محمد بركات
محمد بركات


بدون تردد

شعارات ومبادئ خادعة «1-2»

محمد بركات

الإثنين، 02 مايو 2022 - 05:33 م

العالم هذه الأيام مليء بالعجائب والغرائب والمتناقضات والأكاذيب أيضا، ففى الوقت الذى يرفع فيه البعض لواء الشعارات البراقة والمبادئ السامية، ويعلنون تمسكهم بها والتزامهم الذى لا يحيد عنها سلوكا ومنهجا لحياتهم وتصرفاتهم ومعاملاتهم مع الناس والحياة.

ولكننا نفاجأ بأنهم فى الحقيقة وعلى أرض الواقع لا يفعلون ذلك، ولا يقومون به، ولكنه لباس الضرورة من وجهة نظرهم ولزوم الحاجة لمظهر خادع، يسعون من ورائه لإحداث انطباع واثر لدى الناس، يتيح لهم تحقيق مصالحهم ويصلون عن طريقه لأهدافهم ونيل أغراضهم.

وفى هذا السياق نرى أنماطا كثيرة ونوعيات متعددة من البشر يتقمصون شخصيات وصفات مخالفة لما هم عليه بالفعل،...، بل وقد تكون مناقضة لشخصياتهم الحقيقية على طول الخط، ولا تتوافق على الاطلاق مع صفاتهم الذاتية.
وهناك العديد من الأمثلة على ذلك، فهناك اللص الذى يدعى الشرف، والجبان الذى يرتدى ثوب الشجاعة، والمنافق الذى يتغنى دائما بالصدق، والفاسق الذى يضع قناع الورع والتقوى،...، وهكذا وهكذا.
وإذا كان هذا قائما وموجودا فى الحياة العامة للأسف، ونراه معمولا به بين البشر العاديين فى جميع المجتمعات الانسانية بطول وعرض العالم، فإنه بالطبع أكثر انتشارا وأكثر فجاجة فى عالم السياسة، حيث المصالح تحكم وتتحكم فى الجميع،...، إلا من رحم ربى.

وعجائب وغرائب السياسة كثيرة، وهى لكثرتها لم تعد فى نظر الغالبية العظمى من الناس عجيبة أو غريبة، بل أصبحت فعلا متوقعا بل ومنتظرا أيضا، وهكذا أصبحت المتناقضات والأكاذيب هى الأكثر انتشارا فى عالم السياسة.

وفى ذلك بات من المألوف أن يتحدث زعيم دولة ما أو مجموعة من السياسيين فى دولة ما، عن الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان، ثم نراهم يفعلون عكس ذلك تماما، حيث نراهم يستخدمون هذه المبادئ السامية والشعارات الرنانة مطايا لتحقيق أغراض اخرى، والوصول لمآرب بعيدة كل البعد عما يدعون.

وهناك أمثلة كثيرة ومتعددة على ذلك، لعل أكثرها فجاجة ما فعله الرئيس الأمريكى «بوش الابن» وكل رجال الإدارة الأمريكية مع العراق، عندما ادعوا انهم يريدون غزو العراق لتحقيق الحرية والديمقراطية، فإذا بهم يدمرون العراق ويسقطون الدولة ويقتلون الشعب ويزرعون الطائفية وينشرون العنف والإرهاب فى المنطقة كلها مع سبق الاصرار والترصد،...، وهناك أيضا العديد من الأمثلة التى لا تقل عن ذلك بشاعة بل تزيد.
«وللحديث بقية»

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة