الثلاثاء، 03 مايو 2022 - 10:20 ص

قراءة: أحمد الجمَّال

يرتبط العيد بأجواء البهجة والسعادة، لذا فقد شهدت القاهرة قبل أكثر من نصف قرن استقدام أحد فرق سيرك ألمانيا الشرقية فى ذلك الوقت لتقديم عروضه للجمهور المصرى فى عيد الفطر عام 1970، وكان ذلك هو العرض الأول له بالاشتراك مع السيرك القومي، بناء على بروتوكول تعاون جرى توقيعه بين الطرفين لتقديم عروض لمدة ثمانية شهور.. وقد نشرت اآخرساعةب تقريرًا عن هذا العرض جرى فيه إلقاء الضوء على أداء اللاعبين الألمان المبهر، حيث قدموا ألعابًا خطرة فى أيام العيد، نالت إعجاب الجمهور.. تفاصيل التقرير فى السطور التالية:-

هذه صورة السيرك فى العيد.. وهذه جولة مع السيرك الألمانى الذى شاهده الجمهور مع السيرك المصرى فى أيام العيد ولياليه.. وهذه هى الألعاب الخطرة التى قام بها اللاعبون الألمان وشدَّت عيون الكبار قبل الصغار وانتزعت تصفيقهم.. إن آخرساعة تنقلك إلى أجواء هذا السيرك فى العيد من خلال هذه الصورة النابضة.

لعبتا الجونجلير والبسكليت يقدمهما الفريق الألمانى بجانب لعبة الترابيز.. وهذه اللعبات يقوم الآن الفريق الزائر بتعليمها للسيرك المصرى حتى يشاهدها الجمهور المصرى دائمًا بعد سفر الفريق الألمانى.

جنبًا إلى جنب يقدمون عروضهم مع اللاعبين المصريين فى السيرك القومى.. إنهم من الألمان.. يمتازون بالسرعة الخارقة.. والتوازن المثير، وشكلوا شيئًا رائعًا.. مع المعجزة البشرية المصرية الرجل الكاوتش.. والعقلة الثابتة.. والقذف بالأرجل.

إن فن السيرك مثل أى فن آخر، يمثل مدى التقدم الذى وصلت إليه الدول المختلفة فى هذا المضمار.. فما قصة الفريق الألمانى الزائر.. وكيف حال لاعب السيرك فى الخارج؟ وماذا تضمّن البروتوكول المعقود مع الفريق الألمانى من بنود؟

على الرغم من أن السيرك القومى أنشئ فى مصر منذ سنوات قليلة، فإنه خطا خطواتٍ سريعة نحو التقدم، وملاحقة سيركات العالم، كما أصبح يملك رصيدًا من العروض يقدمها فى مختلف الدول.. وقد عمل السيرك القومى على استقدام السيركات الأجنبية لتقدم عروضها هنا مع عروضه، إلى جانب سفره لمدة إلى الخارج لعرض فنونه، حيث لقى التقدير والإعجاب.

ومن أشهر السيركات فى أوروبا الشرقية، السيرك المركزى لألمانيا الشرقية، الذى أنشئ فى عام 1951، ويضم الآن نحو 530 لاعبًا ولاعبة وإداريًا واحدًا، هو هانيز لورتس مدير سيرك بوش، ثلاثة سيركات: سيرك بيرولينا، وسيرك أيروس، وسيرك بوش. والسيرك الأخير هو الذى يزورنا بعض لاعبيه الآن، حيث يعملون مع سيركنا القومى، ويضم الفريق الزائر 12 لاعبًا ولاعبة، أما مدير السيرك هانيز لورتس فقد احتفل بعيد ميلاده الثانى والخمسين مع فريق السيرك المصرى.

ولاعـــــب السـيرك فــــى الـدول الاشتراكية يعتبر موظفًا فى الدولة، ولهـذا فـــإن فنـان السـيرك تضمـن له الدول حياته ومستقبله، ولا يهدده شبح البطالة، بعكس فنان السيرك فى البلد الرأسمالى، الذى يعمل بعقد موسمى ينتهى بانتهاء موسم العرض، ويظل عاطلًا حيث يأتى الموسم الجديد.

فنون التسلية

وتنفيذًا للبروتوكول المعقود بين السيركين المصرى والألمانى، الذى يقضى بتبادل بعض فقرات البرنامج بينهما، يقدم الفريق الألمانى حاليًا ثلاث فقرات ضمن البرنامج المصرى، الفقرة الأولى هى لعبة االجونجليرب، ويقدمها ثلاثة من اللاعبين ولاعبتان تخرجوا جميعًا فى أبريل الماضى من مدرسة السيرك الألمانية، وهى مدرسة تعتبر أحد فروع معهد فنون التسلية.. ويمتاز هؤلاء اللاعبون بسرعة مدهشة فى اللعب بالزجاجات الخشبية مع تشكيلاتهم الرائعة.

أمــــا الفقــرة الثانيـة فهى لعبة البسكليتب، ويقدمها ثلاثة لاعبين هم: رونالـــد نفلــــيز قــــائـــد الفـــــريق، وجاكوب يان ويوجين بل، وهذه اللعبة تمثل مدى قوة ضغط التوازن التى يتمتع بها الفريق الألمانى، بينما الفقرة الثالثة هى لعبة الترابيز التى تعتبر أخطر ألعاب الســـيرك، ويقـــدمها أنجــل فيلهلم، وجونتر ليبنسكى، وزوجته مارجريت وزيمجريد فليشر.

ولم يكن اختيار الفريق الألمانى الزائر سهلا، بل طلب سفر عبدالفتاح شفيق، مدير السيرك القومى إلى عدة دول، زار فيها العديد من السيركات ثم وقع البروتوكول مع الفريق الزائر الذى بمقتضاه سيسافر فريق من سيركنا القومى ليرد الزيارة ويقدم عروضه هناك.

ومن المعروف أن من أهم بنود هذا البروتوكول هو أن تستضيف مصر الفريق الألمانى حتى منتصف الشهر القادم، وتتحمل تذاكر السفر والعودة والإقامة وجنيها مصروف جيب يوميا لكل عضو من أعضاء الفريق الألمانى، على أن تستضيف ألمانيا الشرقية الفريق المصرى المكون من 16 لاعبا مقابل تذاكر السفر والعودة والإقامة و30 ماركا يوميا لكلٍ منهم أثناء زيارته التى ستبدأ فى 20 مارس القادم التى ستستغرق ثمانية شهور يقدم خلالها سيركنا عروضه مع سيركات ست دول أخرى.

وستكون عروض السيرك المصرى عبارة عن ثلاث فقرات من أشهر لعباته وهى العقلة الثابتة والقذف بالأرجل ورماح الرجل الكاوتش الذى يعتبر بحق معجزة فى مدى لياقته البدنية وألعابه الخارقة.

بعثات للتدريب

وبالإضافة إلى الفريق المصرى الذى تقرر سفره إلى ألمانيا الشرقية فقد تقرر أيضا إرسال بعثتين من لاعبى السيرك القومى، إلى هناك لتلقى أحدث فنون ألعاب السيرك أحدهما للتدريب على ألعاب الأسود والأخرى لألعاب الأفيال والخيل.

وإذا كان سيركنا القومى قد استقبل هذا العام الفريق الألمانى فقط فإن العام القادم سيكون أسعد حظا بعد أن تقرر أن يزورنا أربعة سيركات عالمية تقدم فيها عروضها المثيرة.. وأمام الإقبال الشديد من الجمهور خلال العيد لرؤية الألعاب الخطرة للاعبين الألمان اضطر عبدالفتاح شفيق إلى إقامة حفلات صباحية فى العيد حتى تدخل الابتسامة والتسلية الحلوة إل كل قلب.