الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف
الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف


وزير الأوقاف: من علامات قبول الطاعة المداومة عليها والصدقة على ذي الرحم

كرم من الله السيد

السبت، 30 أبريل 2022 - 07:43 م

أكد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، أن أحوال الناس في نهاية الشهر الكريم تتباين؛ فبعضهم والعياذ بالله يراه حملًا ثقيلًا يريد أن يتخلص منه ، فيعُد ما بقي من الدقائق أو الساعات أو الأيام ، وكأنه يريد أن يتخلص من حمل ثقيل عليه، وبعضهم لا يريد لهذا الشهر أن ينتهي من بركاته ورحماته ونفحاته، ومنهم من يجتهد ليغتنم فيه ما بقي من الليالي والأيام والساعات غاية الاغتنام، وقد قالوا في شأن الصلاة: المؤمن في المسجد كالسمك في الماء، كالسمك في الماء حياته فيه.

وأوضح الوزير، أن المنافق في المسجد كالعصفور في القفص، وهكذا الأمر في الصيام ، فمن أحب الصيام وأحب هذا الشهر الكريم يتمنى أن يكون العام  كله رمضان لذا ؛ يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "مَنْ صَامَ رَمَضانَ ثُمَّ أَتَبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كانَ كصِيَامِ الدَّهْرِ" ، فالذي يتبع صيام رمضان بصيام ستة من شوال اتباعًا لسنة الحبيب (صلى الله عليه وسلم) ، فهو متعلق بالصيام ، متعلق بالقيام ، متعلق بقراءة القرآن.

مؤكدًا أن علينا جميعًا في هذه الليالي والأيام أن نبادر إلى مزيد عمل صالح ، فنحن لا نضمن هل سيأتي رمضان آخر ، هل ستأتي علينا العشر الأواخر من رمضان مرة أخرى ، وإن كنا لا نضمن آجالنا ، فعلينا أن نبادر الأعمال الصالحة فيقول الحق (سبحانه وتعالى) : "سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ"  ويقول (سبحانه وتعالى): "ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ "  يقول (سبحانه وتعالى): "إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ" ويقول (سبحانه وتعالى): "وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ"

ولفت الوزير، إلى أن "وَفِي ذَلِكَ" أي: في الخير ،  وقالوا من علامات قبول الطاعة حب الطاعة والمداومة عليها، وأن يتمنى الإنسان الزيادة منها، وأن يتمنى أن لا ينتهي من طاعته ، لأن الإنسان إذا ذاق عرف، ومن عرف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "بادِروا بالأعمالِ سبعًا: هل تنظرون إلا فقرًا مُنسِيًا، أو غنًى مُطغِيًا، أو مرضًا مُفسِدًا، أو هرَمًا مُفنِّدًا أو موتًا مُجهِزًا، أو الدَّجَّالَ فشرٌّ غائبٌ يُنتَظرُ، أو السَّاعةُ فالسَّاعةُ أدهى وأمرُّ".

وتابع الوزير:"أنت الآن صحيح تستطيع أن تقوم وأن تتعبد ، فلا تدري ماذا سيكون لك فإذا انتظم الإنسان مثلا على القيام بالليل ثم أصابته علة صحية كتب الله له بها جزاء ما كان يعمل صحيحًا طالما أن النية قائمة لله (عز وجل) ، وأنك كنت حريصًا على الطاعة لأنك كنت تعمل وأنت صحيح، يقول (صلى الله عليه وسلم): "بادِروا بالأعمالِ سبعًا: هل تنظرون إلا فقرًا مُنسِيًا ، أو غنًى مُطغِيًا ، أو مرضًا مُفسِدًا ، أو هرَمًا مُفنِّدًا أو موتًا مُجهِزًا ، أو الدَّجَّالَ فشرٌّ غائبٌ يُنتَظرُ ، أو السَّاعةُ فالسَّاعةُ أدهى وأمرُّ" ، و "موتًا مُجهِزًا" ، وهو موت الفجأة يأتي فجأة فلا يستطيع أن يعيد حساباته ، وقال نبينا (صلى الله عليه وسلم): "اغتنِمْ خمسًا قبل خمسٍ : شبابَك قبل هَرَمِك ، وصِحَّتَك قبل سَقَمِك ، وغناك قبل فقرِك ، وفراغَك قبل شُغلِك ، وحياتَك قبل موتِك" ، أنت الآن تستطيع أن تقوم الليل ، وأن تتعبد ، وأن تصوم ، لا تدري ماذا سيكون بعد ذلك ، "وصِحَّتَك قبل سَقَمِك ، وغناك قبل فقرِك" إن كنت غنيًّا فبادر بالصدقات وأكثر منها ، فعلى الإنسان أن يبادر ، وأن يسابق في هذه الأيام ، أمامك فرصة للقيام فقم ، وأمامك فرصة للعلم فتزود منه ، وأمامك فرصة للصدقة فتصدق.
مضيفًا أن هذه الأيام تضاعف فيها الصدقات ونحن على مقربة من العيد ، وقد علمنا النبي (صلى الله عليه وسلم) أن نكثر من الصدقات في هذه الأيام ، وأن نغني الفقراء فقال : أغنوهم في هذا اليوم ، فمن كان عنده بقية من زكاة أخرجها في شهر تتضاعف فيه الحسنات ، فمن أدى فيه نافلة كان كمن أدى فريضة فيمن سواه ، ومن أدَّى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيمن سواه والصدقات والاحسان وصلة الأرحام وصدقة الفطر ، بل لا تقف عند حدود صدقة الفطر بل وسع بما وسع الله عليك ، وأنت قُبيل العيد أو في أيام العيد بادر أيضا بصلة الأرحام إياك أن تقطع رحما في هذه الأيام ، ففي الحديث القدسي يقول رب العزة: "أنا الرَّحمنُ خلَقْتُ الرَّحِمَ وشقَقْتُ لها اسمًا مِن اسمي فمَن وصَلها وصَلْتُه ومَن قطَعها بَتَتُّه" اقرؤا إن شئتم قول الله تعالى: "فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا" ، وصلة الرحم تكون بالسؤال عنهم بعيادة مريضهم بالإحسان إليهم بمواساتهم في أي شيء وإن كنت غنيا وكان لك من ذوي الأرحام من فقراء فالصدقة على المسكين صدقة وعلى ذي الرحم صدقة وصلة ، ودرهم تنفقه على أهلك فهو في سبيل الله فما بالك إن كان على ذوي رحمك من المحتاجين ، صلة ذوي الرحم على الأغنياء تكون بالإحسان اليهم ولنا في رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وفي أصحابه أسوة حسنة في المسابقة في الخيرات "عندما دعا يومًا إلى الصدقة يقول سيدنا عمر بن الخطاب وافق ذلك مالا عندي فقلتُ: اليوم أسبقُ أبا بكر إن سبقتُه يومًا ، قال: فجئتُ بنصف مالي، وكان عنده في هذه اللحظة مالٌ كبير وظن أنه لن يسبقه في ذلك أحد  فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : "ما أبقيتَ لأهلك؟"، قلت: مثله، وأتى أبو بكر بكل ما عنده، فقال: "يا أبا بكر، ما أبقيتَ لأهلِكَ؟"، قال: أبقيتُ لهم الله ورسوله، قلتُ: والله لا أسبقه إلى شيء أبدًا" ، فنافِس وسابِق في الخيرات ما دمت في فسحة، فالصحة قد يفجأها المرض والقوة قد يعتريها الوهن والشباب تعقبه الشيخوخة والمال قد يعتريه ما يعتريه والدنيا لا تدوم على حال وما تقدمه اليوم تجده غدًا وتجده في دنياك وفي آخرتك ففي مجال الإنفاق يقول النبي (صلى الله عليه وسلم): "ما من يوما إلا ينادي ملكان يقول أحدهم اللهم أعطي منفقا خلفا ويقول الآخر اللهم أعطي ممسكا تلفا" ومن أهم أبواب الخير التي ندعو إليها هذه الأيام مع قيام الليل وحسن الصيام وقراءة القرآن ومدارسة العلم ندعو إلى مزيد من التراحم والصدقات اغنوا الفقراء و المساكين في هذه الأيام حصنوا أموالكم بالزكاة حصنوا أموالكم بالصدقة قدموا لأنفسكم تجدوه غدًا خير الصدقة أن تصدق أنت صحيح شحيح ترجوا الغنى وتخشى الفقر لا أن تنتظر حتى إذا بلغت الحلقوم قلت لفلان كذا ولفلان كذا ، بادر وأنت تستطيع أحسن يحسن الله إليك أنفق ينفق عليك  يقول سبحانه: "هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ" ، ويقول سبحانه: "لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ"، ففي هذه الأيام نحتاج إلى التراحم ، إلى التكافل ، إلى إغناء  الفقراء والمساكين عن السؤال في يوم العيد ، وذلك لا يكون ولا يتأتى إلا بالإكثار من الصدقات ، وإخراج الزكاة والإحسان والإنفاق عليهم هذه الأيام حتى نغنيهم عن السؤال ابتغاء مرضاة الله ، أسأل الله أن يوفقني وإياكم إلى كل خير.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة