أميمة كمال
أميمة كمال


لذا لزم التنويه

صندوقيون خارج الصندوق

أخبار اليوم

الجمعة، 06 مايو 2022 - 07:22 م

يبدو أن كثيرا من المصريين قضوا ليلة الأربعاء، منشغلين بما يحدث فى نصف العالم الآخر.

فما كاد جيروم باول، رئيس الفيدرالى الأمريكى، يعلن رفع سعر الفائدة، حتى بدأ سيل من التحليلات، يملأ وسائل التواصل.

بعضها يندرج تحت مصنف «المنطقى»، وكثيُرها لايخلو من خزعبلات. بدا لى أن الحوار، يعكس وعى الناس بأهمية متابعة القرارات الاقتصادية، وربطها بجدول أعمال معيشتهم اليومية.

ربة منزل فى جروب للعرائس، تتساءل عن التوقيت المناسب لشراء جهاز إبنتها . وهل القرار سيؤثر على رفع الأسعار فى شارع عبد العزيز.

وما إذا كان الأفضل التمهل لحين يرفع المركزى المصرى سعر الفائدة، فتضع مدخرات العروس بالبنك، أم أن الدولار سيقفز سعره، وتزداد الأسعار اشتعالا.

وهناك من قضى الليلة يتحسر على انخفاض مبيعات الأحذية والشنط، فى عز موسم الأعياد بنسبة 30%، شارحا أن هذا مؤشرا لتراجع إستهلاك المصريين الذى  يعد ركيزة للنمو الإقتصادى.

حوار الساعات الطوال هذا، جعلنى أشعر أن الناس أصبحت لاتعلق ضيق الحال، على جشع التجار.

وهو الاستنتاج الأسهل، ولكن أدركت أن ثمة سياسات اقتصادية عالمية، ومحلية، تقود إلى تلك الضائقة. وأعادنى الحوار لما كتبته قبل 6 سنوات.  

عندما كنت أغادر وقتها مقر صندوق النقد بواشنطن، بعد ختام اجتماعاته السنوية، ووجدت على بعد خطوات،شابا يعلق ورقة كتب عليها، أنه فقد وظيفته، وبحاجة إلى مساعدة.

ولم تمض دقائق، إلا وطالعنى وجه سيدة، تحمل رضيعا، تطالب المستقلين لمتروالأنفاق، بمساعدتها. وبعدها بساعات، اعتدت على مشهد المشردين فى شوارع واشنطن. وأحسست وقتها أن كل ما يصاغ من سياسات  داخل الصندوق، هو من يخلق حشود الفقراء داخل أمريكا، وفى أقصى بقاع الأرض.

الفقر هنا وهناك، وراءه اقتصاد عالمى ومحلى، غير عادل، يخلق عدم مساواة ظالمة. كتب عنها عقلاء الصندوق فى مجلة «التمويل والتنمية» فى عددها الأخير.

 ولفتوا النظر لضرورة  اتخاذ الحكومات لسياسات تعيد توزيع الدخول . منها ضرائب تصاعدية على دخول الأثرياء، وأيضا على استهلاكهم، وسد الثغرات أمام التهرب من ضرائب الأرباح الرأسمالية، وزيادة الإنفاق على الصحة والتعليم. بحيث تقل الفجوة بين أطفال الأغنياء والفقراء، وهو ما يحدث حراكا اجتماعيا، يجعل الأطفال لايدفعون ثمن خلفية ذويهم.

والتوسع فى الإعانات الإجتماعية للمعوزين. وربما يفتح هذا الحديث شهية النواب، وهم يستعدون لمناقشة موازنة الدولة الجديدة، بعد أيام.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة