الموت رعبًا مقابل التريند
الموت رعبًا مقابل التريند


الموت رعبًا مقابل التريندl النيابة تتدخل عندما تتراجع الأسرة

أخبار الحوادث

الأحد، 01 مايو 2022 - 01:25 م

كتبت: منى ربيع

لم يتراجع فقط الدور التربوي للأب داخل الأسرة؛ فغياب القدوة والسلطة الأبوية أدى ببعض الأبناء إلى التمرد والإتيان بأفعال تسبب الأذى والضرر للغير، أيضًا كما تراجع دور المدرسة في غرس القيم واحترام الكبير بنفوس الصغار؛ في الوقت الذي اتجه فيه الأبناء لمواقع التواصل الاجتماعى يكتسبون منها مايناسب أهدافهم التي عصفت بهم في تيار جارف، لتكون النتيجة ظهور بعض النماذج للأبناء بلا أخلاق أو وعي أو قيم، لا يقدرون كبيرهم أو يساعدون صغيرهم، أهم شيء لديهم هو «التريند» وكيف ينالون الشهرة فقط.

 

أصبح مثلهم الأعلى هم «البلوجر» او المشاهير على مواقع السوشيال ميديا الذين يفتحون كاميراتهم ليل نهار ليرصدوا لهم حياتهم وتعاملاتهم؛ ليظهر لدينا جيل جديد نستطيع أن نطلق عليهم، مجانين السوشيال ميديا همهم الأول هوالشهرة والتريند، يقومون بالتقليد الأعمى حتى لو كان ذلك على حساب حياة آخرين؛ كما حدث في الاسماعيلية الأيام الماضية عندما قام بعض الصبية بإلقاء أكياس من الماء على أحد المواطنين على سبيل «الهزار» لتكون النتيجة وفاته فزعًا، والنيابة العامة أصدرت قرارها بحبسهم، لتتدخل النيابة العامة لتوجيه رسائل شديدة اللهجة للأسرة تؤكد لهم تصديَها الدائمَ بكلِّ حزمٍ وحسْمٍ لمثل هذه الأفعالِ الصِّبيانيَّة غير المسئولة، والتي تدخلُ في دائرةِ التجريمِ.

 

«اخبار الحوادث» وهي تحكي التفاصيل الكاملة لواقعة أكياس المياه التي ألقاها صبية على رجل كبير بقصد السخرية والمزاح لتصوير فيديو ونشره علي مواقع التواصل الاجتماعي، فسقط المجني عليه قتيلًا خلال محاولة اللحاق بهم وإمساكهم، تفتح ملف هذه الجريمة بسبب سوء التربية وتراجع دور الاسرة؛وتدخل النيابة العامة بتوجيه رسائلها لأولياء الأمور لغرس القيم والاخلاق فيهم، كما إننا طرحنا الامر على رجال القانون وعلماء النفس والاجتماع ونواب البرلمان وكان هذا التحقيق في السطور التالية.

 

محكمة الجنايات تناشد المشرع تغليظ العقوبة

بيان النيابة بعد واقعة أطفال الإسماعيلية الذين ألقوا أكياس المياه على مواطن فتسببوا نتيجة لفعلهم غير المسؤول في وفاته، لم يكن يحمل فقط الوصف القانوني للتهمة على نحو يبين كافة العناصر التي يشتمل عليها النموذج القانوني للجريمة؛ وإنما أيضًا تعطي درسًا لأولياء الأمور في الأخلاق وغرس القيم في نفوس الأبناء.

 

بلا شك سيطرت حالة من الحزن والغضب على مواقع التواصل الاجتماعي بعد واقعة وفاة أحد المواطنين بالإسماعيلية؛ نتيجة «هزار سخيف» ارتكبها خمسة من الصبية تتراوح أعمارهم ما بين الخامسة عشر والثامنة عشر وشعوره بالإهانة منهم ومحاولته توبيخه لهم بعد إلقائهم أكياس من المياه عليه وعلى المارة لتقرر النيابة العامة حبسهم أربعة أيام احتياطيًّا على ذمة التحقيق معهم بعد أن وجهت لهم عدة جرائم وهي؛  جريمة ضرب المجني عليه هشام زكريا عمدًا مما أفضى إلى موته، واستعراضهم القوة واستخدامها ضدَّه بقصد إلحاق الأذى به؛ مما أدى لتكدير أمنه وسكينته وطمأنينته وتعريض حياته وسلامته للخطر والمساس باعتباره.

 

وجاء قرار حبس المتهمين بعد تقديم بلاغ بوفاة المجني عليه بالإسماعيلية بسبب انفعاله بعدما أَلقَى نحوه المتهمون أكياسًا مملوءة بالمياه، وذلك تزامنًا مع ما رصدته وحدة الرصد والتحليل بإدارة البيان بمكتب النائب العام من تداولٍ واسعٍ لأخبارٍ حول الواقعة بمواقع التواصل الاجتماعي، فتولت النيابة العامة التحقيقات، وسألت رفيقَ المتوفَّى وقتَ الواقعة، واستجوبت الصِّبية الخمسة مرتكبي الجريمة، وتوصلت من حاصل التحقيقات إلى اتفاق الخمسة المذكورين على إلقاء أكياس بلاستيك ممتلئة بالمياه على المارَّة بدافع المزاح، إذ ألقى أحدهم كيسًا مما أعدُّوا صَوْبَ المتوفَّى حالَ جلوسِهِ بأحد المقاهي بالإسماعيلية، فأصاب وجهه، مما دعاه لتوبيخِهم والعَدْوِ خلفهم، ولكنه سقط أرضًا أثناءَ عدوه، ونُقِلَ للمستشفى حيث تُوفي، وقد أكدت تحريات الشرطة صحةَ تلك الرواية المتواترة في التحقيقات.

 

وندبت النيابة العامة مصلحة الطب الشرعي لإجراء الصفة التشريحية على جثمان المتوفى بيانًا لسبب وفاته، وعلاقة السببية بين أفعال المتهمين ووفاة المجني عليه، وجارٍ استكمال التحقيقات، لم ينته بيان النيابةُ العامة برئاسة المستشار حماده الصاوي النائب العام عند حبس المتهمين بل وجهت النيابة العامة بعض الرسائل للأسرة حتى لا يتكرر ذلك المشهد مؤكدة تصديَها الدائمَ بكلِّ حزمٍ وحسْمٍ لمثل هذه الأفعالِ الصِّبيانيَّة غير المسئولة، والتي تدخلُ في دائرةِ التجريمِ، وتخرجُ تمامًا عن قيَمِ وتقاليدِ المجتمع المصري الذي نشأ على توقير الكبير واحترامه، وإعطائه قدرَهُ وإعلاءَ مقامه، مؤكدةً أنَّ حداثةَ العمر، والِادّعاءَ بإتيانِ مثل هذا السلوك على سبيل المزاح ليس مبررًا للتعدي، ولا عذرًا لسوء الأخلاق، وأهابت النيابة العامة بأولياءِ الأمور الذين تقع على عاتقهم مسئوليةُ ترسيخِ هذه المبادئ والقيم في نفوس أبنائهم ألَّا يُهملوهم، وأنْ يُحسنوا إليهم بغرسِ القيم المنضبطة، والتقاليد الأصيلة في نفوسهم، كما نقلها إليهم آباؤُهم وورثوها عنهم، حتى تمنعهم نفوسهم السَّوية من ارتكاب أي سلوكيات منحرفة أو عادات مستغربة.

لطمة الموت

لم يكن ذلك الحادث هو الوحيد؛ فمنذ عدة أشهر كانت هناك قضية شهدتها محكمة جنايات الجيزة راح ضحيتها مهندس بسبب صفعه على وجهه من قبل آخر حيث لم يتحمل إهانته ليسقط ارضًا لافظًا انفاسه امام أسرته وأبنائه، وعلى الرغم من أنها لم تخرج عن كونها مشاجرة بين شخصين تحدث في شوارعنا كل يوم، لكن ما يميزها عن غيرها أن المجني عليه فيها لم يتحمل اﻹهانة والسب أمام أسرته الصغيرة؛ فلقي مصرعه في الحال بعد أن صفعه الجاني الذي لم يوقر سن أو هيبة، رب الأسرة ليسقط أمام أسرته في لحظة بعد أن لطمه هذا الشاب على وجهه وسط ذهول المارة.

 

المجني عليه في تلك القضية يدعى  بلال، رجل فى العقد الخامس من عمره، مهندس زراعي هو رب أسرة صغيرة مكونة من زوجة وابنة فى السادسة عشرة من عمرها، معروف بين أهل منطقته بالطيبة والخلق الحسن، في أحد اﻷيام وهو يغادر منزله لزيارة أحد أقاربه بصحبة أسرته الصغيرة  في منطقة امبابة، استقلوا سيارتهم، كان كل شيء يسير على مايرام، حتى فوجئ المهندس بلال بإحدى سيارات الميكروباص يطلق «كلكس» السيارة بشكل مزعج لكي يمر من جانبه، انزعج المهندس بلال من تصرف ذلك السائق الارعن لأنه لم يكن مخطئًا، حيث أنه يسير فى حارته المرورية، لكن سائق الميكروباص يصر المرور دون احترام ومراعاة أصول القيادة؛ أخرج المهندس الخمسيني بلال رأسه من نافذة سيارته، يطلب من سائق الميكروباص، لكنه فوجئ بذلك السائق صغير السن يسير بسرعة جنونية لاتسمح بها المنطقة التي يسيرون بها ثم يصعد على الرصيف ليسبقه وفجأة اعترض طريقه.

 

شعرت الزوجة بالخوف من ذلك المشهد وشعرت كأنها فى فيلم سينمائي، حاول بلال طمأنتها هي وابنته لكنه لم ينجح في ذلك لأنه كان متوترًا جدا من هذا المشهد فهو رجل خلوق لايعرف المشاجرات ولا يعرف حتى كيف يتشاجر، فوجئ بلال بذلك السائق الأرعن ينزل من سيارته الميكروباص المتهالكة ويتجه نحوه بطريقة لدرجة انه لم يسعفه الوقت للنزول من سيارته، وجاء ذلك المتهور وأخذ يسبه بألفاظ نابية، وبلال يرد عليه بمنتهى اﻷدب مؤكدًا له أنه لم يخطئ وأنه هو الذي أخطأ في حقه ، وعليه أن يتوقف عن توجيه السباب له. 

 

ليفاجأ به وهو يضرب زجاج سيارته بحجر ويحطمه ولم يحترم وجود نساء معه في السيارة، نزل بلال من السيارة وهو مصدوم مما يراه أمامه فهو لم يفعل شيئًا لذلك السائق، تجمع المارة لكنهم لم يستطيعوا حماية المهندس بلال من أيدي ذلك الشاب المتهور عديم الأخلاق، والذي هددهم جميعًا ألا يقتربوا منه، وجذب بلال من ملابسه بطريقة غير آدمية ثم صفعه على وجهه، في تلك اللحظة تدخل المارة وحاولوا انقاذ الرجل من ايدي ذلك الشاب الذي لم يحترم أحدا، كل ذلك المشهد لم يستغرق سوى دقائق قليلة، الزوجة والابنة أخذتا تصرخان وتبكيان من هول مايحدث لبلال فهما لم تعتادا على رؤية ذلك المشهد.

 

نجح المارة في إنقاذ بلال من أيدي ذلك الشاب، وفي تلك اللحظة نظر بلال لابنته وزوجته نظرة شعر معها بالضعف وكأنه يقول لهما سامحاني والدموع تملأ عينيه، وفجأة سقط أرضًا والدماء تخرج من فمه وأنفه، انهارت الزوجة والابنة وهما يلقيان بأجسادهما على بلال محاولين إفاقته لكن بعد فوات الآوان؛ فالأب لم يتحمل إهانته أمام زوجته وابنته وكذلك جرح كرامته وقرر الخروج من الدنيا بأكملها، وعندما اكتشفت الزوجة أن زوجها فارق الحياة أمسكت بملابس ذلك السائق وهي تصرخ فيه انت اللى قتلته وهو في ذهول غير مصدق أن لطمة الوجه جعلته قاتلا.

 

طلبت من المارة أن يطلبوا النجدة ومساعدتها فى نقل زوجها ﻷقرب مستشفى، وبالفعل جاءت الشرطة وتم القبض على السائق ونقلت جثة المهندس بلال الى المستشفى، وكان تقرير الوفاة أنه لقي مصرعه نتيجة صدمة عصبية أدت إلى ارتفاع بضغط الدم ونزيف بالمخ، المتهم أحيل الى نيابة إمبابة التى قررت حبسه اربعة ايام ومن ثم التجديد له بمعرفة قاضي المعارضات ليقرر بعدها المحامي العام لنيابات شمال الجيزة بإحالة المتهم إلى المحاكمة الجنائية العاجلة.

 

وأمام محكمة جنايات الجيزة وبرئاسة المستشار محمد عبد اللطيف، وعضوية المستشارين ابراهيم عبد الخالق، وخالد الشباسي، مثل المتهم في القفص، وطالبت اسرة المهندس بلال بحقه وبعد عدة جلسات أصدرت المحكمة حكمها بسجن السائق ١٠ سنوات، قالت المحكمة في حيثيات حكمها؛ إنها أوقعت بالمتهم أقصى عقوبة في حالته حيث أحالته النيابة بتهمة ضرب أفضى إلى موت وكذلك عدة جنح مرورية منها القيادة بدون رخصة والاتلاف، وناشدت المحكمة المشرع بالتدخل لتغليظ العقوبة بصورة عاجلة، وطالبت وزارة الداخلية بتوفير الانتشار اﻷمني المروري المكثف بالشوارع والميادين وضبط المخالفات والاشتباكات المرورية والسير المتعمد عكس الاتجاه.

 

المستشار عبد الستار إمام: 5 تهم تواجه المتهمين

ماذا يقول رجال القضاء أمام هذه الجريمة التي تحدث من وقت لآخر خاصة بعد أن اجتاحت السوشيال ميديا لغة جديدة وهي التريند وفي مقابل هذا تقع الجرائم التي يرتكبها صبية أو شباب.

 

أكد المستشار عبد الستار امام رئيس الاستئناف السابق؛ أن هناك عدة جهات تسهم في تربية الأبناء تبدأ بالمنزل، ويسهم فيها المدرسة والعائلة والاصدقاء والاعلام فيما يبثه، فيجب على كل جهة أن تعرف الدور الذي تقوم به حتى يخرج جيل يفهم جيدا قيمة الوطن والمؤسسات ويفيد بلده؛ فالحادث الأخير وغيره من حوادث مشابهة، له ظروفه القانونية الخاصة حيث وجهت لهم النيابة العامة عدة تهم ضرب افضى إلى موت،واستعراضهم القوة واستخدامها ضد المجني عليه، بقصد إلحاق الأذى به؛ مما أدى لتكدير أمنه وسكينته وطمأنينته، وتعريض حياته وسلامته للخطر والمساس باعتباره، وكل اتهام منهم له عقوبته وفي النهاية ستحكم المحكمة بما تراه.

 

استعراض قوة

فيما أكد مصدر قضائي؛ أنه بالنسبة لاتهام تكدير السلم الشخصي فهذا جزء من اركان جريمة البلطجة حيث يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سنة كل من قام بنفسه أو بواسطة الغير باستعراض القوة أو التلويح بالعنف أو التهديد بأيهما أو استخدامه ضد المجني عليه أو مع زوجه أو أحد أصوله أو فروعه، وذلك بقصد ترويعه أو التخويف بإلحاق أي أذى مادي أو معنوي به أو الإضرار بممتلكاته أو سلب ماله أو الحصول على منفعة منه أو التأثير في إرادته لفرض السطوة عليه أو إرغامه على القيام بعمل أو حمله على الامتناع عنه أو لتعطيل تنفيذ القوانين أو التشريعات أو مقاومة السلطات أو منع تنفيذ الأحكام، أو الأوامر أو الإجراءات القضائية واجبة التنفيذ أو تكدير الأمن أو السكينة العامة، متى كان من شأن ذلك الفعل أو التهديد بإلقاء الرعب في نفس المجني عليه أو تكدير أمنه أو سكينته أو طمأنينته أو تعريض حياته أو سلامته للخطر أو إلحاق الضرر بشيء من ممتلكاته أو مصالحه أو المساس بحريته الشخصية أو شرفه أو اعتباره.

 

وتكون العقوبة الحبس مدة لا تقل عن سنتين ولا تجاوز خمس سنوات إذا وقع الفعل من شخصين فأكثر، أو باصطحاب حيوان يثير الذعر، أو بحمل أية أسلحة أو عصي أو آلات أو أدوات أو مواد حارقة أو كاوية أو غازية أو مخدرات أو منومة أو أية مواد أخرى ضارة، أو إذا وقع الفعل على أنثى، أو على من لم يبلغ ثماني عشرة سنة ميلادية كاملة، ويقضي في جميع الأحوال بوضع المحكوم عليه تحت مراقبة الشرطة مدة مساوية لمدة العقوبة المحكوم بها؛ مضيفًا أن هناك عدة جرائم استحدثت على مجتمعنا منها التنمر والسخرية من الآخر والتى حددت عقوبته المادة «٣٠٩ مكرر ب» من قانون العقوبات، ويأتى تحت بند التنمر كل قول أو استعراض قوة أو سيطرة للجاني أو استغلال ضعف للمجني عليه أو لحالة يعتقد الجاني أنها تسئ للمجني عليه كالجنس أو العرق أو الدين أو الأوصاف البدنية أو الحالة الصحية أو العقلية أو المستوى الاجتماعي بقصد تخويفه.

البحث عن الشهرة مقابل الأخلاق

طبيعي أن نسأل أساتذة الطب النفسي والاجتماع عن هذه الجريمة الغريبة عن مجتمعنا، كيف يرونها؟!، وما تحليلهم لها؟!، والعلاج قبل أن تتحول لظاهرة مزعجة للمجتمع؟!

يقول الدكتور يسرى عبد المحسن استاذ الطب النفسي؛ ان المشكلة هنا تبدأ من الأسرة، للاسف هؤلاء الصبية نجد لديهم العوامل التربوية ناقصة ولم يتم تنشئتهم على أسس أخلاقية ومن هنا تضيع القدوة، لذا يجب أن نعود لما تربينا عليه جميعًا وهو احترام الكبير والتوجه إليه بالشكوى؛ وفي هذا الحادث وغيره يغيب دور الأخصائي الاجتماعى والنفسي والذي يجب أن يعود دورهم وبقوة داخل المدارس.

 

 فيما أكدت الدكتورة إنشاد عز الدين استاذ علم الاجتماع الاسري قائلة: لو نظرنا إلى ما كانت الأسرة عليه في الماضي والحاضر سنعرف اين المشكلة؟!، فالأب والام اصبح كل واحد منهما يلهث ويجري وراء لقمة العيش ومعها تراجع دور الأسرة والعائلة الكبيرة، كنا نجد الجد والجدة والعم والخال يتدخلون في تربية الأبناء، لو الام مشغولة، فالجدة موجودة وحازمة، ولو الاب مشغول نجد العم يقوم بدور المتابع لأولاد اخيه، فقديما كانت تسمى الاسرة الممتدة، وقديمًا كنا نعود من المدارس نجد الاب والام ونجتمع جميعًا على مائدة الطعام نتحدث عن كل امور حياتنا، أما الآن نجد  الاب يعمل  فترتين، والام ايضا منشغلة في العمل وكل ذلك حتى يعيشون حياة افضل ويوفرون لأولادهم كل شيء.

 

واستكملت د. انشاد حديثها قائلة: وكانت للأسرة  قديمًا دورها الرقابي والإرشادي،  فالطريق دائمًا يبدأ بالأسرة التي تعمل اكثر من طاقتها ومع هذا اللهاث تراجع دورهم التربوي وهذا غير مطلوب واصبح يستمدون خبراتهم من السوشيال ميديا واصدقاءهم، ونحن هنا نحلل ظاهرة اجتماعية تناسب شريحة عمرية محددة وهي شريحة المراهقين، فلا نريد أن نقول أن شبابنا كلهم لديهم نفس المشكلات، ولكن لابد أن نناشد المجتمع بأسره والابناء والامهات، أن يقوم بالدور التربوي المطلوب منه، ولابد أن اقدم بعض التنازلات حتى أهتم بتربية أبنائي الذين هم اهم من كنوز الدنيا.

 

النائبة منى عبد العاطي:  تفعيل دور الأخصائي النفسي داخل المدرسة

تقول النائبة منى عبد العاطى وكيل لجنة التعليم والبحث العلمي بالبرلمان، إن السبب الأساسي في تلك الوقائع هى الأسرة والام في الأساس التى يقع عليها التربية بجانب المدرسة.

 

وأكدت، أنه يجب تفعيل دور الأخصائيين النفسيين والاجتماعيين ويتم تدريبهم جيدًا على التعامل مع الطلبة في مثل هذا العمر، طبقا للمتغيرات التى تحدث في المجتمع حتى يكونوا على كفاءة عالية، حيث أن البعض منهم ليسوا على المستوى المطلوب، لان هناك تأثيرًا كبيرًا للعالم الافتراضي على الطلاب؛ مضيفًا أنها ترى أن مايحدث مجرد وقائع فردية ولا يجب تعميمها، وأن السبب الأساسى في وصول هؤلاء إلى تلك المرحلة من العنف هو الاسرة ويجب أن تعود لدورها في تنشئة اولادهم  تنشئة سليمة على القيم والاخلاق ومراقبة تصرفاتهم.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة