طاهر قابيل
طاهر قابيل


يوميات الأخبار

مصر اليوم فى عيد

طاهر قابيل

الإثنين، 02 مايو 2022 - 06:05 م

 

«زمان كان للعيد مظاهر تعكس الفرحة ليخرج فيها الناس الى المتنزهات والحدائق، والسير على  شاطئ نهر النيل ونتبادل الزيارات والتهانى  ونتناول الكعك والبسكويت والبيتى فور مع كوب الشاى باللبن..

زرت سيناء اكثر من عشرات المرات، وفى وقت من الاوقات كنت اذهب اليها اكثر من مرة فى العام.. تجولت فى سهولها وبين احجارجبالها ولمست عن قرب الاماكن التاريخية وقضيت يوما كاملا فى سفارى شاهدت فيه الكانيون الملون وواحة ام احمد وتعرفت على مساكن الانسان الاول فوق جبل ضئيل الارتفاع.. كانت زياراتى المتكررة فى جنوب سيناء حتى قضيت اياما فى شمال وجنوب وزرت معبر رفح والعريش وبقايا مستوطنة «ياميت» والتى حولناها الى مصنع ومعصرة للزيتون والمخللات والصلصة.. وتذوقت فيها اطعم انواع الفاكهة من الكنتالوب والخوخ والبرقوق.. وكنت حريصا على شراء حذاء مصنع فى الاراضى الفلسطينية.

شبه الجزيرة تنقسم إلى ثلاثة أقاليم طبيعية فيها السهول فى الشمال والهضاب فى الوسط وتكثر فيها الوديان والعيون والروافد التى تتكون من مياه الأمطار، ويضم الساحل مياها ضحلة ومستنقعات وبحيرات وأراضى رطبة.. وتبدأ بملاحة بورفؤاد ثم بحيرة البردويل، والتى تتصل بالبحرالمتوسط ببوغاز، ثم تنحسر صيفًا لتشكل بحيرتين منفصلتين ومستنقعات عند الشيخ زويد، وتحيط بها الكثبان الرملية وأشجار النخيل. وتنتشر بين المرتفعات فتحات جبليّة تستخدم كممرات وطرق للمواصلات والحركة، وتنتشر بها الآبار والينابيع وأشهرها متلا والجدي، وتنتهى إلى وادى المليز قرب بئر الجفجافة.. كما يبرز جبل الحلال والمغارة وتتخللها الأودية.

وتحتوى سيناء على عدد من المحميات الطبيعية والتى تضم العديد من أنواع النباتات والحيوانات والأسماك، ومن أبرزها نبق و رأس محمد وسانت كاترين وطابا، وأبو جالوم.. وتعد أشجار النخيل والخروع من أهم العناصر النباتية، وتنتشر بها الحيوانات مثل الورل والضب المصرى والضبع المخطط و ذئب الأرض والقنفذ بأنواعه الشيهم، النمور، النمس المصري، المها العربي، الوعل النوبي، الكبش الأروي، الفنك، عناق الأرض، الوشق، الأرانب البرية، غزال دوركاس، الفئران واليربوع ومن الطيور البجع، النعام الأكبر، البلشون الأبيض الصغير، مرزة الدجاج، اللقلق، بلشون القطعان، الصقور، السمان، المرعة، اللقلق الأبيض، القبرة، القبرة الهدهدية، النكات، والدريجة الشرسة. ومن الاسماك المهرج وبيكاسو والفراشة والدلافين والترسة والقرش، والجمبرى وخيار البحر، وبعض انواع القناديل او الحبار، والأخطبوط. كما ينتشر نبات المانجروف، وشقائق النعمان والشعاب المرجانية..

القرى الحدودية
مازلت اتذكر اغنية الفنانة المبدعة شادية «مصر اليوم فى عيد» والتى شدت بها فى ابريل 1982.. و منذ ايام عاد أهالى القرى الحدودية إلى منازلهم بعد انتهاء القوات المسلحة من تطهير كافة المدن بنطاق المحافظة، وتمشيط وتطهير القرى من «دنس الإرهاب الأسود»، حتى خط الحدود الدولية الشرقية، وضمت تلك الجهود كلاً من قرى المهدية، ونجع شبانة، وأبو مسافر، والمزحلف، والعجرا، والطايرة، وقوز أبو رعد.

وقد انتهت قوات الجيش من تطهير وتفتيش كل متر من تلك القرى بعد مغادرة الأهالى لها، وانتقالهم للعيش فى العريش والإسماعيلية والزقازيق والقاهرة، لمنح القوات المسلحة الفرصة لاستخدام «القوة» فى مواجهة العناصر الإرهابية دون أية مخاوف على الأهالي. وارتكزت عملية التطهير على معلومات دقيقة وفرتها هيئة الاستخبارات العسكرية، بالتعاون مع الأهالى وبتنسيق كامل مع قواتنا المسلحة لضمان ضبط العناصر التكفيرية والتعامل معهم دون الإضرار بالأبرياء..

وبالتزامن مع عمليات التطهير كان العمل على تحقيق مشروعات التنمية الشاملة التى تكفل للمواطنين «الحياة الكريمة».. زرت قرية المهدية التى تبعد 3 كيلو مترات عن الحدود الدولية والتى عادت اليها بعض الاسر.. فسكان قرى رفح كانوا يعيشون حالة من اليأس والحزن بسبب التنظيمات الإرهابية ووجودهم داخل القرى مع استخدامهم العنف والقوة ومن يخالف يصفونه بـ«المرتد»، ويعذبونه أمام الجميع وقد تم ذبح البعض بحجج واهية ولم يُسمح لهم بالعودة إلا بعد تمشيط كل متر للاطمئنان على عدم وجود فخاخ أو متفجرات أو ألغام أو بقايا لمخلفات الحرب.. فابناء سيناء وطنيون، و«القبائل» تبرأت بشكل تام وكامل من «أى خائن ممن سعى للمال على حساب وطنه» وحاربوا الإرهاب جنباً إلى جنب مع قواتهم المسلحة، حتى اضطروا إلى مغادرة أراضيهم بسبب «العناصر الإرهابية» واصبحواعلى موعد مع منظومة «بنية تحتية» متكاملة و رصف الطرق وحفر آبار والسعى لتوفير المزيد من المشروعات مع توفير المواد الغذائية، وكافة الاحتياجات.

الأسرة المصرية
رغم اننى لم احضر حفل افطار الاسرة المصرية حتى الان، ولكننى اشعر اننى كنت معهم اسعد بمشاركتهم الاحتفال.. ويوم الثلاثاء 26 رمضان كان المصريون مع مجموعة من القرارات الهامة حصرتها فى 16 قرارا تاريخيا.. اتخذ الرئيس عبد الفتاح السيسى 16 قرارا مهما، خلال حفل إفطار الأسرة المصرية، الذى تم تنظيمه فى هذا اليوم، وهى عقد مؤتمر صحفى عالمى لإعلان خطة الدولة للتعامل مع الأزمة الاقتصادية العالمية وتكليف الحكومة وكافة الأجهزة المعنية بتعزيز كافة أوجه الدعم المقدم لمزارعى القمح بزيادة المحفزات المقدمة للمزارعين سواء كانت مادية أو خدمية وأن المرحلة القادمة ستشهد دعما مضاعفا للقطاع الخاص للاضطلاع بدوره فى تنمية الاقتصاد ووضع كافة الامكانيات الممكنة لتوفير البيئة اللازمة لتحقيق ذلك، وإطلاق مبادرة لدعم وتوطين الصناعات الوطنية للاعتماد على المنتج المحلي، وذلك من خلال تعزيز دور القطاع الخاص فى توسيع القاعدة الصناعية للصناعات الكبرى والمتوسطة، وإعادة تفعيل عمل لجنة العفو الرئاسى التى تم تشكيلها كأحد مخرجات المؤتمر الوطنى للشباب، على أن توسع قاعدة عملها بالتعاون مع الأجهزة المختصة ومنظمات المجتمع المدنى المعنية، معربا عن سعادته بالإفراج عن دفعات من أبناء مصر خلال الأيام الماضية، ويؤكد أن الوطن يتسع للجميع وأن الاختلاف فى الرأى لا يفسد للوطن قضية.

و تكليف الوزارات والمؤسسات والأجهزة المعنية باستمرار عمل المعارض التى ساهمت فى توفير السلع الأساسية للمواطنين، والاستمرار فى تقديم كافة السلع الأساسية للمواطنين بأسعار مدعمة وحتى نهاية العام، وتكليف إدارة المؤتمر الوطنى للشباب بالتنسيق مع كافة التيارات السياسية الحزبية والشبابية لإدارة حوار سياسى حول أولويات العمل الوطنى خلال المرحلة الراهنة، ورفع نتائج الحوار الوطنى إليه شخصياً، والتعهد بحضور المراحل النهائية منه، و تكليف الحكومة بإعلان خطة واضحة يتم الالتزام بها لخفض الدين العام كنسبة من الدخل القومى، وتكليفها بطرح رؤية متكاملة للنهوض بالبورصة، والإعلان عن برنامج لمشاركة القطاع الخاص فى الأصول المملوكة للدولة بمستهدف 10 مليارات دولار سنوياً، ولمدة 4 سنوات، والبدء فى طرح حصص من شركات مملوكة للدولة و للقوات المسلحة فى البورصة قبل نهاية العام الحالى، واستكمال سداد المديونية الخاصة لعدد من الغارمين والغارمات، وإجراء حوار وطنى مع كافة القوى السياسية دون استثناء أو تمييز.

العيد والعيدية
عرفنا العيد منذ آلاف السنين. فكانت لدينا اعياد عديدة خلال العام، منها رأس السنة ونصف الشهر وبداية الفصول والفيضان والحصاد وتتويج الملك.. حتى زيارة الموتى كانت عيدا.. ففيه تحمل الأسرالطعام لتقديمها للاموات للتخفيف عنهم فى العالم الآخر.. فقد كان جدودنا قدماء المصريين يستقبلون أعيادهم بطقوس وزينة وارتداء الملابس الجديدة وتغطية اجسادهم بالروائح الذكية.. وتقام الاحتفالات وعروض الاكروبات والاستماع للاغانى والفلكلور الشعبى.

اما العيدية فقد عرفناها منذ الدولة الفاطمية بطقوسها المحببة من شراء للملابس الجديدة وارتدائها والزيارات العائلية وصناعة وشراء الكعك والبسكويت والغريبة والبيتى فور.. «فالعيدية» مصدرالسعادة والبهجة وتختلف طريقة تقديمها وقيمتها من بلد إلى أخرى.. ففى الدولة الفاطمية كانت تعرف بالرسوم أو«التوسعة» وتوزع مع كسوة للمواطنين واعطاء الدراهم الفضية للفقهاء وقراء القرآن فى ختمة ليلة عيد الفطر، كما يتم نثر الدراهم والدنانير الذهبية على الرعية الذين يأتون إلى قصر الخلافة صباح يوم العيد.. وفى العصر المملوكى أخذت العيدية الشكل الرسمى وكانوا يطلقون عليها «الجامكية» وتقدم على شكل طبق تتوسطه الدنانير وتحيط بها الحلوى والمأكولات الفاخرة.. وتقدم من السلطان أو الحاكم إلى الأمراء وكبار رجال الدولة .. وفى العصر العثماني، أصبحت تقدم للأطفال فى صورة نقود.. واستمر ذلك التقليد حتى وقتنا الحالي.. حيث يأخذ الأطفال نقود العيدية من الأب اوالأم والأقارب بعد الصلاة مباشرة.. ويفضل أن تكون اوراقاً جديدة.. و تُعرف فى السعودية باسم «الحوامة» أو «الفرحية» و«الحقاقية»، وفى سوريا «الخرجية» و «بالقرقيعان» فى الكويت، وهى خليط من المكسرات والزبيب.. وفى شرق آسيا يمر الأطفال على البيوت، ويطلبون العيدية فى نشيد بلغتهم قائلين «يا صاحب البيت كل سنة وأنتم طيبين ادونا العيدية».

أُطلق لفظة «عيدية» لأول مرة عندما أمر أحد الخلفاء الفاطميين، بزيادة الرواتب فى الأعياد ومع أول ايامه كانت الناس تنتظر عند قصر الخليفة الذى كان يخرج عليهم بالدنانير والدراهم.. وفى عصر المماليك كان يخرج السلطان والأمراء لصلاة العيد مرتدين ملابس بيضاء مزينة بالذهب والفضة. وبعدها تقام الولائم والحفلات.. وكان يطلق على «الفطر» عيد «الحلل» اى الملابس والكسوة التى توزع على الفقراء وتخصص لها ميزانية .

زمان كان للعيد مظاهر تعكس الفرحة ليخرج فيها الناس الى المتنزهات والحدائق و السير على شاطئ نهر النيل.. ونتبادل الزيارات والتهانى.. ونتناول الكعك والبسكويت والبيتى فور مع كوب الشاى باللبن.. ما زلت اتذكر العيد فى مسقط رأسى وايام طفولتى وشبابى فى مدينة «امبابة» التابعة لمحافظة الجيزة.. وانا اشاهد عم ابو احمد وهو يزين الدراجات تمهيدا لاستأجرها منه بعد ان ننتهى من الصلاة بمسجد «ناصر» قبل ان نلتهم كميات الكعك والبسكويت والبيتى فور.. وننتظر صوانى الرقاق و«هبر» اللحم او الفراخ المشوية على مائدة الغداء قبل ان نسارع الى المتنزهات وشاطئ النيل ودور السينما.. ونتناول اطباق الكشرى الذى كان بعيدا عنا طوال الشهر الكريم.. واتذكر اننا كنا نقضى يوما فى قلعة صلاح الدين.. واليوم الثانى بالهرم.. وربما يكون معه حديقة الحيوانات او متحف الاثار بالتحرير.. لنجلس كأسرة امام شاشة التليفزيون لمشاهدة المسرحيات والافلام الجديدة بعد ان نكون جمعنا العيدية من والدىّ رحمة الله عليهما.. وتعمق دور المرسال بأن نعطى لهما ما نحصل عليه من الجيران والاقارب.. بدعوى انهما سوف يضيفون لها لتوزيعها واعطاء العيدية لاولادهم.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة