عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب


شىء من الأمل

شاطر الإخوان !

‬عبدالقادر شهيب

الخميس، 28 أبريل 2022 - 11:14 م

فى عام ٢٠١٢ تفاوضت حكومة الدكتور الجنزورى مع صندوق النقد الدولى للحصول على دعم مالى منه، لكن إدارة الصندوق وقتها طلبت منها طلبا غريبا غير طلباتها المعتادة الخاصة بالالتزام ببرنامج للإصلاح المالى هو الحصول على موافقة خيرت الشاطر النائب الأول.

لمرشد جماعة الإخوان التى كانت تحوز وقتها على الأكثرية فى البرلمان، ولأن الشاطر لم يوافق تعطل الاتفاق وقتها مع الصندوق، وقد برر رفضه بأن حكومة الجنزورى سوف تنفق قرض الصندوق بينما سيكون على الإخوان بعد وصولهم إلى الحكم سداد هذا القرض! 


وهذه الواقعة تكشف بجلاء عن أنه كان  ينظر فى خارج مصر إلى خيرت الشاطر وقتها باعتباره الرجل الأقوى والأكثر نفوذا فى جماعة الإخوان التى كانت تتأهب وقتها للإمساك بحكم البلاد ..

وهذا يمكن أن نستنتجه من وقائع أخرى مختلفة أبرزها ما كشفت عنه أوراق قضية التخابر التى اتهم وأدين فيها قادة الجماعة والتى بينت أن كل من كان  يبغى وقتها إقامة مشروع اقتصادي داخل مصر من رجال الأعمال فى الخارج كان يتصل أولا بخيرت الشاطر ليحصل على موافقته.. كما كشفت أيضا تسجيلات اجتماعات مجلس شورى الجماعة التى تضمنتها أوراق القضية عن أن الشاطر كانت له له هيمنة داخل الجماعة على اتصالاتها الخارجية وامورها الماليةَ..  

ولذلك كانت كلمته مسموعة داخل الجماعة أكثر من كلمة المرشد ذاته، خاصة وأنه كان الشاطر تربطه علاقة تعاون مع محمود عزت الذى كان مسئولا عن الشئون التنظيمية للجماعة ..

ولذلك لم يكن غريبا أن يطلب صندوق النقد الدولى من حكومة الجنزورى وقتها موافقة الشاطر على الاتفاق المصرى معه أولا..

وبذلك صادف التوفيق مسلسل الاختيار فى إبراز دور اللشاطر فى إدارة شئون البلاد خلال رئاسة محمد مرسى للجمهورية،  رغم أنه لم يكن يتولى منصبا رسميا فى الدولة  وقتها لأنه كان الرجل الأهم داخل الجماعة! 


والمثير أن الشاطر حاز هذا النفوذ داخل الجماعة رغم أنه لم ينضم إليها إلا فى منتصف السبعينات وسبقه آخرون من قادة الجماعة مثل محمد بديع ومحمود عزت وعصام  العريان وغريمه أبوالفتوح، بل إنه كان قبلها عضوا فى منظمة الشباب التى أقيمت  فى عهد عبدالناصر خلال الستينات وكان يتبنى أفكارا يسارية متطرفة وقتها حينما شارك  فى مظاهرات الطلبة فى نوفمبر ٦٨ ١٩، مؤكدا بذلك تلاقى اليمين المتطرف واليسار المتطرف معا فى نهاية المطاف! ..

لكن المال الذى سيطر عليه الشاطر هو الذى مكنه من السيطرة على الجماعة وبهذه السيطرة هيمن على البلاد كلها بعد وصولها إلى الحكم.
 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة