ارشيفية
ارشيفية


بعد 25 عملية جراحية.. مريض يسرق طبيبه بعد إنقاذه من الموت

علاء عبدالعظيم

الخميس، 05 مايو 2022 - 09:32 م

امتلأ قلب الطبيب بالحنان الإنساني، وجعل عقله وعلمه يتحفز لإنقاذ إنسان سيئ الحظ، كان بين الحياة والموت بعدما احترق جسمه، وأجريت له 25 عملية جراحية حتى شفي، ثم ألحقه بالعمل عنده، وبعد هذا كله امتدت يده لتسرق الطبيب الذي قدم له كل هذه المساعدات.. ولماذا؟! لكنه رد له الجميل بنكران لا حدود له.

كان المتهم العاشق عمره لم يتجاوز الحادية والعشرين، الذي نقلته سيارة الإسعاف إلى إحدى المستشفيات بين الحياة والموت بعد أن أصيب بجروح شديدة في جميع أجزاء جسده وشوهته تماما نتيجة سقوطه في مادة مشتعلة.

أسرع الطبيب وأجرى له الإسعافات اللازمة بالرغم من أنه أصبح شخص لا يمكن التعرف عليه، وظل أياما ملقى على السرير يطلب كل من يراه من الله أن يريحه من هذا التشويه الرهيب، بحسب ما نشرته مجلة آخر ساعة في عام 1974. 

ظلت روحه معلقة بهذا الشيئ الذي كان في أحد الأيام جسدا لا تريد أن تفارقه أبدا، رق قلب الطبيب لهذا الشاب المشوه وقرر أن يتفانى في محاولة لترقيع جسده على أمل أن ينجح ويعود للشاب أمله في الحياة، ووقفت العناية الإلهية بجوار الطبيب الذي ظل يعالجه عامين كاملين أجرى خلالهما 25 عملية جراحية لإعادة بعض أجزاء جسمه إلى حالتها الطبيعية.

وبدأ الأمل في الحياة يراود الشاب، والابتسامة تظهر على شفتيه عندما شعر بأن جسمه يتحرك مرة أخرى، وظلت مجهودات الطبيب في صراع مع القدر حتى جاء اليوم الذي غادر فيه الشاب المستشفى، واستطاع الوقوف على قدميه، وخرج ليجد أن أهله لا يعلمون عنه شيئا، وهو لا يعلم عنهم شيئا أيضا.

عرض عليه الطبيب أن يلحقه بالعمل في منزله صباحا، وتمرجي في العيادة ليلا، كاد الشاب ان يطير فرحا بعدما سمح له بأن يبيت في العيادة، وبعد مرور 20 يوما على استلامه العمل، وخلال تلك الفترة وقع في حب "الشغالة" والتي خشي أن يفاتحها في الأمر لأنه لا يملك شيئا وأخذ يفكر كيف يجعلها تبادله الحب أو تشعر به وتقبله زوجا؟

هداه تفكيره ليجد المال اللازم، فقرر أن يسرق الطبيب الذي كافح حتى ينقذه من التشويه، واختبئ أسفل سلم الفيلا حتى غادر الطبيب وزوجته، وتوجهت الشغالة لشراء بعض المتطلبات، وفي لحظات كان داخل غرفة نوم الطبيب، واستولى على مبلغ كبير من النقود، ومصوغات ذهبية، وإمعانا في تضليل مخدومه لكي يكون في مأمن عن أية شبهات، فقام بإلقاء بعض الملابس على الأرض، ووضع سكينًا داخل ضلفة الدولاب حتى يوهم الجميع بأن اللص من خارج المنزل.

بدأ رجال مباحث قسم شرطة مصر الجديدة آنذاك بعمل تحريات مكثفة للوصول إلى مرتكب الواقعة، وبعدما وقفا طويلا أمام ملاحظاتهما، وحامت شكوكهما حول الشاب، خاصة وانه يوجد بالفيلا كلب للحراسة، وهذا يعني استحالة دخول شخص غريب للمنزل، ووجود آثار أقدام في مكان الواقعة، وبمضاهاتها انطبقت على أقدام الشاب، والذي اكدت التحريات أنه وقع في حب الشغالة، وانه فعل ذلك ليظفر بقلبها.

لم يصدق الطبيب بأن سارقه هو الشاب الذي عالجه أكثر من عامين حتى وقف على قدميه، إلى أن داهم رجال المباحث العيادة، وقاموا بتفتيش العامل وعثروا معه على مبلغ كبير من النقود، وبعض من المصوغات الذهبية.

انهار الشاب العاشق، واعترف بحريمته، وهو يبكي بحرقة يتمنى أن تنشق الأرض وتبتلعه من شدة الخجل امام الطبيب الذي لمعت عيناه والذي كان يدافع عنه لآخر لحظة، ووقف بلسان حال يتساءل.. هل الحب اقوى من الوفاء؟.

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة