حسن هريدي
حسن هريدي


طرقات 

نار التضخم تحرق وجه العالم 

حسن هريدي

الإثنين، 25 أبريل 2022 - 05:37 م

القلق والخوف هما سيدا الموقف العالمي ، فقد أصيبت الانظمة فى كل بلدان العالم بالارتباك من شراسة أنياب التضخم وارتفاع الأسعار التي تضرب اقتصاديات العالم بلا هوادة .

لم تستطع كل اقتصاديات العالم ان تكتسب سياستها وقوتها الصلابة في الصمود أمام خطر التضخم ، الذي امتلك الشراسة في التهام كل الخطط الاقتصادية للوقوف أمامه ، وأصبح اقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية يعاني من ارتفاع الأسعار بمعدل فاق كل التوقعات وبلغ أعلى معدل له منذ 40 عاما ، وتعالت صيحات الاقتصاديون مطالبين الفيدرالي الأمريكي بزيادة معدل الفائدة لإنقاذ ما يمكن انقاذه .

في حقيقة الأمر ،هم يزيدون عمق الحفرة لهدم اقتصاديات الدول النامية وربما اعلان افلاسها لأسباب عديدة ومضاعفة حجم ديون الولايات المتحدة الأمريكية ثلاث اضعاف الحجم الحالي وهو ما يعني دخول الاقتصاد الأمريكي في نفق مظلم وإنقاذه من مخاطر هذا النفق يحتاج لمعجزة إلهية .

الأمر خرج عن السيطرة وتمدد الخطر ليصيب اقتصاديات الدول الاوربية التي ظنت أنها في مأمن من خطر التضخم وركبت نفس القطار الذي فرضته الولايات المتحدة لأوروبا لتكشف الدول الأوروبية أن القطار يسير بهم إلى الهاوية ولذلك سرعان ما حاولوا القفز منه الواحد تلو الاخر وتمثل ذلك عندما أعلنت الدول الأوروبية عدم قدرتها عن إيجاد البديل للغاز والنفط الروسي وقبلت بعض الدول مغرمة الدفع بالروبل الروسي مقابل النفط والغاز .

وبذلك اكتسب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أرض جديدة عندما نجح في تهوية حبل العقوبات الاقتصادية الغربية ليسمح لنفسه بالقدرة على التنفس وبدأ اقتصاد بلاده التعامل مع العقوبات الاقتصادية وتفريغها من مضمونها الحار على جسد الاقتصاد الروسي ليحولها الى نيران صديقة مع مرور الوقت .

وبذلك استطاع الروس الخروج بالمولود العالمي الجديد من مرحلة "النفاس "بعد الولادة إلى مرحلة الرضاعة واصبحوا ينظرون لأنفسهم متى يبدأون مراسم الاحتفال بالأسبوع الأول لمولودهم ومن يكون مدعوا في الاحتفال ومن يكون خارج  المقصورة العالمية .

تزايدت أوجاع العالم الاقتصادية وأصبح الجسد الاقتصادي العالمي يتألم بشدة واصبحت عيون الشعوب تذرف دموع الجوع والعوز واصبح حكماء الاقتصاد يجربون الخطط داخل معاملهم ومكاتبهم الاقتصادية وفق كل بلد وقدرته الاقتصادية  أملا في النجاة .

كما انطلق وعاظ الاقتصاد يطالبون بتكاتف الجميع لتوفير الغذاء وتعال صوت البنك الدولي وصندوق النقد الدولي والمؤسسات الدولية تبشر بتزايد اقتراب الخطر الداهم على البشرية وأصبح الكل يدور في فلك  الهروب من الخطر  إلى الخطر الاكبر  والتخبط الاقتصادي  ما لم يتم حل النزاعات القائمة وعودة الأمن والسلم العالمي .

وبذلك نجح العابثون في النظام العالمي فرض كلمتهم الجديدة والإتيان بالفتاة المقربة بعد أن ضاقوا ذرعا  من جسد فتاتهم القديمة للبحث عن نشوة جديدة تكسبهم السعادة التي يطلبونها.

وأصبح العالم الآن يمر بلحظات ما بعد ولادة النظام العالمي الجديد ، بعد أن اطمئن أطباء الولادة  الى صرخات الجنين والتطلع إلى ملامحه التي بدأت ترتسم وفق المبادئ العالمية الجديدة ودستوره الجديد.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة