين من الجمهور، وسعدت أكثر بالكلمات الجميلة التي كتبتها المطربة الكبيرة أنغام في حقي عبر حسابها الشخصي على موقع “تويتر”، والتي عبرت فيها عن إعجابها بموسيقى تتر “الاختيار”، وهي شهادة أعتز بها كثيراً، كما حرصت الفنانة هند صبري على المباركة لي، و”حظي حلو” وأشعر بالفخر باقتران اسمي باثنين من أهم الأعمال الفنية في الموسم الرمضاني الحالي.

 

للعام الثاني على التوالي تضع بصمتك الموسيقية على مسلسل “الاختيار” في جزءه الثالث.. حدثنا عن مراحل تنفيذها؟

في البداية تواصل معي المخرج بيتر ميمي، وقُلت له مُمازحاً “إنت متأكد إننا هنقدر نعمل كدة تاني”، أقصد إنني لم أكن أتعافى من ضغط العمل على موسيقى الجزء الثاني، والذي عُرض في الموسم الرمضاني السابق، لكنه شجعني وأكثر ما أفادنا هو أننا بدأنا العمل مبكراً أي قبل موسم رمضان بأربعة أشهر تقريباً، وهو الوقت الذي أتاح لنا العمل بأريحية دون ضغط حتى إنطلقنا في رحلة العمل، وبدأت بيننا المناقشات والمشاورات حتى توصلنا للشكل الموسيقي النهائي الذي استمع إليه الجمهور، ومازلنا نستكمل بعض اللمسات الموسيقية والفنية حتى الآن.

 

أفهم من كلامك أن إحساسك بالضغط تجاه الجزء الثالث من العمل كان أقل بإعتبارك خُضت التجربة الأصعب خلال العام الماضي؟

بالفعل ضغط العمل كان أقل بحكم أننا بدأنا العمل مُبكراُ كما قُلت، لكن إحساسي بالمسئولية كان أكبر تجاه الجزء الثالث من العمل لإنني كنت على علم ومعرفة بالشخصية الذي يقوم بتجسيدها الفنان ياسر جلال، -وهي شخصية الرئيس عبد الفتاح السيسي-، وهو الأمر الذي كان بمثابة تحدٍ بالنسبة لي، أيضاً إنتابني شعور بالقلق والخوف كون أن العمل يعرض شخصيات وأحداث هامة في تاريخ مصر الحديث.

 

ما الاختلافات الموسيقية بين الجزأين الثاني والثالث؟

الاختلاف الأساسي يكمن في أن موسيقى الجزء الثالث تتسم بطابع الجدية والحزم عن موسيقى الجزء الثاني الذي كانت أقرب إلى الدرامية إلا أن ذلك لم يُقلل من وجود بعض المقطوعات الإنسانية، واعتمدت في موسيقى الجزء الثالث على الآلات الشرقية بشكل أكبر كالناي والقانون والعود “مُطعمة” ببعض الآلات الغربية كالبيانو، وذلك في الموسيقى الداخلية المُصاحبة لمشاهد العمل وتتر النهاية، أما تتر البداية استعنت فيه بالموسيقى الأوركسترالية المُهيبة، أما الجزء الثاني اعتمدت فيه على الموسيقى الأوركسترالية “المُطعمة” ببعض الآلات الشرقية.

 

أيهما الأصعب في التأليف الموسيقى المُصاحبة لمشاهد العمل أم موسيقى تتري البداية والنهاية؟

كلاهما يحملان نفس درجة الصعوبة لكن بشكل مختلف، فمثلاً استقرينا على موسيقى التترات بعد عدة محاولات كثيرة، أما الموسيقى المُصاحبة لمشاهد العمل تكمن صعوبتها في عدد المقطوعات الموسيقية الكثيرة التي قُمت بتأليفها.

ننتقل للحديث عن مسلسل “فاتن أمل حربي” الذي يُجسد معاناة المرأة بعد الطلاق .. كيف كانت كواليس تأليفك للموسيقى التصويرية خاصة أن لك تجربة موسيقية عبرت عن الموضوع ذاته من خلال مسلسل “البحث عن عُلأ” الذي عُرض مؤخراً؟

بالفعل العملان طرحا نفس القضية، لكن كل عمل تناول القضية بزاوية مختلفة تماماً، وكنت متحمساً لأعبر عن الجانب الآخر من القضية بموسيقى مختلفة من خلال “فاتن أمل حربي”، في البداية بدأ المخرج ماندو العدل في سرد القصة والأحداث لي ثُم أرسل إليً بعض الحلقات المُصورة، ومن هنا بدأنا نتحدث حول الاتجاه الموسيقي، فهو كان يريد أن تكون الموسيقى مصرية خالصة، وأرسل لي مشهد من مسلسل “أرابيسك” يُصاحبه موسيقى الكبير عمار الشريعي، وقال لي أنه يُريد أن تكون الموسيقى في هذا الاتجاه خاصة أن أحداث العمل تدور في الأحياء الشعبية البسيطة، فكان لابد أن تعكس الموسيقى هذه البيئة بحذافيرها، إلى أن اتفقنا واستقرينا على النتيجة النهائية التي ظهرت للنور بعد فترة عمل دامت لمدة شهرين.

 

ما الجانب الآخر من القضية الذي تقصده؟

أردت عكس حالة القهر التي تتعرض لها “فاتن” التي تقوم بتجسديها الفنانة نيللي كريم، وعدم استسلامها للواقع المؤلم الذي تعيشه، بل تواجه أحداث وظروف معيشتها بكل قوة وإرادة وعدم إنكسار، فالموسيقى جاءت لتُعبر عن هذه التفاصيل الدقيقة بالاعتماد على الآلات الشرقية كالعود، الناي، الرق، القانون، والدُف.

كيف جاء اختيار الفنانة الفلسطينية ناي البرغوثي لتشارك بصوتها في موسيقى العمل؟

بعدما انتهيت من تأليف موسيقى العمل، أحسست أنه ينقصه عنصر نسائي من أجل إيصال الرسالة للجمهور بشكل أوضح، ولم أجد أنسب من صوت الفلسطينية ناي البرغوثي التي رحبت بالفكرة كثيراً، وأضافت للموسيقى نكهة مُميزة خاصة.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة