أسماء سعادة عبدالعاطى - منطقة وعظ كفر الشيخ
أسماء سعادة عبدالعاطى - منطقة وعظ كفر الشيخ


بقلم واعظة.. «لسانك فى رمضان»

الأخبار

الخميس، 28 أبريل 2022 - 10:51 م

بقلم: أسماء سعادة عبدالعاطى - منطقة وعظ كفر الشيخ

اللسان خطره عظيم وضرره جسيم، إن لم يتعاهده الإنسان ويحفظه من فضول الكلام والقيل والقال، فضلًا عن الآفات.. واذا كان الهدف من الصوم هو تحقيق التقوى، فأين التقوى حين تصوم بُطوننا وتعصى جوارحنا؟! إن العين تعصى بالنظر لكل ما هو محرَّم، واللسان بالقول المحرَّم، والأذن بالاستماع للكلام المحرَّم، وإنّا سنُسأل عن جوارحنا «إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا» «الإسراء:36»، وإن سؤال الآخرة أعظم وأشد!.. وحفظ اللسان معناه صونه من المحرمات والفواحش والكلام السيئ والسخرية والغيبة والنميمة والكذب وقول الزور واللغو وسب الناس، وغيرها من آفات اللسان وزلاته..

وقد أكد ديننا الحنيف أهمية حفظ اللسان كواحد من أهم الأعضاء فى الجسم والذى يسهم فى تحديد مصير الإنسان فى الآخرة، فإما جنة يسعد فيها ، كما قال الحبيب--: «من يضمن لى ما بين لحييه ورجليه أضمن له الجنة» (متفق عليه)، وإما نار يتعذب فيها- والعياذ بالله-، فقد سأل معاذ بن جبل- رضى الله عنه- الحبيب - -فقال: «يا رسول الله: وإنا لمؤاخذون بما نتكلم؟» فقال- صلى الله عليه وسلم-: (ثكلتك أمك!! وهل يكب الناس فى النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم) رواه الترمذي».

وليكن لنا القدوة فى سلفنا الصالح وحرصهم على الكلم الطيب ، وملازمتهم الصمت إلا لحاجة خشية الوقوع فى الحرام «ففى الأثر: أن عمر اطَّلع على أبى بكر وهو يضع حصاة فى فيه، يمنع بها نفسه عن الكلام، ويمد لسانه بيده، فقال: ما تصنَعُ يا خليفة رسول الله؟ قال: إنَّ هذا أوردنى الموارد؛ وهذا عَبْدُ اللهِ بن مَسْعُودٍ (رضى الله عنه) أَمْسَكَ لِسانَهُ وخاطَبَهُ قائِلاً : يا لِسانُ قُلْ خَيْرًا تَغْنَمْ واسْكُتْ عَنْ شَرٍّ تَسْلَمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَنْدَم. وقال عبد اللّه بن مسعود- رضى اللّه عنه- أيضا: واللّه الّذى لا إله إلّا هو ما شيء أحوج إلى طول سجن من اللّسان، لذلك كان أحد الصالحين يجلس فى المقابر ولما سئل عن هذا قال: أنا عند أقوام إذا جلست عندهم لا يؤذوننى وإذا غبت عنهم لا يغتابونني.. إن حفظ ألسنتنا ليس فقط من أجل كف أذانا عن المسلمين وأعراضهم وأخبارهم، وإنما فى حفظ اللسان صيانة للدين وحفظ لحسناتنا، فقد جاء عن رسول الله- - : (من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه)»رواه الترمذي».

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة