غادة زين العابدين
غادة زين العابدين


عاجل جداً

نهر الخير.. ماذا بعد رمضان؟

غادة زين العابدين

الثلاثاء، 03 مايو 2022 - 05:58 م

انتهى رمضان، لكنى أتمنى ألا يتوقف نهر الخير ، فأحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل، أنا لا أتفق مع من يطلقون على رمضان شهر الشحاتة، بل هو شهر يحمل جرعة مكثفة من التحفيز على التكافل والعطاء
وأرفض اعتبار اعلانات المستشفيات الخيرية صراعا لسرقة ما فى الجيوب، بل أراها سباقا جميلا فى الخير.

ولا أرى فى نداءات التبرع، ضحكًا على المشاعر، ومؤامرة على المتبرعين، بل أراها ترقيقا للقلوب، وإتاحة الفرصة للتعاون على البر، وهى أسمى درجات التقوى، وبابا عظيما للرحمة والمغفرة.

أنا أيضا استمتع بالإعلانات والأغانى التى تدعو للخير وتحفز المرضى وتمنحهم الأمل، استمتع بالتقدم التقنى الذى حدث لهذه النوعية من الإعلانات حتى أصبحت فنا راقيا، ننتظر جديده كل عام.

وقد بدأت فكرة حملات الخير الإعلانية الرمضانية فى أوائل التسعينيات، وكان مستشفى 57357 هو أول من تشجع وبادر بهذه الفكرة الجريئة ،على يد الرائد المبدع طارق نور، وحينما نجحت الفكرة وتمخض عنها صرحا طبيا وعلميا وتعليميا نقل مصر نقلة عالمية مدهشة فى مجال سرطان الأطفال، أصبحت تجربة 57357 قدوة للآخرين، وتحرك الماء الراكد، وبدأت مؤسسات خيرية اخرى تظهر على السطح لتقدم خدمات طبية مختلفة تخفف عن كاهل الدولة، مثل مؤسسة مجدى يعقوب للقلب، وأهل مصر للحروق، وغيرهما الكثير.

نعم، نحن مطالبون بالتدبر والدراسة والاجتهاد، فى البحث عمن يستحق زكاتنا وصدقاتنا،واختيار المؤسسات صاحبة الإنجازات، التى لا تكتفى بطلب التبرع، بل تظهر عليها «نعمة التبرعات»، وتحقق كل يوم تقدما جديدا نراه بأعيننا.

أندهش حينما أرى البعض يسعى لتنفير الناس من التبرع ، بالإساءة والتشكيك العشوائى بلا سند ولا دليل،
أندهش أكثر حينما تقوم الدنيا ولا تقعد إذا رفضت مستشفى خيرى قبول مريض لم يصبه الدور، نحاسب المستشفى على عشرات المرضى الذين يقفون خارج أسوارها، ونتناسى الآلاف الذين يرقدون داخل حجراتها، يتلقون أقصى درجات الرعاية، أو الذين كتب الله لهم الشفاء وعادوا لأهلهم وحياتهم.

وننسى أيضا أن جميع المستشفيات لديها قوائم انتظار،ولا فضل لمريض على آخر إلا بالدور.

اتمنى أن نشجع الناس على التبرع، ولا ننفرهم بالتشكيك المستمر، عسى أن نصيب قوما بجهالة، وتصيب سهامنا المسمومة قلوب المتبرعين، فنحمل على أكتافنا، وزر نقص التبرعات، وتوقف المشروعات، وانهيار صروح خيرية تؤوى بين جدرانها مرضى لا ذنب لهم، وما أخطره وأقبحه وزر.

لدينا عقل نتدبر به، ونفرق به بين الجاد والمنتفع، بين صاحب الإنجازات الحقيقية، وصاحب الكلام المعسول، بين من يدعوك للمشاركة، ويفتح أبوابه للزيارة والرؤية والمتابعة، وبين من لا تعرف له عنوانا ولا إنجازا، ويطلب منك «التبرع وانت ساكت».

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة