الجمعة، 06 مايو 2022 - 08:39 م

للعام الثالث على التوالى استحوذ مسلسل الاختيار فى جزئه الثالث على أعلى نسب المشاهدة حيث توافرت له جميع مقومات النجاح من فكرة محورية تهم جميع المواطنين الذين عايشوا الأحداث وشاركوا فى تفاصيلها بشكل أو بآخر، وتستند الفكرة إلى أصالة الشعب المصرى الذى يرفض الانهزام والتبعية ويسعى إلى تقرير مصيره بإرادته الواعية استنادا إلى إرث تاريخى وحضارى ضارب فى الجذور، كما تميز المسلسل باحترافية عالية فى السيناريو والحوار والتصوير والمكياج والإخراج والتمثيل، وتناغم الربط بين المشاهد التمثيلية والمشاهد الوثائقية .

عايش المصريون تلك الأحداث التى كادت تطيح بالوطن وتعود به خمسمائة عام إلى الوراء، واستهدف المسلسل تنشيط الذاكرة لتلك الأحداث الكئيبة وانتفاضة الناس إلى الشوارع للمطالبة باسعادة الدولة السليبة والتخلص من حكم المرشد الإخوانى فى فترة فارقة فى عمر الوطن.

ومهما كان حجم التوثيق فى هذا العمل الدرامى فهو فى النهاية عمل فنى يلتزم بأساسيات الدراما التوثيقية التى تؤكد على وجهة نظر محددة يتفق معها معظم المصريين وليس عملا علميا يلتزم فيه الباحث بالحياد المطلق وهو فى النهاية عمل تاريخى وليس وثيقة تاريخية، ومن الطبيعى أن يثير هذا العمل أحقاد وضغائن جماعة الإخوان الإرهابية والجماعات المتطرفة، وتبقى مصر فى النهاية محمية بعناية الرحمن وإرادة المصريين.

ليتنا ندرك أن الدراما الهادفة من أهم وسائل القوة الناعمة لرفع الروح المعنوية وتعزيز الانتماء الوطنى فى مواجهة الجيل الرابع من الحروب.