باريس سان جيرمان
باريس سان جيرمان


اللقب العاشر ينقذ باريس سان جيرمان من مقصلة المحاسبة

هبة سلامة

السبت، 23 أبريل 2022 - 11:47 م

توج فريق باريس سان جيرمان بلقب الدوري الفرنسي هذا الموسم (2021-2022)، قبل 4 جولات من نهايته.
بطولة الدوري الفرنسي هي اللقب الوحيد الذي خرج به باريس سان جيرمان هذا الموسم، بعد وداع كأس فرنسا في وقت مبكر من الموسم من دور الـ16، فضلا عن إخفاقه الأوروبي بالخروج من نفس الدور في دوري أبطال أوروبا.
حقق باريس إنجازا تاريخيا بوصوله إلى لقبه العاشر في الدوري الفرنسي، ليعادل سانت إيتيان كأكثر الفرق تتويجا باللقب، ومتخطيا غريمه أولمبيك مارسيليا صاحب الـ9 ألقاب.
بالرغم من ذلك فإن الاكتفاء بالدوري أو الألقاب المحلية عموما ليس كافيا لقطاع عريض من مشجعي النادي وإدارته أيضا، في ظل الفشل المتكرر في حصد لقب دوري أبطال أوروبا.
أصبحت شركة قطر للاستثمارات الرياضية في عام 2011، أي بعد 41 عاما تقريبا من تأسيس باريس سان جيرمان، وهي شركة تابعة لصندوق الثروة السيادية القطري، صاحبة أكبر نسبة في النادي، ثم استحوذت عليه بشكل تام في العام التالي.
باريس كان بالفعل أحد أغنى أندية فرنسا، لكنه بعد الاستحواذ القطري بات النادي الأغنى في البلاد، وبين الأغنى على مستوى أوروبا.
بحسب إحصائيات موقع "ترانسفير ماركت"، أنفق باريس سان جيرمان منذ صيف 2011 إلى الآن ملياراً و271 مليون يورو على التعاقدات (1.37 مليار دولار أمريكي)، بخلاف أوجه الإنفاق الأخرى مثل المدربين وخلافه، ضمن مشاريع متعددة لها هدف واحد هو التتويج بلقب دوري أبطال أوروبا.
أسماء لامعة على رأس التعاقدات
دفع باريس 222 مليون يورو في 2017 لضم نيمار من برشلونة، ليجعله أغلى لاعب حتى الآن، وفي نفس العام ضم كيليان مبابي في صفقة بلغت قيمتها 145 مليون يورو.
وقبل نيمار ومبابي ضم سان جيرمان العديد من النجوم باهظي الثمن وعلى رأسهم إدينسون كافاني (64.5 مليون يورو في 2013)، وأنخيل دي ماريا (63 مليون يورو في 2015)، وتياجو سيلفا (42 مليون يورو في 2012).
ومنذ 2011 مر على النادي الباريسي العديد من الأسماء الكبيرة في كرة القدم وعلى رأسهم زلاتان إبراهيموفيتش وجانلويجي بوفون وخافيير باستوري وإيزيكل لافيتزي.
وفي صيف العام الماضي فجّر باريس عدة مفاجآت بضم ليونيل ميسي، قائد برشلونة السابق، وسيرجيو راموس، قائد ريال مدريد السابق، في صفقتين مجانيتين بعد انتهاء عقديهما مع قطبي الكرة الإسبانية، بجانب دفع 66.5 مليون يورو مقابل التعاقد مع أشرف حكيمي.
صفر بطولات
الإنفاق الهائل لباريس سان جيرمان لم يحقق له أي نجاحات أبعد من حدود فرنسا؛ حيث إنه يشارك بانتظام في دوري أبطال أوروبا من موسم 2012-2013 إلى الآن، لكنه لم يتمكن من تحقيق اللقب، وكان أفضل إنجازاته خسارة نهائي نسخة 2019-2020 أمام بايرن ميونخ.
ومنذ بداية الحقبة القطرية حقق باريس لقب الدوري 8 مرات، ولقب كأس فرنسا 6 مرات، ومثلها في كأس رابطة الدوري (أُلغيت في 2020)، بجانب 8 ألقاب في السوبر المحلي، بإجمالي 28 لقباً. 
لعب باريس دور الضحية في واحدة من أغرب نتائج المباريات الإقصائية في تاريخ دوري أبطال أوروبا، حين خرج من ثمن نهائي نسخة 2016-2017 على يد برشلونة بعد فوزه ذهابا (4-0) ثم خسارته (1-6) في الإياب، وهي المباراة التي كانت سببا في انتشار كلمة "ريمونتادا" بين جماهير الكرة.
وبطريقة مشابهة ودع باريس البطولة من نفس الدور هذا الموسم، حيث كان متقدما بنتيجة (2-0) حتى بداية الشوط الثاني من مواجهته مع ريال مدريد، قبل أن يباغته الفريق الملكي بـ3 أهداف ليخسر (2-3) في مجموع المباراتين.
غضب جماهيري
كان السقوط أمام ريال مدريد القشة التي قصمت ظهر البعير بالنسبة لجماهير باريس، التي أبدت استياءها من الفشل الأوروبي المتكرر رغم المبالغ الهائلة التي يتم دفعها سواء للتعاقد مع اللاعبين أو دفع رواتبهم. 
وبعد المباراة نشرت مجموعة "Collectif Ultras Paris" بيانا رسميا قالت فيه: "للأسف تحققت خيبة الأمل غير المقبولة والحتمية التي كنا نخشاها وتوقعناها، كيف يمكنك الحصول على العقلية الانتصارية عندما يبدو أن موسمك يبدأ في فبراير (يقصدون منتصف الموسم) وأنت تلعب في المسابقات المحلية بوتيرة بطيئة".
وأضاف البيان: "كيف يمكنك الحصول على خطة لعب حقيقية في حين أن فريقك ليس سوى مجموعة من النجوم الذين بالكاد يكملون بعضهم البعض؟، وكيف يمكن للمدرب أن يكون الرئيس المحترم لغرفة الملابس في حين أنه من الواضح أنه ليس صانع القرار الحقيقي؟".
أشارت تقارير صحفية قبل عدة أشهر إلى أن غرفة ملابس باريس سان جيرمان تعاني من فوضى عارمة، مما يشير لغياب الاحترافية وأسس المشروع الرياضي الناجح.
كما سلطت صحيفة "ليكيب" الفرنسية الضوء على عدة مواقف غير مسؤولة لبعض لاعبي باريس سان جيرمان، خاصة من "اللوبي اللاتيني" المتمثل في لاعبي أمريكا الجنوبية، وأبرزهم البرازيلي نيمار، الذي خيّب آمال إدارة النادي بسبب تصرفاته غير المسؤولة.
الصحيفة تطرقت لصعوبة التعامل مع المشكلات المتعلقة بحفلات أعياد الميلاد، وحفلات نيمار الصاخبة، وذكرت أيضا أن وجبات الغداء الجماعية ليست إلزامية للاعبي باريس، وهو الأمر الذي فوجئ به المدافع المخضرم سيرجيو راموس بعد وصوله للفريق قادما من ريال مدريد.
وفي أبريل الحالي، قال برنامج "تشيرينجتو" التلفزيوني الإسباني إن الإدارة القطرية لنادي باريس سان جيرمان قررت بيع النادي عقب نهاية كأس العالم 2022.
وأوضح تقرير البرنامج بأن رجل الأعمال القطري ناصر الخليفي، رئيس باريس سان جيرمان، سيرحل أيضا عن النادي، ولن يستمر فيه حال بيعه، ما يشير إلى فشل المشروع الخاص بالنادي.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة