الجمعة، 29 أبريل 2022 - 05:19 م

أعادت الحلقة 25 من مسلسل «الاختيار 3» أحداثاً لم تغب أبداً عن الذاكرة، عشتها عن قرب مع وزير ثقافة د. إيناس عبد الدايم أثناء رئاستها لدار الأوبرا خلال حكم الجماعة المحظورة، التى سعت لتغيير هوية مصر الثقافية.

جاء الحوار فى المشهد بين الوزير الإخوانى ورئيسة الأوبرا مثلما حدث فى الواقع كاشفاً عن نواياهم، كان أبرز مافيه القوة التى كانت تتحدث بها د. إيناس، حيث لقنت وزير الجماعة درساً بقولها «الأوبرا هوية من هويات مصر، وفى ظل تنامى التيارات الرجعية والمتشددة، لا أعتقد أن أحدا يوافق على إلغاء الباليه»، كما قالت بحدة «الأوبرا ليست قاعة أفراح نؤجرها بالساعة»، وأنها لا تحتاج أحداً ليدافع عنها، مشيرة إلى أن الذى بنى دار الأوبرا المصرية هو الخديوى إسماعيل عام 1869، معلقة بسخرية «مكنش حسن البنا أتولد وقتها»، وهو المشهد الذى أدته ببراعة الفنانة إسعاد يونس التى اقتربت شكلاً وروحاً من شخصية وزيرة الثقافة مثل كافة الشخصيات التى حققها الاختيار.

تحولت د. إيناس عبد الدايم  إلى رمز للتحدى حين أصدر وزير ثقافة الإخوان قراراً بإقالتها من رئاسة دار الأوبرا، هذا القرار التعسفى لاقى رفضاً واسعاً من المثقفين وفنانى الأوبرا، وخرجت لأجلها احتجاجات أخذت شكلاً شعبياً تضامنا مع «اعتصام المثقفين» الذين شعروا بوجود خطة ممنهجة لتدمير الثقافة والفنون فى مصر، وكان اعتصامهم أحد أبرز احتجاجات ثورة يونيو2013 التى انتهت بإزاحة نظام الإخوان من الحكم.

ودخلت د. إيناس التاريخ من جديد عام 2018 كونها أول امرأة تتولى منصب وزير الثقافة فى مصر، وقد أثبتت جدارتها بالمنصب، بعدما نجحت فى إحداث طفرة فى مختلف مجالات الأنشطة، وركزت اهتماماً خاصاً على الموهوبين من سكان الأقاليم ، للوصول بالثقافة والفنون إلى كل بقعة فى قرى ونجوع مصر، وأحدثها مشروع «سينما الشعب» الذى تقدم خلاله عروضاً لأحدث الأفلام لجمهور غابت عنه السينما  بتذكرة مخفضة (لا تتجاوز أربعين جنيهاً).
لم يكن نجاح الوزيرة فى مهمتها منفصلاً عن النجاح الذى حققته كعازفة فلوت عالمية، تجد سعادتها حين تنفرد بها على المسرح فى عروض الأوركسترا، ولا عن نجاحها كزوجة وأم، وكان ذلك وراء اختيارها ضمن أبرز عشر نساء مصريات فى القرن العشرين.