الشيخ محمد خلف أبو رحاب
الشيخ محمد خلف أبو رحاب


الشيخ محمد خلف أبو رحاب: استمرار الطاعات بعد رمضان دليل التقوى

سنية عباس

الخميس، 05 مايو 2022 - 09:12 م

انقضى موسم رمضان شهر القرآن وجبر الخواطر والأعمال الصالحة، ولا شيء أضر على الإنسان من الإعراض عن الله تعالى بعد الإقبال عليه ولا خسارة تعدل خسارة مفارقة الطاعات وفعل الخيرات بعد إلفها وهجر المساجد والمصاحف بعد مرافقتها فتقسو بعض القلوب.

وتكون الحاجة إلى تزكية النفس للإعانة على مداومة الطاعات التى تسابق فيها المسلمون فخرج المحسنون بعظيم الثواب وحصد المتكاسلون المفرطون الندم والخسران. الشيخ د .محمد خلف أبو رحاب كبير أئمة بوزارة الأوقاف يوضح أهمية الاستعاذة بالله من النقصان بعد الزيادة والتمام فلا يجوز أن نفرق شمل الطاعة بالمعاصى ولا نفل القوة الإيمانية التى حصدناها بالصالحات بالارتداد والرجوع إلى الغفلات والموبقات وأن نلتزم بالتفانى فى العبادة سائر شهور العام قال تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم: (واعبد ربك حتى يأتيك اليقين).


يقول د .محمد خلف أبو رحاب: أركان الإسلام وسائل لغايات والصوم غايته الوصول لقمة الإيمان وهى التقوى، والمتقون هم أهل الفوز والفلاح يقول الحسن البصرى رضى الله عنه: (إن الله تعالى جعل شهر رمضان مضمارا لخلقه يتسابقون فيه لطاعته فسبق قوم ففازوا وتخلف أقوام فخابوا).

ومن صام إيمانا واحتسابا بالامتناع عن الطعام والشهوة وصيام الجوارح الظاهرة والباطنة وعمدتها القلب والعقل عن مجرد التفكير فى المعصية قد فاز باكتمال المظهر الإيجابى فى معاملات البر.

وخاصة التكافل الاجتماعى التى يتعدى نفعها للغير قال تعالى: (وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين الذين ينفقون فى السراء والضراء)، وإذا كانت فريضة الصيام محددة بشهر رمضان فإن خصال الخير مطلوبة فى كل زمان ومكان وحسب الأحوال.

وإن كان شهر رمضان  مفجرا لطاقات الخير الكامنة فى نفوس المؤمنين فليكن بداية السباق وليس نهاية المطاف ولنا فى الرسول صلى الله عليه وسلم الأسوة الحسنة فكان أجود ما يكون فى  رمضان وحين سئل أى الأعمال أحب إلى الله قال: (سرور تدخله على مسلم تكشف عنه كربة أو تطرد عنه جوعا أو تقضى عنه دينا).

 

والأصعب من الوصول إلى قمة الإيمان وهى التقوى الحفاظ عليها ولا يكون ذلك إلا بالمداومة قدر الإمكان على خصال الخير التى واظب عليها العبد أثناء شهر رمضان وتلك من علامات قبول الأعمال فتعود ثمارها على المجتمع بأسره فنخرج من عبادة الصيام والقيام وندخل فى عبادة البر والاحسان وكل منها طاعة للرحمن قال سبحانه وتعالى: (فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب).


ويضيف د .أبو رحاب: كان الصحابة رضوان الله عليهم يتعهدون أنفسهم بالسؤال عقب شهر رمضان كلما تبدل بهم الحال، أما المنافق فإنه لا يذكر الله إلا قليلا وإذا ذكره يرائى الناس قال تعالى:  (يراؤون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا)، ومن ثمار المداومة على الأعمال الصالحة دوام اتصال القلب بالله قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده أمامك تعرف على الله فى الرخاء يعرفك فى الشدة)، كما أنها تنقذ صاحبها من الفواحش وسببا لمحو الخطايا.

وحسن الخاتمة والأجر العظيم قال تعالى: (والذين يمسكون بالكتاب وأقاموا الصلاة إنا لا نضيع أجر المصلحين)، ولو قال قائل نسافر ونمرض وينقطع العمل رغما عنا فالجواب قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيما صحيحا).

ويتابع: من أفضل العبادات صوم ست من شوال بعد رمضان قال صلى الله عليه وسلم: (من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر) فيكمل أجر صيام سنة فرضا لا نفلا وفسره النبى صلى الله عليه وسلم بأن الحسنة بعشر أمثالها فصيام رمضان بعشرة أشهر وست من شوال بـ٦٠ يوما فتكون تمام السنة ولا حرج فى صيامها متفرقة من اليوم الثانى من شوال.


ويؤكد: إذا أتبع اجتهاد بعض الناس فى رمضان بترك الواجبات والوقوع فى المعاصى تكون الحاجة إلى تزكية النفس وللوصول إليها يجب تعظيم الله ودوام مراقبته وكثرة ذكره والدعاء اليه لتجديد الإيمان وزيادته، ومصاحبة الأخيار للمنافسة فى الصالحات ومن الدعاء النبوى فى سؤال التزكية: (اللهم آت نفسى تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها)، وقيل لبشر الحافى رضى الله عنه : (إن قوما يتعبدون فى رمضان ويجتهدون فإذا انسلخ تركوا، قال: بئس القوم لا يعرفون الله إلا فى رمضان)، فمن علامات قبول الحسنات عمل الحسنات بعدها وترك السيئات.

وعلامة رد الحسنات أن تبدل بقبيح الأعمال، وينصح: لا تغتر بما حصل من طاعات فى رمضان وتذكر قول الله تعالى: (ولا تمنن تستكثر) فهل تمن على الله؟ فالناس لا يدخلون الجنة بأعمالهم وإنما برحمة الله والأعمال الصالحة سبب وليست ثمنا.

وأعظم الشهادات من مدرسة رمضان شهر التغيير حصول العبد على شهادة المتقين ومؤهلاتها الصبر والمثابرة على الطاعة وعن المعصية فنربى أنفسنا على جهاد النفس والإقلاع عن العادات والتقاليد والأخلاق المخالفة لشرع الله قال تعالى: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).

والخوف من عدم قبول الأعمال فى رمضان وهذا من أخلاق المتقين قال تعالى: (والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة) يكون فى نصيحة على بن أبى طالب رضى الله عنه: (كونوا لقبول العمل أشد اهتماما منكم من العمل).

ومن طفف فى مكيال العبادات والأعمال الصالحة فنقول مادام فى العمر بقية فما زال الباب مفتوحا للتوبة وتكفير الذنوب وحسن التعامل مع الناس فالدعوة إلى الله فن وأخلاق قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (يا أيها الناس خذوا من الأعمال ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا وإن أحب الأعمال إلى الله مادام وإن قل).

اقرأ ايضا | الشيخ منصور الرفاعى عبيد: المواظبة على الطاعات بعد رمضان علامة على قبول العبادات


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة