جلال عارف
جلال عارف


فى الصميم

«تويتر».. معركة المال والحرية!

جلال عارف

الثلاثاء، 26 أبريل 2022 - 08:17 م

رغم الحرب والكرب والأزمات العاتية التى تجتاح العالم، فقد نجحت «تويتر» فى سرقة الأضواء بالأمس بعد الصفقة الهامة التى انتقلت فيها ملكيتها إلى أغنى رجل فى العالم «إيلون ماسك» مقابل ٤٤٫٢ مليار دولار فقط لاغير!!


سطوة المال مكنت الرجل من تحويل الموقع الشهير إلى شركة خاصة يملكها وحده. فى شهرين فقط حسم الصفقة..

فى مارس اشترى ٩٪ من أسهم الشركة ليصبح أكبر المساهمين. وعلى الفور أعلن رغبته فى الاستحواذ الكامل على الشركة عارضاً سعراً مرتفعا للسهم أسال لعاب المساهمين.

ورغم رفض مجلس الإدارة للعرض فإنه لم يستطع أن يصمد طويلاً بعد أن أعلن «ماسك» أن المال اللازم لشراء كل الأسهم جاهز، ولم يكن تدبير المبلغ الضخم خلال أيام صعباً على رجل بلغت ثروته ٣٢٠ مليار دولار!


القصة لم تنته، بل لعلها بدأت للتو، والأسئلة حول الصفقة وأهدافها بدأت تنهال. الرجل يقول إنه يريد تطوير «تويتر» وجعلها أكثر ديموقراطية وأوسع انتشاراً، بينما ردود الفعل تمزج بين الاقتصاد والسياسة، وكبار المسئولين حتى الآن فى الشركة يصرخون: إن الديموقراطية فى خطر!


«ماسك» يقول إنه لا يريد الربح بل إصلاح «تويتر» الذى يحبه. لكن البعض يرى أنه قد يستخدم «تويتر»  فى الترويج للعملات المشفرة فى لعبة قد تكون خطيرة على النظام المالى العالمى.


الجانب السياسى قد يكون الأخطر. وهناك خشية فى أمريكا من أن تكون الصفقة مقدمة لسيطرة من «الجمهوريين» على «تويتر»  الذى سبق له منع «ترامب» من استخدامه، مع أن ترامب نفسه قال إنه لن يعود إلى «تويتر»  وسيستخدم الموقع الذى أنشأه لحسابه الخاص. بينما كرر البيت الأبيض موقفه بأن وسائل التواصل الاجتماعى كلها لابد أن تخضع للحساب وأن تسودها الشفافية وأن تبقى بعيدة عن الاحتكار.


المعركة بدأت، والتساؤلات كثيرة وأهمها: كيف يكون موقع التواصل العالمى فى قبضة رجل واحد؟


.. هو يقول إنه سيدعم حرية التعبير، وخصومه يقولون إنه خطر على الديموقراطية. سطوة المال تكسب حتى الآن، لكن معركة «تويتر»  مازالت فى بدايتها!


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة