صورة موضوعية
صورة موضوعية


باحثة أثرية تؤكد: «شم النسيم» عيد مصري قديم يعود لـ 2700 سنة قبل الميلاد

محمد طاهر

الأحد، 24 أبريل 2022 - 11:18 م

أكدت الباحثة الأثرية د. مي شريف العناني مفتشة الآثار بالدقهلية أن شم النسيم عيد مصري قديم، احتفل به المصريون القدماء منذ عام ٢٧٠٠ ق.م أي منذ أكثر من ٤٧٠٠ عام. فكلمة "شم" مقتبسة من الكلمة المصرية القديمة "شمو"، وهي أحد فصول السنة في مصر القديمة، والتي تبدأ من منتصف شهر مارس حتى منتصف شهر يوليو، حيث يتم فيه نضج النبات وحصاده، أي بداية الحياة، حيث قسم المصري القديم السنة إلى ثلاثة فصول، وقسم كل فصل إلى أربعة شهور. أي أن كلمة "شم" أصلها "شمو"، وأُضيفت لها بعد ذلك كلمة "النسيم" لارتباط هذا الفصل بإعتدال الجو، وطيب النسيم. 

حسث اعتبر المصريون القدماء عيد «شم النسيم» بعثًا جديدًا للحياة كل عام، تتجدد فيه الكائنات وتزدهر فيه الطبيعة، وكانت الزهور وإنتشار الخضرة تبشر ببداية موسم الحصاد، فكانوا يملأون مخازن الغلال بحصاده، ويقدمون منه في الطقوس الدينية. 

وسجل المصريون القدماء مظاهر الإحتفال بعيد شم النسيم على جدران المقابر، والتي لا يزال المصريين حاليًا يحتفلون بها بنفس الطريقة المصرية القديمة، حيث يبدأ الإحتفال بعيد شم النسيم منذ بزوغ النهار، حيث كانوا يخرجون للتنزه في الحدائق والحقول، وعلى شاطئ النيل، وكانوا يحملون معهم أصناف الطعام المرتبطة بهذه المناسبة، والتي لها مدلول ديني وفكري. 

ومن مظاهر إحتفال المصري القديم بعيد شم النسيم: انه كان على الزوج أن يهدي زوجته زهرة اللوتس رمزًا للحب والجمال مع تمنيه أمنية جميلة يعبر فيها عن إستمرار الحياة. بالإضافة لإحضار البيض وكتابة الأمنيات عليه، ثم وضعه في سلة مصنوعة من سعف النخيل، وذلك لسقوط أشعة الشمس عليه والمتمثلة في المعبود رع، وبالتالي بداية جديدة، وتحقيق الأمنيات. كما تناولوا الأسماك المملحة والتي كانت تخرج من النيل الذي قدسه المصري القديم، والذي كان يرمز للحياة، حيث برعوا  في صناعة الأسماك المملحة، وكان يخصصون لصناعته أماكن أشبه بالورش كما يتضح من نقش في مقبرة الوزير "رخميرع" من الأسرة الثامنة عشرة، كما تشير بردية "إيبرس" الطبية إلى أن السمك المملح كان يوصف للوقاية والعلاج من أمراض حمى الربيع وضربات الشمس. بالإضافة إلى أكل البصل وتعليقه، حيث أن البصل يشفي من الأمراض، ويقضي على السحر والأرواح الشريرة. كما كانوا يأكلون الخس، والذي كان من النباتات المقدسة في مصر القديمة، وارتبط بالمعبود "مين"، كما ذكر فائدته في بردية "إيبرس" الطبية كعلاج لأمراض الجهاز الهضمي. أما الحمص الأخضر فكان يحمل دلالة عقائدية على تجدد الحياة، لأن ثمرة الحمُص عندما تمتليء وتنضج، ترمز بقدوم فترة الربيع، فصل التجدد وازدهار الحياة. 

ونقل المصريون القدماء الإحتفال بعيد "شم النسيم" إلى حضارات الشرق القديم في عهد الملك تحتمس الثالث، كما حمل نفس مفهوم تجدد الحياة وبداية الخلق كل عام في حضارات الشرق القديم، واعتبرته شعوب تلك الحضارات بداية لسنة جديدة لبعث الحياة، كما حدث في الحضارات البابلية والفارسية والفينيقية.

ومن جهتها أكدت الباحثة الأثرية نجلاء فتحى أن الاحتفال بعيد شم النسيم كان يتم بالحدائق وخاصة المساحات الخضراء التى تقع على شاطئ النيل .

وأشارت إلى أن هناك بعض الأطعمه التى تحمل مدلولات دينية وفكرية مرتبطة بالمناسبه مثل :

البيض : وهو رمز الشمس المتجدده ومبعث للحياة وكانوا ينقشون عليها أمانيهم الخاصه للعام الجديد  . 

البصل : وهو رمز الحياه ومازال بعض الأشخاص يعلقوه على الأبواب إلى اليوم لأعتقادهم أنه يطرد الأرواح الشريرة ويمنع دخولها .

الفسيخ المملح : والذى يرمز لتقديس النيل وهو وصفوه للعلاج والوقايه من حمى الربيع وهم يعتقدون أنه كان طعام للنفس .

الحمص الأخضر أو الملانه الخس والذى كان المصريين القدماء يتناولونه فى شم النسيم .

اقرأ ايضا إنفوجراف| خريطة الطقس ليوم شم النسيم الاثنين ٢٥ أبريل

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة